سورة محمد

مدنية (1) وهي أربعون آية بصري، ثمان وثلاثون كوفي، عد البصري (أوزارها) (2) و (للشربين) (3).

وفي حديث أبي: " ومن قرأ سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كان حقا على الله أن يسقيه من أنهار الجنة " (4).

وعن الصادق (عليه السلام): " من قرأها لم يدخله شك في دينه أبدا، ولم يزل محفوظا من الشرك والكفر حتى يموت " (5)، تمام الخبر (6).

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعملهم (1) والذين ءامنوا وعملوا الصلحت وءامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سياتهم وأصلح بالهم (2) ذا لك بأن الذين كفروا اتبعوا ا لبطل وأن الذين ءامنوا اتبعوا الحق من ربهم كذا لك يضرب الله للناس أمثلهم (3) فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذ آ أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فدآء حتى تضع الحرب أوزارها ذا لك ولو يشآء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعملهم (4) سيهديهم ويصلح بالهم (5) ويدخلهم الجنة عرفها لهم (6)﴾

(أضل أعملهم) أحبط الله أعمالهم التي ظنوها خيرا وقربة، يسمونها مكارم الأخلاق من صلة الأرحام وقرى الأضياف وحفظ الجوار ونحو ذلك، وأذهبها وأبطلها كأنها لم تكن، وقيل: هم العشرة في وقعة بدر أطعم كل واحد منهم الجند يوما (7)، وقيل: هو عام في كل من صد وأعرض عن الدخول في دين الإسلام أو صد غيره عنه (8).

وحقيقة " أضلها ": جعلها ضالة ضائعة ليس لها من يتقبلها ويثيب عليها، كالضالة من الإبل التي هي بمضيعة لا حافظ لها.

وقوله: (وءامنوا بما نزل على محمد) (صلى الله عليه وآله وسلم) اختصاص للإيمان بما نزل على رسول الله من بين ما يجب الإيمان به تعظيما لشأنه، وإيذانا بأن الإيمان لا يتم إلا به، وأكد ذلك بالجملة الاعتراضية التي هي قوله: (وهو الحق من ربهم)، وقيل: معناه: أن دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الحق إذ لا يرد عليه النسخ وهو ناسخ لغيره (9)، (وأصلح بالهم) أي: حالهم وشأنهم بأن نصرهم على أعدائهم في الدنيا، ويدخلهم الجنة في العقبى.

(ذلك) مبتدأ، أي: ذلك الأمر وهو إضلال أعمال أحد الفريقين، وتكفير سيئات الآخرين وإصلاح بالهم كائن بسبب اتباع هؤلاء الباطل وهؤلاء الحق، ويجوز أن يكون (ذلك) خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر ذلك بهذا السبب، فيكون محل الجار والمجرور منصوبا على هذا الوجه، ومرفوعا على الأول، و (البطل): ما لا ينتفع به، وعن قتادة: الباطل: الشيطان (10) (كذلك) أي: مثل ذلك الضرب (يضرب الله للناس أمثلهم) والضمير راجع إلى (الناس) أو إلى المذكورين، قيل: من الفريقين (11)، أي: يضرب أمثالهم للناس لأجل الناس ليعتبروا بهم، وضرب المثل هو في أن جعل الإضلال مثلا لخيبة الكافرين، وإصلاح البال مثلا لفوز المؤمنين، أو: في أن جعل الحق كأنه دعا المؤمنين إلى نفسه فأجابه، والباطل كأنه دعا الكافرين إلى نفسه فأجابه.

(فإذا لقيتم) هو من اللقاء بمعنى الحرب (فضرب الرقاب) أصله: فاضربوا الرقاب ضربا، فحذف الفعل وقدم المصدر وأنيب منابه مضافا إلى المفعول، وفيه اختصار مع إعطاء معنى التوكيد، لأنك تذكر المصدر وتدل على الفعل بالنصبة التي فيه، وضرب الرقاب عبارة عن القتل، لأن الواجب أن يضرب الرقاب خاصة دون غيرها من الأعضاء في القتل، وإن جاز الضرب في سائر المواضع (حتى إذآ أثخنتموهم) أي: أكثرتم قتلهم وأغلظتموه، من: الشيء الثخين وهو الغليظ، أو: أثقلتموهم بالقتل والجراح حتى أذهبتم عنهم النهوض (فشدوا الوثاق) أي: فأسروهم وأحكموا وثاقهم، والوثاق - بالفتح والكسر -: اسم ما يوثق به (فإما منا بعد وإما فداء) هما منصوبان بفعليهما مضمرين أي: فإما تمنون منا وإما تفدون فداء، والمعنى: التخيير بعد الأسر بين أن يمنوا عليهم فيطلقوهم، وبين أن يفادوهم بأسارى المسلمين أو بالمال.

والمروي (12) عن أئمتنا (عليهم السلام): أن الأسارى ضربان: ضرب يؤخذون قبل انقضاء القتال والحرب قائمة، فالإمام مخير فيهم بين أن يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وضرب يؤخذون بعد انقضاء القتال، فالإمام مخير فيهم بين المن والفداء: إما بالمال أو بالنفس، وبين الاسترقاق، وبين ضرب الرقاب (13).

(حتى تضع الحرب أوزارها) وأوزار الحرب: آلاتها وأثقالها التي لا تقوم إلا بها كالسلاح والكراع (14).

وسميت أوزارها لأنها لم يكن لها بد من جرها فكأنها تحملها.

فإذا انقضت فكأنها وضعتها، وقيل: أوزارها: آثامها، يعني: حتى يترك أهل الحرب - وهم المشركون - شركهم ومعاصيهم بأن يسلموا فلا يبقى إلا الإسلام خير الأديان، ولا يعبد الأوثان (15).

وعن الفراء: حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم (16).

وعن الزجاج: يعني: اقتلوهم وأسروهم حتى يؤمنوا، فما دام الكفر باق فالحرب قائمة أبدا (17) (ذلك) أي: الأمر ذلك، أو: افعلوا ذلك (ولو يشآء الله لانتصر منهم) ببعض أسباب الهلاك من خسف أو رجفة أو حاصب أو غرق أو موت خارق (ولكن) أمركم بقتالهم (ليبلوا) المؤمنين بالكافرين بأن يجاهدوا ويصبروا، أو: يبذلوا أنفسهم في إحياء الدين حتى يستوجبوا الثواب العظيم " والذين قاتلوا في سبيل الله " (18) أي جاهدوا.

وقرئ: (قتلوا)، (فلن يضل أعملهم) بل يتقبلها ويثيبهم عليها جزيل الثواب.

(سيهديهم) إلى طريق الجنة (ويصلح) حالهم.

(عرفها لهم) أعلمها لهم وبينها بما يعلم به كل أحد منزلته ودرجته من الجنة، وعن مجاهد: يهتدي أهل الجنة إلى مساكنهم لا يخطئون، كأنهم كانوا سكانها منذ خلقوا (19).

وعن مقاتل: أن الملك الذي وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه فيعرفه كل شيء أعطاه الله (20).

وقيل: معناه: طيبها لهم، من العرف وهو طيب الرائحة (21).

﴿يأيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم (7) والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعملهم (8) ذا لك بأنهم كرهوا مآ أنزل الله فأحبط أعملهم (9) أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكفرين أمثلها (10) ذا لك بأن الله مولى الذين ءامنوا وأن الكفرين لا مولى لهم (11) إن الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصلحت جنت تجرى من تحتها الانهر والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعم والنار مثوى لهم (12) وكأين من قرية هى أشد قوة من قريتك التى أخرجتك أهلكنهم فلا ناصر لهم (13) أفمن كان على بينة من ربهى كمن زين له سوء عمله ى واتبعوا أهوآءهم (14)﴾

(إن تنصروا) دين الله (ينصركم) على عدوكم (ويثبت أقدامكم) في مواطن الحرب، أو: على محجة الإسلام.

(والذين كفروا) مبتدأ (وأضل أعملهم) عطف على الفعل الذي هو الخبر، وانتصب به (تعسا) أي: فقضي تعسا لهم، أو: فقال: تعسا لهم أي: أتعسهم الله فتعسوا تعسا، ونقيض " تعسا له ": لعا له، قال الأعشى: فالتعس أولى لها من أن يقال لعا (22) والمراد: فالعثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت، وعن ابن عباس: يريد في الدنيا القتل وفي الآخرة التردي في النار (23).

(ذلك بأنهم كرهوا) القرآن و (مآ أنزل الله) فيه من الأحكام، لأنهم قد ألفوا الإهمال فشق عليهم التكاليف.

قال الباقر (عليه السلام): " كرهوا ما أنزل الله في علي (عليه السلام) " (24).

(دمر الله عليهم) أي: أهلكهم، ومعناه: دمر عليهم وأهلك ما اختص بهم من أنفسهم وأولادهم وأموالهم (وللكفرين أمثلها) الضمير للعاقبة المذكورة، أو: للهلكة؛ لأن التدمير يدل عليها.

(ذلك) الذي فعلناه بالفريقين بسبب (أن الله مولى الذين ءامنوا) أي: وليهم وناصرهم والدافع عنهم، (وأن الكفرين لا مولى لهم) ينصرهم ويدفع عنهم.

(والذين كفروا يتمتعون) وينتفعون بمتاع الحياة الدنيا أياما قلائل (ويأكلون) غافلين غير مفكرين في العاقبة (كما تأكل الأنعم) في مسارحها ومعالفها غافلة عما هي بصدده من الذبح والنحر (والنار مثوى لهم) أي: منزل لهم ومقام.

(من قرية) أي: أهل قرية، ولذلك قال: (أهلكنهم)، فكأنه قال: وكم من قوم هم أشد قوة من قومك الذين أخرجوك من مكة أهلكناهم، ومعنى " أخرجوك ": كانوا سبب خروجك (فلا ناصر لهم) يجري مجرى الحال المحكية بمعنى: فهم لا ينصرون.

(أفمن كان على بينة من ربه) أي: على حجة من عند ربه وبرهان وهي القرآن المعجز وسائر المعجزات، يريد: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (كمن زين له سوء عمله) يريد: أهل مكة الذين زين لهم الشيطان شركهم وعداوتهم لله ولرسوله، وقال: (سوء عمله) و (اتبعوا) حملا على لفظ " من " ومعناه.

﴿مثل الجنة التى وعد المتقون فيهآ أنهر من مآء غير ءاسن وأنهر من لبن لم يتغير طعمه وأنهر من خمر لذة للشربين وأنهر من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خلد في النار وسقوا مآء حميما فقطع أمعآءهم (15) ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال ءانفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوآءهم (16) والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقولهم (17) فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جآء أشراطها فأنى لهم إذا جآءتهم ذكراهم (18) فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنت والله يعلم متقلبكم ومثواكم (19) ويقول الذين ءامنوا لولا نزلت سورة فإذ آ أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم (20)﴾

قوله: (مثل الجنة.

كمن هو خلد) كلام في صورة الإثبات، والمعنى: النفي والإنكار؛ لانطوائه تحت كلام مصدر بحرف الإنكار ودخوله في حيزه، وهو قوله: (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله) فكأنه قال: أمثل الجنة كمثل جزاء من هو خالد في النار، وفي تعريته من حرف الإنكار زيادة تصوير لمكابرة من يسوي بين المتمسك بالبينة والمتبع لهواه، وأنه بمنزلة من يسوي بين الجنة التي فيها تلك الأنهار وبين النار التي يسقى أهلها الحميم، ونظيره قول القائل: أفرح أن ارزأ الكرام وأن * أورث ذودا شصائصا نبلا (25) فإنه إنكار للفرح برزئة الكرام ووراثة الذود مع تعري الكلام عن حرف الإنكار، لانطوائه تحت حكم قول من قال له: أتفرح بموت أخيك وبوراثة إبله؟فكأنه قال: أمثلي يفرح بذلك! وهو من التسليم الذي تحته كل إنكار، و (مثل الجنة) صفة الجنة العجيبة الشأن، وهو مبتدأ وخبره (كمن هو خلد)، وقوله: (فيها أنهر) داخل في حكم الصلة كالتكرير لها.

ويجوز أن يكون في محل النصب على الحال، أي: مستقرة فيها أنهار.

وفي قراءة علي (عليه السلام): " أمثال الجنة ? (26) أي: ما صفاتها كصفات النار، وقرئ: " أسن ? (27) يقال: أسن الماء وأجن: إذا تغير طعمه وريحه، فهو آسن وأسن.

(من لبن لم يتغير طعمه) كما يتغير ألبان الدنيا، فلا يصير قارصا ولا حازرا (28) (لذة) تأنيث " لذ " وهو اللذيذ، أو: وصف بمصدر أي: يلتذون بها ولا يتأذون بعاقبتها بخلاف خمر الدنيا التي لا تخلو من المرارة والخمار والصداع (مصفى) أي: خالص من الشمع والقذى والأذى (ولهم) مع ذلك (فيها من كل الثمرت ومغفرة من ربهم) أي: ستر لذنوبهم وإنساء لسيئاتهم، حتى لا يتنغص عليهم النعيم (وسقوا مآء حميما) شديد الحر، روي: أنه إذا دني منهم شوى وجوههم وانمازت فروة رؤوسهم، فإذا شربوه قطع أمعاءهم (29).

(ومنهم من يستمع إليك) وهم المنافقون، أي: يستمعون إلى كلامك فيسمعونه ولا يعونه، فإذا (خرجوا من عندك قالوا للذين) آتاهم الله (العلم) من المؤمنين (ماذا قال ءانفا) أي شيء قال الساعة؟وإنما قالوه استهزاء وقلة مبالاة به، يعنون: أنا لم نشتغل بوعيه وفهمه، قال الزجاج: هو من قولك: استأنفت الشيء إذا ابتدأته، والمعنى: ماذا قال في أول وقت يقرب منا ؟! (30) وعن الأصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) قال: إنا كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيخبرنا بالوحي، فأعيه أنا ومن يعيه، فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفا.

(والذين اهتدوا زادهم) الله (هدى) بالتوفيق (وءاتهم) جزاء (تقولهم)، أو: أعانهم عليها، وقيل: الضمير في (زادهم) لقول الرسول، أو: لاستهزاء المنافقين أي: زادهم استهزاؤهم بصيرة وتصديقا لنبيهم (31).

(فهل ينظرون) أي: ينتظرون (أن تأتيهم) بدل اشتمال من (الساعة)، (فقد جآء أشراطها) أي: علاماتها، وقيل: هي مبعث محمد خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وآله ونزول آخر الكتب وانشقاق القمر والدخان (32)، وقيل: قطع الأرحام وشهادة الزور وكثرة اللئام وقلة الكرام (33) (فأنى لهم) أي: فمن أين لهم وكيف لهم الذكرى والاتعاظ والتوبة (إذا جآءتهم) الساعة؟أي: لا تنفعهم الذكرى يومئذ.

ثم خاطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمراد أمته قال: إذا علمت سعادة هؤلاء وشقاوة هؤلاء فاثبت على ما أنت عليه من العلم بوحدانية الله عز اسمه وعلى التواضع وهضم النفس بالاستغفار (لذنبك) مع كمال عصمتك لتستن أمتك بسنتك (وللمؤمنين والمؤمنت) أمره بالاستغفار لذنوبهم تكرمة لهم، إذ هو الشفيع المجاب فيهم (والله يعلم متقلبكم) في معايشكم ومتاجركم (ومثواكم) ومستقركم في (34) منازلكم، أو: متقلبكم في حياتكم ومثواكم في القبور أو: في (35) الجنة والنار، أو: متقلبكم في أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات ومقامكم في الأرض، ومثله حقيق بأن يتقى ويخشى.

وسئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) ف? (استغفر لذنبك) فأمر بالعمل بعد العلم، وقال: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو) (36) ثم قال: (سابقوا إلى مغفرة) (37)، وقال: (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة) (38) ثم قال: (فاحذروهم) (39) (40).

(لولا نزلت سورة) أي: هلا نزلت سورة، كانوا يدعون الحرص على الجهاد ويقولون: هلا نزلت سورة في معنى الجهاد (فإذا أنزلت سورة محكمة) مبينة غير متشابهة، وأوجب عليهم فيها القتال وأمروا به (رأيت الذين في قلوبهم) شك (ينظرون إليك) أي: يشخصون نحوك بأبصارهم (نظر المغشى عليه من الموت) كما ينظر من أصابته الغشية عند الموت جبنا وهلعا، (فأولى لهم) وعيد بمعنى: فويل لهم، وهو أفعل من الولي وهو القرب، ومعناه: وليهم وقاربهم ما يكرهون.

﴿طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم (21) فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم (22) أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصرهم (23) أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالهآ (24) إن الذين ارتدوا على أدبرهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطن سول لهم وأملى لهم (25) ذا لك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم (26) فكيف إذا توفتهم الملئكة يضربون وجوههم وأدبرهم (27) ذا لك بأنهم اتبعوا مآ أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعملهم (28) أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغنهم (29) ولو نشآء لارينكهم فلعرفتهم بسيمهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعملكم (30) ولنبلونكم حتى نعلم المجهدين منكم والصبرين ونبلوا أخباركم (31)﴾

هذا استئناف كلام، أي: (طاعة وقول معروف) خير لهم، وقيل: هي حكاية قولهم (41) يعني: قالوا: طاعة وقول معروف، أي: أمرنا طاعة وقول معروف، أي: حسن لا تنكره العقول (فإذا عزم الأمر) أي: جد، وإنما العزم والجد لأصحاب الأمر، وأسند إلى الأمر مجازا (فلو صدقوا) فيما زعموا من الحرص على الجهاد، أو: في إيمانهم بأن يواطئ فيه قلوبهم ألسنتهم (لكان خيرا لهم) من نفاقهم.

(فهل عسيتم) أي: يتوقع منكم يا معشر المنافقين (إن توليتم) أي: تسلطتم وملكتم أمور الناس وتأمرتم عليهم وجعلتم ولاة (أن تفسدوا في الأرض) بسفك الدم الحرام وأخذ الرشا (وتقطعوا أرحامكم) تهالكا على ملك الدنيا، فيقتل بعضكم بعضا، ويقطع بعضكم رحم بعض.

(أولئك) إشارة إلى المذكورين الذين لعنهم الله لإفسادهم في الأرض وقطعهم الأرحام، فمنعهم ألطافه وخذلهم حتى صموا عن استماع الموعظة، وعموا عن إبصار طريق الهدى.

(أفلا يتدبرون القرءان) ويتصفحونه ويعتبرون به ويقضون ما عليهم من الحقوق (أم على قلوب أقفالهآ) هي " أم " المنقطعة، ومعنى الهمزة فيه: التسجيل عليهم بأن قلوبهم مقفلة لا يتوصل إليها ذكر، ومعنى تنكير القلوب: أنها قلوب قاسية مبهم أمرها، أو: بعض القلوب وهي قلوب المنافقين.

وأما إضافة الأقفال إليها فلأن المراد الأقفال المختصة بها، وهي أقفال الكفر التي استغلقت فلا تفتح.

(إن الذين ارتدوا على أدبارهم) بأن رجعوا عن الحق والإيمان (من بعد ما تبين لهم الهدى) وظهر لهم طريق الحق (الشيطان سول لهم) جملة من مبتدأ وخبر، وقعت خبرا لـ (إن) ومعناه: الشيطان سول لهم ركوب العظائم من الذنوب، من السول وهو الاسترخاء (وأملى لهم) ومد لهم في الآمال.

(ذلك) بسبب (أنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) من القرآن، وعن الصادق (عليه السلام): في ولاية علي (عليه السلام) (42).

(سنطيعكم في بعض الأمر) أي: في بعض ما تأمرون به وتريدونه " والله يعلم أسرارهم " وقرئ: (إسرارهم) بكسر الهمزة (43)، أي: ما أسره بعضهم إلى بعض من القول، وما أسروه في أنفسهم من الاعتقاد.

(فكيف) يعملون وما حيلتهم (إذا توفتهم الملئكة) وقبضت أرواحهم (يضربون وجوههم وأدبارهم)؟؟ (ذلك) التوفي الموصوف (ب?) تلك الصفة بسبب (أنهم اتبعوا ما أسخط الله) من عظائم الأمور، (وكرهوا رضونه فأحبط الله أعملهم) التي كانوا يعملونها من صلاة وغيرها لأنها في غير إيمان.

بل (أحسب الذين في قلوبهم مرض أن يخرج الله أضغنهم) أحقادهم على المؤمنين، وإخراجها: إبرازها لرسول الله وللمؤمنين المخلصين، وإظهارهم على نفاقهم.

(ولو نشاء لأرينكهم) يا محمد حتى تعرفهم بأعيانهم، وقوله: (فلعرفتهم بسيمهم) بعلامتهم، وعن أنس: ما خفي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد هذه الآية أحد من المنافقين، وكان يعرفهم بسيماهم (44).

والفرق بين اللامين في: (فلعرفتهم)، (ولتعرفنهم): أن الأولى هي الداخلة في جواب " لو " كالتي في (لارينكهم) ثم كررت في المعطوف، واللام في (ولتعرفنهم) وقعت مع النون في جواب القسم المحذوف، (في لحن القول) أي: تعرفهم في فحوى كلامهم ومغزاه ومعناه، وعن أبي سعيد الخدري: لحن القول: بغضهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) (45).

وعن جابر مثله (46).

وعن عبادة بن الصامت: كنا نبور (47) أولادنا بحب علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشدة (48).

وقيل: اللحن أن تلحن بكلامك أي: تميله إلى نحو من الأنحاء ليتفطن له صاحبك كالتعريض والتورية (49)، قال: ولقد لحنت لكم لكيما تفقهوا * واللحن يعرفه ذوو الألباب (50) وإنما قيل للمخطئ: لاحن؛ لأنه يعدل بكلامه عن الصواب.

(ولنبلونكم) بمشاق الأمور والتكاليف.

وعن الفضيل أنه كان إذا قرأها بكى وقال: اللهم لا تبلنا فإنك إن بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا وعذبتنا (51).

(ونبلو أخباركم) أي: ما يحكى عنكم وما يخبر به عن أعمالكم لنعلم حسنه من قبيحه، لأن الخبر على حسب المخبر عنه.

وقرئ: " وليبلونكم " و " يعلم " و " يبلو " بالياء (52)، وهو قراءة الباقر (عليه السلام)، وقرئ: " ونبلو " بالنون وسكون الواو (53)، والنون على معنى: ونحن نبلو.

﴿إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشآقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيا وسيحبط أعملهم (32) يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعملكم (33) إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم (34) فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعملكم (35) إنما الحيواة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسلكم أموا لكم (36) إن يسلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغنكم (37) هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ى والله الغنى وأنتم الفقرآء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثلكم (38)﴾

(من بعد ما تبين لهم الهدى) وظهر لهم الحق إنما ضروا أنفسهم (54)، و (لن يضروا الله) بذلك (وسيحبط أعملهم) التي عملوها فلا يرون لها في الآخرة ثوابا.

(ولا تبطلوا أعملكم) بمعصية الله والرسول، أو: بالشك والنفاق.

وعن ابن عباس: لا تبطلوها بالرياء والسمعة (55).

(فلا تهنوا) أي: فلا تضعفوا ولا تتوانوا في قتال أعداء الله، (و) لا (تدعوا إلى السلم) قرئ بالفتح والكسر (56) وهما المسالمة (وأنتم الأعلون) أي: الأغلبون الأقهرون، وقيل: إن الواو للحال، أي: لا تدعوهم إلى الصلح والحال أنكم الغالبون القاهرون لهم، و (تدعوا) مجزوم لدخوله في حكم النهي كما ذكرنا، ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار " أن "، (ولن يتركم أعملكم) هو من: وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا أو حربته (57)، وحقيقته: أفردته من حميمه أو ماله، من الوتر وهو الفرد.

ومنه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " ومن فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " (58)، أي: أفرد عنهما قتلا ونهبا، فشبه سبحانه إضاعة عمل العامل وإبطال ثوابه بوتر الواتر، وهو من فصيح الكلام.

(وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم) أي: ثواب إيمانكم وتقواكم (ولا يسئلكم أمولكم) أي: ولا يسألكم جميعها في الصدقة، وإنما أوجب عليكم الزكاة في بعضها، واقتصر منه على القليل وهو ربع العشر، وقيل: لا يسألكم الرسول على أداء الرسالة أموالكم أن تدفعوها إليه (إن يسألكموها فيحفكم) أي: فيجهدكم بمسألة جميعها (59)، والإخفاء: المبالغة وبلوغ الغاية في كل شيء، يقال: أحفاه في المسألة إذا لم يترك شيئا من الإلحاح، ومنه: إحفاء الشارب وهو استئصال شعره (تبخلوا ويخرج أضغنكم) أي: تضطغنون على رسول الله وتضيق صدوركم لذلك، والضمير في (يخرج) لله عز وجل، أي: يضغنكم بطلب أموالكم، أو: للبخل لأنه سبب الاضطغان.

(هؤلاء) موصول صلته (تدعون)، أي: ها أنتم الذين تدعون، أو: أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون، ثم استأنف وصفهم، كأنهم قالوا: وما وصفنا؟فقال: (تدعون لتنفقوا في سبيل الله) كأنه قيل: الدليل على أنه لو أحفاكم لبخلتم وكرهتم العطاء واضطغنتم أنكم تدعون إلى أداء ربع العشر، فمنكم ناس يبخلون به، ثم قال: (ومن يبخل) بالصدقة وأداء الفريضة فلا يتعداه ضرر بخله، وإنما (يبخل عن نفسه) إذ يلزمها العقاب الأليم ويحرمها الثواب العظيم، يقال: بخلت عليه وعنه، وضننت عليه وعنه.

وفي الآية إشارة إلى أن معطي المال أحوج إليه من الفقير الآخذ، فبخله به بخل على نفسه.

(والله الغنى) عما عندكم من الأموال (وأنتم الفقراء) إلى ما عند الله من الرحمة والثواب (وإن تتولوا) معطوف على (وإن تؤمنوا وتتقوا)، (يستبدل قوما غيركم) على خلاف صفتكم، راغبين في الإيمان والتقوى، غير متولين عنهما (ثم لا يكونوا أمثلكم) بل خيرا منكم وأطوع لله.

روي: أنهم قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من هؤلاء؟فضرب (عليه السلام) يده على فخذ سلمان فقال: " هذا وقومه، لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس " (60).

وعنهم (عليهم السلام): (إن تتولوا) يا معشر العرب (يستبدل قوما غيركم) يعني: الموالي (61).

1- أنظر الكافي: ج 5 ص 32 ح 1.

2- أنظر التبيان: ج 9 ص 291.

3- الكراع: السلاح، وقيل: هو اسم يجمع الخيل والسلاح. (لسان العرب: مادة كرع).

4- قاله الكلبي. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 293.

5- معاني القرآن للفراء: ج 3 ص 57.

6- معاني القرآن وإعرابه: ج 5 ص 6.

7- الظاهر من العبارة أن المصنف رحمه الله يميل إلى هذه القراءة هنا " قاتلوا " بألف بعد القاف مع فتحها وهي قراءة الجمهور إلا حفصا وأبا عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 600.

8- حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 310.

9- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 318.

10- قاله ابن عباس. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 179.

11- وصدره: بذات لوث عفرناة إذا عثرت. والبيت من قصيدة يمدح بها هوذة بن علي الحنفي، ويثني على من عزم زيارته. راجع ديوان الأعشى: ص 111.

12- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 319.

13- تفسير القمي: ج 2 ص 302.

14- البيت منسوب لحضرمي بن عامر من أبيات يخاطب بها جزء بن سنان حين اتهمه بفرحه وسروره بأخذ دية أخيه القتيل. راجع شرح شواهد الكشاف للأفندي: ص 271.

15- حكاه عنه (عليه السلام) الفراء في معاني القرآن: ج 3 ص 60.

16- وهي قراءة ابن كثير وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 600.

17- قال الجوهري: القارص: اللبن الذي يحذي اللسان، وفي المثل: " عدا القارص فحزر " أي: جاوز إلا أن حمض. الصحاح: مادة " قرص ".

18- رواه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 315 باسناده إلى أبي أمامة الباهلي.

19- معاني القرآن وإعرابه: ج 5 ص 10.

20- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 323.

21- قاله الحسن والضحاك. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 299.

22- قاله الكلبي. راجع الكشاف: ج 4 ص 323.

23- في بعض النسخ: " من " بدل " في ".

24- الحديد: 20 و 21.

25- الأنفال: 28.

26- التغابن: 14.

27- حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 324.

28- قاله ابن عيسى. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 301.

29- الكافي: ج 1 ص 420 ح 43.

30- الظاهر أن المصنف رحمه الله يعتمد على قراءة فتح الهمزة هنا تبعا لصاحب الكشاف.

31- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 327.

32- أخرجه عنه ابن المغازلي الشافعي في المناقب: ص 315، والسيوطي في الدر المنثور: ج 7 ص 504 وعزاه إلى ابن مردويه وابن عساكر. وأخرج أيضا عن ابن مسعود قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا ببغضهم علي بن أبي طالب.

33- أخرجه عنه الحافظ أحمد في الفضائل: ص 171، والذهبي في التذكرة: ج 1 ص 262، وابن عبد البر في الاستيعاب: ج 2 ص 464.

34- باره يبوره: أي جربه واختبره، والابتيار مثله. (الصحاح: مادة بور).

35- أخرجه عنه الجزري الشافعي في أسنى المطالب: ص 57 و في أسمى المناقب: ص 56، وابن عساكر في تاريخ دمشق: ج 2 ص 224، والعيني في مناقب علي (عليه السلام): ص 42، والهروي في كتاب الأربعين: ص 54.

36- قاله محمد بن يزيد. راجع إعراب القرآن للنحاس: ج 5 ص 191.

37- وكذا في الكشاف، وفي الصحاح واللسان: ولقد وحيت لكم لكي ما تفهموا * ولحنت لحنا ليس بالمرتاب للقتال الكلابي. أنظر الصحاح واللسان: مادة " لحن ".

38- حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 328.

39- وهي قراءة عاصم وحده برواية أبي بكر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 601.

40- قرأه رويس وحده. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 685.

41- في بعض النسخ: " نفوسهم ".

42- تفسير ابن عباس: ص 430.

43- أي بكسر السين، وهي قراءة حمزة وعاصم برواية أبي بكر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 601.

44- حربه يحربه حربا: إذا أخذ ماله وتركه بلا شيء، وحرب ماله أي: سلبه. (الصحاح: مادة حرب).

45- أخرجه مالك في الموطأ: ج 1 ص 12 ح 21، وابن ماجة في السنن: ج 1 ص 224 ح 685 بإسنادهما إلى ابن عمر.

46- قاله الطبري في تفسيره: ج 11 ص 328.

47- أخرجه الترمذي في السنن: ج 5 ص 383 ح 3260 بإسناده إلى أبي هريرة، والسيوطي في الدر المنثور: ج 7 ص 506 وعزاه إلى سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وعبد الرزاق وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي عن أبي هريرة أيضا وآخر عن جابر.

48- أنظر تفسير علي بن إبراهيم القمي: ج 2 ص 309 عن الصادق (عليه السلام).

49- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 9 ص 312: مدنية بلا خلاف، وهي تسع وعشرون آية بلا خلاف. وفي الكشاف: ج 4 ص 331: مدنية، نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية، وآياتها (29)، نزلت بعد الجمعة.

50- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 348 مرسلا، وكذا الفتني في التذكرة: ص 81.

51- في نسخة زيادة: " من قرأ هذه السورة كان له بعدد من قام لله راكعا وساجدا مدائن في الجنة وما فيها من النعيم من أنواع فضائل الله تعالى، مع ماله عند الله تعالى من المزيد. وفي رواية أخرى ".

52- التذكرة في الموضوعات للفتني: ص 81.

53- ثواب الأعمال للصدوق: ص 142، وفيه " أدخلوه " بدل " أسكنوه ".

54- قاله قتادة. راجع تفسير البغوي: ج 4 ص 188.

55- حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 334.

56- قاله أنس وجابر وأبو وائل والبراء بن عازب. راجع تفسير الطبري المتقدم.

57- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة: ج 4 ص 160.

58- حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 4 ص 188.

59- رواه البراء كما في تفسير البغوي المتقدم.

60- أخرجه ابن كثير في تفسيره: ج 4 ص 188 وعزاه إلى البخاري ومسلم.

61- قاله مجاهد. راجع تفسير البغوي المتقدم آنفا.