سورة العصر
مكية (1)، ثلاث آيات.
في حديث أبي: " من قرأها ختم الله له بالصبر، وكان مع أصحاب الحق يوم القيامة " (2).
وعن الصادق (عليه السلام): " من قرأها في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقا وجهه، ضاحكا سنه، قريرا عينه حتى يدخل الجنة " (3).
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿والعصر (1) إن الانسن لفي خسر (2) إلا الذين ءامنوا وعملوا الصلحت وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (3)﴾
أقسم سبحانه بالدهر لأن فيه عبرة لأولي الأبصار، أو بالعشي لما في ذلك من دلائل القدرة بإدبار النهار وذهاب سلطان الشمس.
(إن الانسن) وهو اسم الجنس (لفي خسر) أي: خسران، ينقص عمره كل يوم وهو رأس ماله، فإذا ذهب رأس ماله ولم يكتسب به الطاعة كان طول دهره (4) في نقصان.
(إلا) المؤمنين الصالحين فإنهم اشتروا الآخرة بالدنيا فربحوا وفازوا وسعدوا (وتواصوا) أوصى بعضهم بعضا (بالحق) بالأمر الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وهو الخير كله من: توحيد الله وطاعته، واتباع أنبيائه وأوليائه، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وأداء الواجبات، واجتناب المقبحات (وتواصوا بالصبر) عن المعاصي، وعلى الطاعات والبليات.
1- تفسير الحسن البصري: ج 2 ص 439.
2- قرأه ابن عامر وحمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 697.
|
3- قاله مقاتل. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 524.
4- حكاه عنه الرازي في تفسيره: ج 32 ص 94.