سورة المدثر

مكية (1) ست وخمسون آية.

في حديث أبي: " ومن قرأ سورة المدثر أعطي عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكذب به بمكة " (2).

وعن الباقر (عليه السلام): " من قرأ في الفريضة سورة المدثر كان حقا على الله أن يجعله مع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في درجته، ولا يدركه في الحياة الدنيا شقاء " (3).

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿يأيها المدثر (1) قم فأنذر (2) وربك فكبر (3) وثيابك فطهر (4) والرجز فاهجر (5) ولا تمنن تستكثر (6) ولربك فاصبر (7) فإذا نقر في الناقور (8) فذا لك يومئذ يوم عسير (9) على الكفرين غير يسير (10) ذرنى ومن خلقت وحيدا (11) وجعلت له مالا ممدودا (12) وبنين شهودا (13) ومهدت له تمهيدا (14) ثم يطمع أن أزيد (15) كلا إنه كان لايتنا عنيدا (16) سأرهقه صعودا (17) إنه فكر وقدر (18) فقتل كيف قدر (19) ثم قتل كيف قدر (20) ثم نظر (21) ثم عبس وبسر (22) ثم أدبر واستكبر (23) فقال إن هذآ إلا سحر يؤثر (24) إن هذآ إلا قول البشر (25) سأصليه سقر (26) ومآ أدراك ما سقر (27) لا تبقى ولا تذر (28) لواحة للبشر (29) عليها تسعة عشر (30)﴾

(المدثر): المتدثر بثيابه، وهو لابس الدثار، وهو ما فوق الشعار، والشعار: الثوب الذي يلي الجسد، ومنه الحديث: " الأنصار شعار والناس دثار " (4).

(قم) من نومك (فأنذر) قومك، أو: قم قيام عزم وتصميم فحذر قومك من عذاب الله إن لم يؤمنوا، والأوجه أن يكون المعنى: فافعل الإنذار، من غير تخصيص.

(وربك فكبر) واختص ربك بالتكبير، وهو أن تصفه بالكبرياء، أو: قل: الله أكبر، وقد حمل أيضا على التكبير في الصلاة، ودخلت الفاء لمعنى الشرط، كأنه قال: وما كان فلا تدع تكبيره.

(وثيابك فطهر) ها من النجاسات، لأن طهارة الثياب شرط في صحة الصلاة، وعن قتادة: الثياب عبارة عن النفس، أي: ونفسك فطهر مما يستقذر من الأفعال (5)، يقال: فلان طاهر الثياب ونقي الجيب والذيل، إذا وصف بالنقاء من المعائب والرذائل، لأن الثوب يشتمل على الإنسان فكنى به عنه، كما قيل: أعجبني زيد ثوبه، وقيل: معناه: وثيابك فقصر (6)، إذ لا يؤمن في تطويلها إصابة النجاسة.

(والرجز) قرئ بكسر الراء (7) وضمها، وهو العذاب، والمعنى اهجر ما يؤدي إليه عبادة الأوثان وغيرها، أي: واثبت على هجره لأنه صلوات الله عليه كان منزها عنه.

(ولا تمنن تستكثر) أي: ولا تعط مستكثرا، رائيا لما تعطيه كثيرا، أو طالبا للكثير، نهي عن الاستغزار، وهو أن يهب شيئا وهو يطمع أن يتعوض من الموهوب له أكثر من الموهوب، وهذا جائز.

ومنه الحديث: " المستغزر يثاب من هبته " (8).

وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون نهيا خاصا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأن الله عز اسمه اختار له أحسن الأخلاق، والآخر: أن يكون نهي تنزيه لا نهي تحريم.

(ولربك فاصبر) ولوجه ربك فاستعمل الصبر على أذى المشركين وعلى أداء الطاعات.

والفاء في (فإذا نقر في الناقور) للتسبيب، كأنه قال: فاصبر على أذاهم فبين أيديهم (يوم عسير) يلقون فيه مغبة أذاهم، والفاء في (فذلك) للجزاء، وانتصب (إذا) بما دل عليه الجزاء، لأن المعنى: فإذا نقر في الناقور عسر الأمر على الكافرين، ولا يجوز وقوع (يومئذ) ظرفا لـ (عسير) لأن الصفة لا تعمل فيما قبل الموصوف، وإنما يتعلق بـ (ذلك) لأن (ذلك) كناية عن المصدر، والتقدير: فذلك النقر في ذلك اليوم نقر يوم عسير، وعن مجاهد: معناه: فإذا نفخ في الصور (9)، واختلف في أنها النفخة الأولى أم الثانية.

وإنما قال: (غير يسير) وقوله: (عسير) يغني عنه، ليؤذن أنه لا يكون عليهم يسيرا كما يكون على المؤمنين، فيكون جمعا بين وعيد الكافرين ووعد المؤمنين.

(ذرنى ومن خلقت?) - ه (وحيدا) أي: متوحدا بخلقه، يعني: وليد بن المغيرة، يريد: دعني وإياه، وخل بيني وبينه، فإني أجزئك في الانتقام منه عن كل منتقم، فهو حال من الله على معنيين: بمعنى: ذرني وحدي معه، أو خلقته وحدي، أو: حال من المخلوق بمعنى: خلقته وهو وحيد فريد لا مال له.

وروي عن الباقر (عليه السلام) أن الوحيد من لا يعرف له أب (10).

(مالا ممدودا) أي: مبسوطا كثيرا، عن ابن عباس (11): هو ما كان له بين مكة والطائف من صنوف الأموال، من الإبل المؤبلة، والخيل المسومة، والمستغلات التي لا تنقطع غلاتها، وكان له مائة ألف دينار، وعشر (بنين شهودا) أي: حضورا معه بمكة لا يغيبون عنه؛ لغناهم عن ركوب السفر للتجارة، أسلم منهم ثلاثة: خالد بن الوليد، وهشام، وعمارة.

(ومهدت له تمهيدا) أي: وبسطت له الجاه العريض والرئاسة في قومه.

(ثم يطمع أن أزيد) استبعادا لطمعه وحرصه.

(كلا) ردع له وقطع لطمعه (إنه كان لايتنا عنيدا) تعليل للردع على وجه الاستئناف، أي: كان معاندا لحججنا وآياتنا مع معرفته بها، كافرا بذلك لنعمنا، والكافر لا يستحق المزيد، وروي: أنه ما زال بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله حتى هلك (12).

(سأرهقه صعودا) سأغشيه عقبة شاقة المصعد، وهو مثل لما يلقى من العقوبة الشديدة التي لا تطاق.

(إنه فكر) تعليل للوعيد، أو: بدل من (إنه كان لايتنا عنيدا)، بيانا لكنه عناده، ومعناه: إنه فكر ماذا يقول في القرآن (وقدر) في نفسه ما يقول له وهيأه.

(فقتل كيف قدر) تعجيب من تقديره وإصابته فيه المحز (13) ورميه فيه الغرض، أو: ثناء عليه على طريقة الاستهزاء به، يقول القائل: قتله الله ما أشجعه! وقاتله الله ما أشعره! ومعناه: أنه حقيق بأن يحسد ويدعو عليه حاسده بذلك.

وروي (14): أن الوليد قال لبني مخزوم: والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما، ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو وما يعلى، فقالت قريش: صبا (15) والله الوليد، والله ليصبأن قريش كلهم، فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، فقعد إليه حزينا وكلمه بما أحماه (16)، فقام فأتاهم فقال: تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق؟وتقولون: إنه كاهن، فهل رأيتموه يحدث فيما يتحدث به الكهنة؟وتزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط؟وتزعمون أنه كذاب، فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟فقالوا في كل ذلك: اللهم لا، قالوا له: فما هو؟ففكر فقال: ما هو إلا ساحر! أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه؟وما يقوله (سحر يؤثر) عن أهل بابل، فتفرقوا معجبين متعجبين منه.

(ثم نظر) في وجوه الناس (ثم) قطب وجهه مدبرا، وتشاوس مستكبرا لما خطرت بباله هذه الكلمة الشنعاء وقيل: (قدر) ما يقوله (ثم نظر) فيه (ثم عبس) لما ضاقت عليه الحيل ولم يدر ما يقول (17).

(سأصليه سقر) بدل من (سأرهقه صعودا)، (لا تبقى) شيئا يلقى فيها إلا أهلكته (ولا تذر) ه من الهلاك، بل كل ما يلقى فيها هالك لا محالة.

(لواحة) من: لوح الهجير، والبشر: أعالي الجلود، أي: مغيرة للجلود، وقيل: لافحة لها حتى تدعها أشد سوادا من الليل (18).

(عليها تسعة عشر) من الملائكة هم خزنتها، وقيل: تسعة عشر صنفا (19).

﴿وما جعلنآ أصحب النار إلا ملئكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتب ويزداد الذين ءامنوا إيمنا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتب وا لمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكفرون ماذآ أراد الله بهذا مثلا كذا لك يضل الله من يشآء ويهدى من يشآء ومآ يعلم جنود ربك إلا هو وما هى إلا ذكرى للبشر (31) كلا والقمر (32) والليل إذ أدبر (33) والصبح إذ آ أسفر (34) إنها لأحدى الكبر (35) نذيرا للبشر (36) لمن شآء منكم أن يتقدم أو يتأخر (37) كل نفس بما كسبت رهينة (38) إلا أصحب اليمين (39) في جنت يتسآءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنا نخوض مع الخآئضين (45) وكنا نكذب بيوم الدين (46) حتى أتانا اليقين (47) فما تنفعهم شفعة الشفعين (48) فما لهم عن التذكرة معرضين (49) كأنهم حمر مستنفرة (50) فرت من قسورة (51) بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة (52) كلا بل لا يخافون الأخرة (53) كلا إنه تذكرة (54) فمن شآء ذكره (55) وما يذكرون إلا أن يشآء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة (56)﴾

روي: أن أبا جهل قال لقريش بعد نزول الآية: أتسمعون أن ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر، وأنتم الدهم الشجعاء، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم ؟! فقال أبو الأسد الجمحي: أنا أكفيكم سبعة عشرة فاكفوني أنتم اثنين! فنزل (20): (وما جعلنآ أصحب النار إلا ملئكة) أي: وما جعلناهم رجالا من جنسكم فتطيقونهم (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا) أي: وما جعلناهم على هذا العدد إلا فتنة للذين لم يؤمنوا بالله وبحكمته، ولم يذعنوا إذعان المؤمنين فيتعرضون ويستهزئون.

كأنه قال: جعلنا عدتهم عدة من شأنها أن يفتتن بها لأجل استيقان أهل الكتاب، لأن عدتهم تسعة عشر في الكتابين (21)، فإذا سمعوا أيقنوا أنه منزل من الله، وازدياد المؤمنين إيمانا لتصديقهم بذلك، ولما رأوا من تصديق أهل الكتاب به، وانتفاء ارتياب أهل الكتاب والمؤمنين.

وأفاد اللام في (ليقول) معنى السبب وإن لم يكن غرضا، و (مثلا) تمييز أو حال، والعامل معنى الإشارة في (هذا)، وسموه (مثلا) استعارة من المثل المضروب؛ استغرابا منهم لهذا العدد، يعنون: أي شيء أراد الله بهذا العدد العجيب؟وأي غرض في أن جعلهم تسعة عشر لا عشرين؟ومرادهم الإنكار، والكاف في موضع نصب، أي: مثل ذلك الإضلال والهدى (يضل الله) الكافرين (ويهدى) المؤمنين.

والمعنى: أنه يفعل فعلا حسنا على مقتضى الحكمة، فيراه المؤمنون صوابا حسنا فيزيدهم إيمانا وهدى، وينكره الكافرون فيزيدهم كفرا وضلالا.

(وما يعلم جنود ربك) وما عليه كل جند من العدد وما فيه من الحكمة (إلا هو)، ولا سبيل لأحد إلى معرفة ذلك، كما لا يعرف الحكمة في أعداد السماوات والكواكب والبروج، وأعداد الصلوات والنصب في الزكوات، وغير ذلك، أو: (ما يعلم جنود ربك) لفرط كثرتها (إلا هو) فلا يعز عليه تتميم الزبانية عشرين، ولكن له في هذا العدد الخاص حكمة لا يعلمها إلا هو (وما هى إلا ذكرى للبشر) متصل بوصف (سقر)، و (هى) ضميرها، أي: وما سقر وصفتها إلا تذكرة للبشر، أو: ضمير الآيات التي ذكرت فيها.

(كلا) إنكار بعد أن جعلها ذكرى، أن يكون لهم ذكرى لأنهم لا يتذكرون.

" دبر " و " أدبر " بمعنى واحد، ومنه قولهم: صاروا كأمس الدابر، وقيل: هو من: دبر الليل النهار: إذا خلفه (22)، وقرئ: " إذا دبر " (23).

(إنها لإحدى الكبر): " الكبرى " تأنيث " الأكبر "، جعلت ألف التأنيث كتائها، فكما جمعت " فعلة " على " فعل " جمعت " فعلى " على " فعل "، أي: لإحدى الدواهي الكبر، بمعنى: أنها واحدة في العظم من بينهن لا نظيرة لها.

(نذيرا) تمييز من (إحدى) على معنى: إنها لإحدى البلايا إنذارا، كما يقال: فلانة إحدى النساء عفافا.

وقيل: هي حال (24).

(أن يتقدم) في موضع الرفع بالابتداء، و (لمن شاء) خبر مقدم عليه، كما تقول: لمن توضأ أن يصلي، ومعناه مطلق لمن شاء التقدم أو التأخر أن يتقدم (أو يتأخر)، والمراد بالتقدم والتأخر: السبق إلى الخير والتأخر عنه، ونحوه: (فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر) (25)، ويجوز أن يكون (لمن شاء) بدلا من (للبشر) على أنها منذرة للمكلفين الممكنين الذين إن شاؤوا تقدموا ففازوا وإن شاؤوا تأخروا فهلكوا.

و (رهينة) ليست بتأنيث " رهين " لأن " فعيلا " بمعنى " مفعول " يستوي فيه المذكر والمؤنث، وإنما هي اسم بمعنى " الرهن " كالشتيمة بمعنى " الشتم "، كأنه قال: (كل نفس بما كسبت) رهين، ومثله بيت الحماسة: أبعد الذي بالنعف نعف كويكب * رهينة رمس ذي تراب وجندل (26) أي: رهن رمس.

والمعنى: كل نفس رهن بكسبها عند الله، غير مفكوك.

(إلا أصحب اليمين) فإنهم فكوا رقابهم عنه بإيمانهم وطاعاتهم كما يفك الراهن رهنه بأداء الحق.

(في جنت) أي: هم في جنات لا يكتنه وصفها (يتسآءلون) يسأل بعضهم بعضا (عن المجرمين)، أو: يتساءلون غيرهم عنهم، كقوله: دعوته وتداعيناه.

(ما سلككم في سقر) هذه حكاية قول المسؤولين عن المجرمين لأنهم يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين فيقولون: قلنا لهم: ما سلككم في سقر؟(قالوا لم نك من المصلين) إلا أنه جاء على الحذف والاختصار.

(وكنا نخوض) أي: نشرع في الباطل ونغوي مع الغاوين.

وأخر التكذيب على معنى: أنهم بعد ذلك كله مكذبين (بيوم الدين) تعظيما للتكذيب.

(حتى أتنا اليقين) وهو الموت ومقدماته.

(فما تنفعهم شفعة الشفعين) من الملائكة والنبيين وغيرهم كما ينفع الموحدين.

(فما لهم عن التذكرة) عن التذكير وهو القرآن وغيره من المواعظ (معرضين) حال، كما تقول: ما لك قائما؟(كأنهم حمر مستنفرة) شديدة النفار وحشية، كأنها تطلب النفار من نفوسها في حملها عليه، وقرئ بفتح الفاء (27) وهي المنفرة المحمولة على النفار.

(فرت من قسورة) هربت من أسد، وهي فعولة من " القسر " وهو القهر والغلبة، وقيل: القسورة: جماعة الرماة الذين يتصيدونها (28).

(صحفا منشرة) قراطيس تنشر وتقرأ، وكتبا كتبت في السماء ونزلت بها الملائكة ساعة كتبت منشرة على أيديها لم تطو بعد، وذلك أنهم قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لن نؤمن لك حتى تأتي كل واحد منا كتابا من السماء عنوانها: " من رب العالمين إلى فلان ابن فلان " نؤمر فيها باتباعك! (كلا) ردع لهم عن تلك الإرادة، وعن اقتراح الآيات (بل لا يخافون الآخرة) فلذلك أعرضوا عن التذكرة لا لامتناع إيتاء الصحف.

(كلا) ردع عن إعراضهم عن التذكرة (إنه تذكرة) مبهم أمرها، بليغة كافية في بابها.

(فمن شآء) أن يذكره ولا ينساه، ويجعله نصب عينيه فعل.

والضمير في: (إنه) و (ذكره) للتذكرة في قوله: (فما لهم عن التذكرة معرضين)، وإنما ذكر لأنها في معنى الذكر أو القرآن.

(وما يذكرون إلا أن يشآء الله) إجبارهم على الذكر، لأنه علم أنهم لا يشاؤونه اختيارا (هو أهل التقوى) هو حقيق بأن يتقيه عباده ويخافوا عقابه فيؤمنوا ويطيعوا (وأهل المغفرة) وحقيق بأن يغفر لهم ذنوبهم إذا آمنوا به وأطاعوه.

وعن أنس: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تلا هذه الآية فقال: " قال الله تعالى: أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله، فمن اتقى أن يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له " (29).

1- قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن: ج 2 ص 275.

2- قرأه ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 659.

3- قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 5 ص 249.

4- الكهف: 29.

5- لعبد الرحمن بن زيد العذري، قد قتل أبوه فعرض عليه فيه سبع ديات فأبى إلا الثأر وأنشأ يقوله. والنعف: المكان المرتفع والجبل، والكويكب: جبل بعينه. راجع شرح شواهد الكشاف: ص 553.

6- قرأه نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 660.

7- قاله ابن عباس في تفسيره: ص 493.

8- أخرجه ابن ماجة في السنن: ج 2 ص 1437 ح 4299.

9- قال الشيخ الطوسي في التبيان: ج 10 ص 189: مكية في قول ابن عباس والضحاك، وهي أربعون آية في الكوفي، وتسع وثلاثون في البصري والمدنيين. وفي الكشاف: ج 4 ص 657: مكية، وآياتها (40) نزلت بعد القارعة.

10- الآية: 16.

11- رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 665 مرسلا.

12- ثواب الأعمال للصدوق: ص 148 وفيه بدل " بعثه الله معه في قبره ": " بعثه الله عز وجل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبره ".

13- تفسير ابن عباس: ص 493.

14- من قصيدته الطويلة في وصف صيده وفرسه. راجع ديوان امرئ القيس: ص 109 وفيه: " فلا وأبيك ".

15- وتمام البيت: ألا نادت أمامة باحتمال... لتحزنني، لغوثة بن سلمى بن ربيعة. راجع شرح شواهد الكشاف: ص 578.

16- الواقعة: 75 و 76.

17- قاله الفراء في معاني القرآن: ج 3 ص 207.

18- قرأه الحسن البصري وعبد الرحمن الأعرج وقنبل عن ابن كثير. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 742.

19- تفسير الحسن البصري: ج 2 ص 377.

20- قاله ابن عباس وعكرمة والحسن ومجاهد وقتادة والضحاك. راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 328.

21- حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 4 ص 421.

22- يونس: 48، الأنبياء: 38، النمل: 71، وغيرها.

23- قرأه نافع وأبان عن عاصم. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 661.

24- وهو قول الشيخ الطوسي في التبيان: ج 10 ص 192 وقال: والجمع: جعل أحد الشيئين مع الآخر، والجمع على ثلاثة أقسام: جمع في المكان، وجمع في الزمان، وجمع الأعراض في المحل. وجمع الشيئين في حكم أو صفة مجاز.

25- حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج 10 ص 195.

26- النمل: 13.

27- في نسخة: " البينة ".

28- حكاه عنه الشيخ في التبيان المتقدم.

29- أورد هذه العبارة المصنف رحمه الله عن الكشاف، ولا يخفى ما فيه، إذ لا يجوز - على مذهبنا - عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) الخطأ ولا النسيان أبدا.