سورة الروم

مكية (1) إلا آية منها، وهي قوله: (فسبحان الله حين تمسون) (2) وهي ستون آية، (ألم) كوفي، (بضع سنين) غيرهم.

في حديث أبي: " من قرأها كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله بين السماء والأرض، وأدرك ما ضيع في يومه وليلته " (3).

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ألم (1) غلبت الروم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون (4) بنصر الله ينصر من يشآء وهو العزيز الرحيم (5) وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون (6) يعلمون ظهرا من الحيواة الدنيا وهم عن الآخرة هم غفلون (7) أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهمآ إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقآى ربهم لكفرون (8)﴾

(الأرض) أرض العرب، لأن المعهودة عند العرب أرضهم، والمعنى: (غلبت الروم في أدنى) أرض العرب منهم، وهي أطراف أرض الشام، وقيل: هي أرض الجزيرة، وهي أدنى أرض الروم إلى فارس (4).

والبضع: ما بين الثلاث إلى العشر، قيل: احتربت الروم وفارس بين أذرعات وبصرى، فغلبت فارس الروم، فبلغ الخبر مكة، فشق على رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمسلمين، لأن فارس مجوس والروم أهل كتاب، وفرح المشركون وقالوا: أنتم والنصارى أهل كتاب، ونحن وفارس لا كتاب لنا، وقد ظهر إخواننا على إخوانكم، ولنظهرن نحن عليكم، فنزلت: (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) يعني: أن الروم من بعد غلبة فارس إياهم سيغلبونهم (في بضع سنين) (5).

وهذه من الآيات الشاهدة على صحة نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله)، وأن القرآن من عند الله سبحانه؛ لأنه أنبأ بما سيكون وهو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل.

وعن أبي سعيد الخدري قال: التقينا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومشركي العرب، والتقت الروم وفارس، فنصرنا الله على مشركي العرب ونصر الله الروم على المجوس ففرحنا (بنصر الله) إيانا على المشركين، ونصر أهل الكتاب على المجوس، فذلك قوله: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) وهو يوم بدر (6).

(من قبل ومن بعد) أي: في أول الوقتين وآخرهما، حين غلبوا وحين يغلبون، يعني: أن كونهم مغلوبين أولا وغالبين آخرا، ليس إلا بأمر الله وقضائه (ويومئذ) ويوم يغلب الروم فارس (يفرح المؤمنون) بنصر الله، وتغليبه من له كتاب على من لا كتاب له، وقيل: نصر الله أنه ولى بعض الظالمين بعضا وفرق بين كلمتهم، وفي ذلك قوة للإسلام (7).

(وعد الله) مصدر مؤكد، كقولك: له علي ألف درهم اعترافا؛ لأن معناه: اعترفت لك بها اعترافا، ووعد الله ذلك وعدا لأن الكلام المتقدم في معنى " وعدتم ".

ثم ذمهم الله تعالى بأنهم بصراء بأمور الدنيا، يعلمون منافعها ومضارها، غافلون عن أمور الدين، وعن الحسن: بلغ من علم أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه، وما يحسن أن يصلي (8).

وقوله: (يعلمون) بدل من (لا يعلمون)، وفي هذا الإبدال إيذان بأن عدم العلم الذي هو الجهل، ووجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا، مستويان في أنفسهم.

يحتمل أن يكون ظرفا، فيكون المعنى: أولم يحدثوا التفكر في قلوبهم الفارغة من الفكر؟والتفكر لا يكون إلا في القلوب ولكنه زيادة تصوير لحال المتفكرين، كما يقال: اعتقد في قلبه، أي: أولم يتفكروا فيقولوا هذا القول أو فيعلموا ذلك؟ويحتمل أن يكون صلة للتفكر، فيكون المعنى: أولم يتفكروا في أنفسهم التي هي أقرب إليهم من غيرها من المخلوقات فيتدبروا ما أودعها الله من غرائب الحكم الدالة على التدبير دون الإهمال؟وقوله: (إلا بالحق وأجل مسمى) أي: ما خلقها باطلا وعبثا بغير غرض صحيح، وإنما خلقها مقرونة بالحق مصحوبة بالحكمة وبتقدير أجل مسمى لابد أن ينتهي إليه، وهو قيام الساعة ووقت الجزاء والحساب، والمراد بلقاء ربهم: الأجل المسمى، والباء في (بالحق) مثلها في قولك: اشتريت الفرس بسرجه ولجامه.

﴿أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروهآ أكثر مما عمروها وجآءتهم رسلهم بالبينت فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (9) ثم كان عقبة الذين أسوا السوأى أن كذبوا بايت الله وكانوا بها يستهزءون (10) الله يبدؤا الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون (11) ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون (12) ولم يكن لهم من شركآئهم شفعؤا وكانوا بشركآئهم كفرين (13) ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون (14) فأما الذين ءامنوا وعملوا الصلحت فهم في روضة يحبرون (15) وأما الذين كفروا وكذبوا بايتنا ولقآى الآخرة فأولئك في العذاب محضرون (16)﴾

هذا تقرير لسيرهم في البلاد ونظرهم إلى آثار المهلكين من الأمم الخالية بتكذيبهم الرسل، ثم وصف أحوالهم وأنهم (كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الارض) أي: حرثوا الأرض، وسمي الثور لإثارته الأرض، والبقرة لبقرها، وهو الشق (وعمروهآ أكثر مما) عمر هؤلاء (فما كان الله ليظلمهم) بتدميره إياهم، لأن حاله منافية للظلم ولكنهم ظلموا أنفسهم بفعلهم ما أوجب تدميرهم.

وقرئ: (عقبة) بالنصب والرفع (9)، و (السوأى) تأنيث " الأسوء "، وهو الأقبح، كما أن " الحسنى " تأنيث " الأحسن "، والمعنى: أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمار ثم كانت عاقبتهم السوأى، إلا أنه وضع المظهر موضع المضمر، فمن نصب (عقبة) جعلها الخبر، والسوأى: هي العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في القيامة وهي جهنم، و (أن كذبوا) بمعنى " لأن كذبوا ".

(ثم إليه) أي: إلى ثوابه أو عقابه (ترجعون) وقرئ بالتاء والياء (10).

والإبلاس: أن يبقى يائسا ساكنا متحيرا، و " شركاؤهم " الذين عبدوهم من دون الله (وكانوا بشركآئهم كفرين) يكفرون بإلهيتهم ويجحدونها.

والضمير في (تفرقون) للمسلمين والكافرين، يدل على ذلك ما بعده، يتفرقون فرقة لا اجتماع لها.

(في روضة) في بستان وهي الجنة، ونكرت للتفخيم والإبهام، أي: في روضة وأي روضة، والروضة عند العرب: كل أرض ذات نبات وماء، وفي المثل " أحسن من بيضة في روضة " (يحبرون) يسرون، وقيل: هو السماع في الجنة (11).

(محضرون) لا يغيبون عنه ولا يخفف عنهم.

﴿فسبحن الله حين تمسون وحين تصبحون (17) وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون (18) يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الارض بعد موتها وكذا لك تخرجون (19) ومن ءايته أن خلقكم من تراب ثم إذآ أنتم بشر تنتشرون (20) ومن ءايته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذا لك لآيت لقوم يتفكرون (21) ومن ءايته خلق السموات والارض واختلف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لايت للعلمين (22) ومن ءايته منامكم باليل والنهار وابتغآؤكم من فضله إن في ذلك لايت لقوم يسمعون (23) ومن ءايته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السمآء مآء فيحيي به الارض بعد موتهآ إن في ذا لك لايت لقوم يعقلون (24) ومن ءايته أن تقوم السمآء والارض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الارض إذآ أنتم تخرجون (25)﴾

ثم عقب سبحانه ذكر الوعد والوعيد بما يوصل إلى الوعد وينجي من الوعيد، والمراد بالتسبيح: ظاهره الذي هو تنزيه الله جل اسمه من السوء وذكره في هذه الأوقات، وقيل: هو الصلاة (12).

وقيل لابن عباس: هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟قال: نعم، وتلا هذه الآية: (تمسون) صلاة المغرب والعشاء و (تصبحون) صلاة الصبح (وعشيا) صلاة العصر (وحين تظهرون) صلاة الظهر (13).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): " من سره أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل: (فسبحن الله حين تمسون) إلى قوله: (وكذا لك تخرجون) ومثل ذلك الإخراج تخرجون من القبور وتبعثون " (14).

(خلقكم) أي: خلق أصلكم من تراب، و (إذا) للمفاجأة، والتقدير: ثم فاجأتم وقت كونكم بشرا منتشرين في الأرض، كقوله: (وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) (15).

(من أنفسكم) أي: من شكل أنفسكم وجنسها لا من جنس آخر (أزواجا) لتطمئنوا إليها وتألفوا بها، وذلك لما بين الاثنين من جنس واحد من الإلف والسكون، وما بين الجنسين المختلفين من التنافر (وجعل بينكم مودة ورحمة) أي: توادا وتراحما بعد أن لم يكن بينكم معرفة ولا سبب يوجب التحاب والتعاطف من القرابة والرحم.

والألسنة: اللغات أو أجناس المنطق وأشكاله.

خالف سبحانه بين هذه الأشياء حتى لا يكاد يسمع بين منطقين متفقين في شيء من صفات النطق وأحواله، وكذلك الصور وتخطيطها (16) والألوان وتنويعها، ولهذا الاختلاف وقع التعارف، ولو اتفقت وتشاكلت لوقع الالتباس، و (في ذا لك) آية بينة في حكمة الصانع وكمال قدرته، وقرئ: (للعلمين) بفتح اللام وكسرها (17)، ويشهد للكسر قوله: (وما يعقلها إلا العلمون) (18).

(منامكم باليل والنهار) هو من باب اللف وترتيبه (ومن ءايته منامكم، وابتغآؤكم من فضله) بالليل والنهار، إلا أنه فصل بين القرينين الأولين بالقرينين الآخرين لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيء واحد، من إعانة اللف على الاتحاد، ويجوز أن يكون المراد: منامكم في الزمانين وابتغاؤكم من فضله فيهما، والأول أظهر لتكرره في القرآن.

وفي (يريكم) وجهان: أحدهما: إضمار، والآخر: إنزال الفعل منزلة المصدر وفسر المثل: " تسمع بالمعيدي خير من أن تراه " على الوجهين (خوفا) من الصاعقة أو من الإخلاف (وطمعا) في الغيث، وقيل: خوفا للمسافر وطمعا للحاضر (19)، وهما منصوبان على المفعول له، وكأ نه قيل: يجعلكم رائين البرق خوفا وطمعا، أو تقديره: إرادة خوف وإرادة طمع، فحذف المضاف، ويجوز أن يكونا حالين أي: خائفين وطامعين.

(ومن ءايته) قيام السماوات والأرض واستمساكهما بغير عمد (بأمره) أي: بقوله: كونا قائمين، والمراد بإقامته لهما: إرادته لكونهما على صفة القيام دون الزوال، وقوله: (إذا دعاكم) بمنزلة (يريكم) في أن الجملة وقعت موقع المفرد على المعنى، كأنه قال: ومن آياته قيام السماوات والأرض (ثم) خروج الموتى من القبور إذا دعاهم (دعوة) واحدة: يا أهل القبور أخرجوا، والمراد: سرعة وجود ذلك من غير تلبث كما يجيب المدعو داعيه المطاع، وتقول: دعوت زيدا من أعلى الجبل فنزل علي، ودعوته من أسفل الجبل فطلع إلي، و (إذا) الأولى للشرط، والثانية للمفاجأة.

﴿وله من في السموات والارض كل له قنتون (26) وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الاعلى في السموات والارض وهو العزيز الحكيم (27) ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمنكم من شركآء في ما رزقنكم فأنتم فيه سوآء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذا لك نفصل الايت لقوم يعقلون (28) بل اتبع الذين ظلموا أهوآءهم بغير علم فمن يهدى من أضل الله وما لهم من نصرين (29)﴾

(قنتون) أي: مطيعون منقادون لوجود أفعاله فيهم.

(وهو أهون عليه) كما يجب عندكم أن من أعاد منكم صنعة شيء كان أهون عليه وأسهل من إنشائها، وتسمون الماهر في صناعته معاودا، بمعنى: أنه عاودها كرة بعد أخرى حتى مرن عليها، وذكر الضمير لأن المراد: وأن يعيده أهون عليه، وقيل: الأهون بمعنى الهين (20)، كقول الشاعر: لعمرك ما أدري وإني لاوجل (21) أي: لوجل (وله المثل الأعلى) أي: الوصف الأعلى الذي ليس لغيره مثله، قد وصف به (في السموات والارض) وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة (وهو العزيز) القاهر (الحكيم) المحكم لأفعاله.

وعن قتادة: المثل الأعلى قول: " لا إله إلا الله " وهو الوصف بالوحدانية (22).

(ضرب لكم مثلا من أنفسكم) أي: أخذ لكم مثلا وانتزعه من أقرب شيء منكم وهو أنفسكم، ف? " من " هنا لابتداء الغاية (هل لكم مما ملكت أيمنكم من شركآء) أي: هل ترضون لأنفسكم وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر وعبيد كعبيد أن يشاركوكم فيما (رزقنكم) من الأموال تكونون أنتم وهم فيه على السواء من غير تفرقة بينكم وبينهم، تهابون أن تستبدوا بالتصرف دونهم كما يهاب بعضكم بعضا من الأحرار، فإذا لم ترضوا بذلك لأنفسكم فكيف ترضون لرب الأرباب ومالك الرقاب من العبيد والأحرار أن تجعلوا بعض عبيده له شركاء (كذا لك) يعني: مثل هذا التفصيل (نفصل الآيت) أي: نبينها، لأن التمثيل مما يوضح المعاني الخفية، ويكون كالتشكيل والتصوير لها.

(بل اتبع الذين ظلموا) أي: أشركوا، لقوله: (إن الشرك لظلم عظيم) (23)، (أهوآءهم بغير علم) أي: جاهلين، لأن العالم إذا ركب هواه ربما ردعه علمه، والجاهل يهيم على وجهه كالبهيمة لا يكفه شيء (فمن يهدى من أضل الله) أي: خذله ولم يلطف به لعلمه أنه ممن لا لطف له، أي: فمن يقدر على هداية مثله، ويدل على أن المراد بالإضلال الخذلان قوله: (وما لهم من نصرين).

﴿فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذا لك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون (30) منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلواة ولا تكونوا من المشركين (31) من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون (32) وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذآ أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون (33) ليكفروا بمآ ءاتينهم فتمتعوا فسوف تعلمون (34) أم أنزلنا عليهم سلطنا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون (35) وإذآ أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون (36) أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إن في ذلك لايت لقوم يؤمنون (37)﴾

أي: قوم وجهك للدين وعدله غير ملتفت عنه يمينا وشمالا، وهو تمثيل لثباته على الدين واستقامته عليه واهتمامه بأسبابه، فإن من اهتم بشيء قوم له وجهه، وسدد إليه نظره، وأقبل عليه بكله (حنيفا) حال من المأمور، أو من " الدين " (فطرت الله) أي: الزموا فطرة الله، أو: عليكم فطرة الله.

وقوله: (منيبين إليه) حال من الضمير في " الزموا "، ولذلك أضمر على خطاب الجماعة، وقوله: (واتقوه وأقيموا الصلواة ولا تكونوا) معطوف على هذا المضمر، والفطرة: الخلقة، ألا ترى إلى قوله: (لا تبديل لخلق الله) والمعنى: أنه خلقهم قابلين للتوحيد ودين الإسلام، غير نائين عنه، ولا منكرين له، حتى لو تركوا لما اختاروا عليه دينا آخر، ومن غوى منهم فبإغواء شياطين الجن والإنس.

ومنه الحديث: " خلقت عبادي حنفاء، فاحتالتهم الشياطين عن دينهم، وأمروهم أن يشركوا بي غيري " (24).

وقوله (عليه السلام): " كل مولود يولد على الفطرة، حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه " (25).

(لا تبديل لخلق الله) أي: لا ينبغي أن تبدل تلك الفطرة وتغير.

وخوطب الرسول (صلى الله عليه وآله) أولا فوحد، ثم جمع ثانيا لأن خطابه (عليه السلام) خطاب لأمته.

(من الذين) بدل من (المشركين)، " فارقوا دينهم ? (26) أي: دين الإسلام وقرئ: (فرقوا) أي: جعلوه أديانا مختلفة لاختلاف أهوائهم (وكانوا شيعا) أي: فرقا، كل واحدة تشايع إمامها الذي أضلها (كل حزب) منهم فرح بمذهبه مسرور، يحسب باطله حقا.

ويجوز أن يكون (من الذين) منقطعا عما قبله، والمعنى: من المفارقين دينهم، كل حزب فرحين بما لديهم، لكنه رفع (فرحون) على الوصف لـ (كل).

(وإذا مس الناس ضر) أي: مرض أو قحط أو شدة انقطعوا (إلى الله) وأنابوا إليه (ثم إذآ أذاقهم.

رحمة) بأن يخلصهم مما أصابهم قابلوا النعمة بالكفران.

واللام في (ليكفروا) مجاز، مثلها في (ليكون لهم عدوا وحزنا) (27)، (فتمتعوا) نظير (اعملوا ما شئتم) (28)، (فسوف تعلمون) وبال تمتعكم.

والسلطان: الحجة (فهو يتكلم) مجاز، كما يقال: كتابه ينطق بكذا، ومعناه الدلالة، كأنه قال: فهو يشهد بصحة شركهم، و " ما " مصدرية، أي: بكونهم بالله يشركون، ويجوز أن تكون موصولة ويرجع الضمير إليها، ومعناه: فهو يتكلم بالأمر الذي بسببه يشركون.

" وإذا أذقناهم رحمة " أي: نعمة من مطر أو غنى أو صحة (فرحوا بها وإن تصبهم سيئة) أي: بلاء من جدب أو فقر أو مرض بسبب معاصيهم قنطوا من الرحمة، ثم أنكر عليهم بأنهم قد علموا أنه الباسط القابض فما لهم (يقنطون) من رحمته، ولا يرجعون إليه تائبين من المعاصي التي عوقبوا بالشدة من أجلها حتى يعيد إليهم رحمته؟

﴿فات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون (38) ومآ ءاتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله ومآ ءاتيتم من زكوا ة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون (39) الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركآئكم من يفعل من ذا لكم من شىء سبحنه وتعلى عما يشركون (40)﴾

عن أبي سعيد الخدري أنه قال: لما نزلت الآية أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة فدكا وسلمه إليها، وهو المروي عن أئمتنا (عليهم السلام) (29).

ولما ذكر أن السيئة أصابتهم بما قدمت أيديهم أتبعه ذكر ما يجب فعله وذكر ما يجب تركه.

وحق ذي القربى: صلة الرحم، وحق المسكين وابن السبيل: نصيبهما الذي سمي لهما (يريدون وجه الله) أي: يقصدون جهة التقرب إليه خالصا لا جهة أخرى.

(ومآ ءاتيتم من ربا) قيل: إنه ربا الحلال، وهو أن تعطي العطية أو تهدي الهدية لتثاب أكثر منها فليس فيه أجر ولا وزر (30)، وهو المروي عن الباقر (عليه السلام)، وقيل: هو مثل (يمحق الله الربوا ويربى الصدقات) أي: ليزيد ويزكو في أموال الناس ولا يزكو (عند الله) ولا يبارك فيه (31).

(ومآ ءاتيتم من زكوا ة) تبتغون به (وجه الله) خالصا لا تطلبون مكافأة (فأولئك هم) ذوو الإضعاف من الحسنات، ونظير المضعف المقوي والموسر لذوي القوة واليسار، وقرئ: " ما أتيتم من ربا " وهو يؤول في المعنى إلى قراءة من مد (32)، وهو كما يقول: أتيت الخطأ وآتيت الصواب، ولم يختلفوا في (مآ ءاتيتم من زكوا ة) أنه بالمد، وقرئ: " لتربوا ? (33) أي: لتزيدوا في أموالهم، أو: لتصيروا ذوي زيادة فيما آتيتم من أموال الناس أي: تجتلبونها وتستدعونها.

وقوله: (فأولئك هم المضعفون) التفات حسن، كأنه قال: فأولئك الذين يريدون وجه الله بصدقاتهم هم المضعفون، فهو أمدح لهم من أن يقول: فأنتم المضعفون، والضمير الراجع إلى " ما " محذوف، أي: هم المضعفون به.

(الله) مبتدأ، وخبره (الذي خلقكم)، أي: الله هو فاعل هذه الأفعال التي لا يقدر عليها غيره، ثم قال: (هل من شركآئكم) الذين اتخذتموهم آلهة من يفعل شيئا من تلك الأفعال حتى يصح ما ذهبتم إليه؟ثم نزه نفسه عن أن يشرك معه غيره في العبادة.

﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (41) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين (42) فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون (43) من كفر فعليه كفره ومن عمل صلحا فلأنفسهم يمهدون (44) ليجزى الذين ءامنوا وعملوا الصلحت من فضله إنه لا يحب الكافرين (45)﴾

المراد بـ (الفساد في البر والبحر) هو القحط وقلة الريع في المزروعات والبياعات (34)، ومحق البركات من كل شيء (بما كسبت أيدي الناس) يعني: كفار مكة، يريد: بسبب كفرهم وشؤم معاصيهم.

وعن الحسن: أن المراد بالبحر مدن البحر وقراه التي على شاطئه (35).

وعن عكرمة: أن العرب تسمي الأمصار البحار (36).

ويجوز أن يريد ظهور الشر والمعاصي بكسب الناس ذلك، والأول أوجه (ليذيقهم بعض الذي عملوا) أي: وبال بعض أعمالهم في الدنيا قبل أن يعاقبهم بجميعها في الآخرة (لعلهم يرجعون) عما هم عليه.

ثم أكد سبحانه تسبيب المعاصي لغضب الله ونكاله، حيث أمر بأن يسيروا في الأرض وينظروا كيف أهلك الله الأمم بمعاصيهم وشركهم.

القيم: المستقيم، البليغ الاستقامة الذي لا يتأتى فيه عوج، وتعلق من الله بـ ( يأتي) بمعنى: من قبل أن يأتي من الله يوم لا يرده أحد، كقوله تعالى: (فلا يستطيعون ردها) (37)، أو: بمرد على معنى: لا يرده هو بعد أن يجيء به، فلا رد له من جهته (يصدعون) يتصدعون أي: يتفرقون فيه: فريق في الجنة وفريق في السعير.

(من كفر فعليه) عقوبة (كفره)، (فلأنفسهم يمهدون) أي: يوطنون لأنفسهم منازلهم كما لنفسه يوطئ من مهد فراشه وسواه كيلا يصيبه في مضجعه ما ينغص عليه مرقده، ويجوز أن يريد: فعلى أنفسهم يشفقون، من قولهم في الشفيق: " أم فرشت فأنامت " (38)، وتقديم الظرفين للدلالة على أن ضرر الكفر ومنفعة الإيمان والصلاح لا يتعديان الكافر والمؤمن.

وقوله: (ليجزى) متعلق بـ (يمهدون) لتعليله (من فضله) أي: مما يتفضل عليهم بعد توفية الواجب من الثواب، أو: أراد من عطائه وفواضله وهو الثواب.

وترك الضمير إلى الصريح لتقرير أن الفلاح للمؤمن الصالح عنده، وقوله: (إنه لا يحب الكافرين) تقرير بعد تقرير على الطرد والعكس.

﴿ومن ءايته أن يرسل الرياح مبشرا ت وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (46) ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجآءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين (47) الله الذي يرسل الريح فتثير سحابا فيبسطه في السمآء كيف يشآء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلله فإذا أصاب به من يشآء من عباده إذا هم يستبشرون (48) وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين (49) فانظر إلى ءاثر رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتهآ إن ذا لك لمحي الموتى وهو على كل شىء قدير (50) ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون (51) فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين (52) ومآ أنت بهد العمى عن ضللتهم إن تسمع إلا من يؤمن بايتنا فهم مسلمون (53)﴾

عدد سبحانه الغرض في إرسال رياح الرحمة، وهو أن يبشر بالغيث والإذاقة من الرحمة - وهي المطر - وحصول الخصب الذي يتبعه والروح الذي مع هبوب الريح، وغير ذلك (ولتجري الفلك) في البحر عند هبوبها، وإنما زاد (بأمره) لأن الريح قد تهب ولا تكون موافقة (ولتبتغوا من فضله) يريد: تجارة البحر ولتشكروا نعمة الله فيها، ويجوز أن يتعلق (وليذيقكم) بمحذوف تقديره: وليذيقكم وليكون كذا وكذا أرسلها، وأن يكون معطوفا على (مبشرات) كأنه قال: ليبشركم وليذيقكم.

وفي قوله: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) تعظيم للمؤمنين ورفع شأنهم حيث جعلهم مستحقين لأن ينصرهم ويظهرهم.

(فيبسطه) متصلا تارة (ويجعله كسفا) أي: قطعا متفرقة تارة (فترى الودق يخرج من خلله) في التارتين جميعا، والمراد بـ (السمآء): سمت السماء كقوله: (وفرعها في السمآء) (39)، وبإصابة العباد إصابة أراضيهم وبلادهم.

(من قبله) من باب التكرير للتوكيد كقوله: (فكان عقبتهما أنهما في النار خالدين فيها) (40).

وقرئ: " إلى أثر " (41)، (إن ذا لك) للقادر الذي يحيي الناس من بعد موتهم.

(فرأوه) أي: فرأوا أثر رحمة الله التي هي الغيث وأثره النبات، ومن قرأ بالجمع فالضمير يرجع إلى معناه، لأن معنى آثار الرحمة: النبات، واسم النبات يقع على القليل والكثير؛ لأنه مصدر سمي به ما ينبت.

واللام في (لئن) هي الموطئة للقسم، و (لظلوا) جواب القسم سد مسد الجوابين (مصفرا) بعد الخضرة والنضرة.

ذمهم الله سبحانه بأنه إذا حبس عنهم القطر قنطوا وأبلسوا، فإذا رزقوا المطر استبشروا وابتهجوا، فإذا أرسل ريحا فضربت زروعهم بالصفار كفروا بنعمة الله، وقيل: معناه: فرأوا السحاب مصفرا لأنه إذا كان كذلك لم يمطر (42).

﴿الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشآء وهو العليم القدير (54) ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذا لك كانوا يؤفكون (55) وقال الذين أوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون (56) فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون (57) ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون (58) كذا لك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون (59) فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون (60)﴾

(من ضعف) قرئ بفتح الضاد وضمها (43)، يعني: أن بنيتكم مجبولة على الضعف (وخلق الإنسان ضعيفا) (44) أي: ابتدأناكم في أول الأمر ضعافا وذلك حال الطفولية حتى بلغتم وقت الشبيبة والفتار (45) تلك حال القوة إلى وقت الاكتهال، ثم ردكم إلى الضعف وهو حال الشيخوخة والهرم، وفي ذلك أوضح دلالة على الصانع العليم القدير.

(ما لبثوا غير ساعة) أرادوا لبثهم في الدنيا، أو في القبور، أو في ما بين فناء الدنيا إلى البعث، وإنما قدروا وقت لبثهم ساعة على وجه الاستقصار له، أو ينسون ويخمنون (كذا لك) أي: مثل ذلك الإفك - وهو الصرف - كانوا يصرفون عن الصدق والتحقيق في الدنيا، وهكذا كانوا يبنون أمرهم على خلاف الحق.

القائلون هم الملائكة أو الأنبياء أو المؤمنون (في كتب الله) في علم الله المثبت في اللوح المحفوظ، أو: في علم الله وقضائه الذي أوجبه بحكمته ردوا ما قالوه وحلفوا عليه، ثم قرعوهم على إنكار البعث بقولهم: (فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون) إنه حق، فلا ينفعكم العلم به الآن.

(فيومئذ) لا يمكنون من الاعتذار، ولو اعتذروا لم تقبل معذرتهم، ولا يطلب منهم الإعتاب، يقال: استعتبني فلان فأعتبته، أي: استرضاني فأرضيته، وحقيقة " أعتبته ": أزلت عتبه، والمعنى: لا يقال لهم ارضوا ربكم بتوبة وطاعة.

(ولقد) وصفنا لهم (كل) صفة كأنها (مثل) في غرابتها، وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة كقصة المبعوثين يوم القيامة وما يقولونه وما يقال لهم، ولكنهم لقسوة قلوبهم وعنادهم إذا جئتهم بآية من آيات القرآن قالوا: جئتنا بزور وباطل.

(كذا لك) أي: مثل ذلك الطبع (يطبع الله على قلوب) الجهلة فيمنعهم ألطافه الشافية (46) للصدور حتى سموا المحقين مبطلين.

(فاصبر) على عداوتهم (إن وعد الله) بنصرك وإظهار دينك على كل الأديان (حق) ولا يحملنك على الخفة والجزع من كفرهم وعنادهم فإنهم قوم ظانون (لا يوقنون) بأنهم يبعثون.

1- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 8 ص 226: هي مكية في قول مجاهد وقتادة، ليس فيها ناسخ ولا منسوخ. وقال الحسن: كلها مكية إلا قوله: (فسبحان الله) إلى قوله: (وحين تظهرون). وهي ستون آية كوفي وبصري ومدني الأول وشامي، وتسع وخمسون في المدني الأخير والمكي. وفي الكشاف: ج 3 ص 466: مكية إلا آية 17 فمدنية، وآياتها 60 نزلت بعد الانشقاق. وفي تفسير الآلوسي: ج 21 ص 16 ما لفظه: مكية كما روي عن ابن عباس وابن الزبير، بل قال عطية وغيره: لا خلاف في مكيتها ولم يستثنوا منها شيئا، وقال الحسن: هي مكية إلا قوله تعالى: (فسبحان الله حين تمسون) الآية وهو خلاف مذهب الجمهور والتفسير المرضي، وآياتها ستون، وعند بعض تسع وخمسون.

2- الآية: 17.

3- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 489 مرسلا.

4- قاله مجاهد. راجع الكشاف: ج 3 ص 466.

5- قاله عكرمة. راجع تفسير الطبري: ج 10 ص 164.

6- حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 1 ص 163.

7- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 467.

8- تفسير الحسن البصري: ج 2 ص 196.

9- وبالرفع قرأه أهل الحجاز والبصرة والبرجمي والسموني والكسائي عن أبي بكر. راجع التبيان: ج 8 ص 230.

10- وبالياء قرأه أبو عمرو وروح ويحيى والعليمي. راجع المصدر السابق: ص 234.

11- قاله ابن كثير. راجع تفسير الطبري: ج 10 ص 173.

12- قاله ابن عباس وابن جبير والضحاك. راجع تفسير الماوردي: ج 4 ص 303.

13- تفسير الطبري: ج 10 ص 174.

14- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 472 مرسلا.

15- النساء: 1.

16- في نسخة: " تخليطها ".

17- قراءة حفص عن عاصم بكسرها والباقون جميعا بفتحها. راجع التبيان: ج 8 ص 239.

18- العنكبوت: 43.

19- قاله قتادة. راجع تفسير الطبري: ج 10 ص 177.

20- قاله ابن عباس. راجع التبيان: ج 8 ص 245.

21- وعجزه: على أينا تغدو المنية أول. والبيت منسوب لمعن بن أوس. وهو واضح المعنى. راجع الحماسة البصرية: ج 2 ص 6.

22- حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 10 ص 181.

23- لقمان: 13.

24- تلبيس إبليس لابن الجوزي: ص 24.

25- المعجم الكبير للطبراني: ج 1 ص 260.

26- الظاهر أن المصنف اعتمد هنا على القراءة بالألف وتخفيف الراء تبعا للكشاف.

27- القصص: 8.

28- فصلت: 40.

29- أنظر التبيان: ج 8 ص 253.

30- قاله ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وإبراهيم والضحاك وطاووس. راجع تفسير الطبري: ج 10 ص 187 - 188.

31- قاله الحسن. راجع التبيان: ج 8 ص 254. والآية من البقرة: 276.

32- قرأ ابن كثير وحده بالقصر والباقون بالمد. راجع التبيان: ج 8 ص 251.

33- قرأه نافع وأبو جعفر. راجع المصدر السابق.

34- في نسخة: " الزراعات والصناعات ".

35- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 482.

36- حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 10 ص 191.

37- الأنبياء: 40.

38- يضرب في بر الرجل بصاحبه. راجع مجمع الأمثال: ج 1 ص 24.

39- إبراهيم: 24.

40- الحشر: 17.

41- قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم برواية أبي بكر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 508.

42- حكاه علي بن عيسى كما في تفسير الماوردي: ج 4 ص 321.

43- وبالضم قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 508.

44- النساء: 28.

45- الفتار: ابتداء النشوة، (لسان العرب: مادة فتر).

46- في نسخة: " الشارحة ".