بعض مسائل الرسم الخطية

" بني إسرائيل ": قد اختلفت كيفية كتابة الهمزة حتى أفرد بعض محققي العصر كالعلامة القزويني (رحمه الله) رسالة في المسألة وهي الآن غير موجودة عندي، وعلى كل حال ما ترى هنا على خلاف القاعدة لقراءتهم " إسرائيل "، وقد اختلفت نسخ القرآن العزيز في الكتابة هنا، وهذا من سوء تدبيرهم وضعف تحفظهم على كافة الخصوصيات، ولا يبعد أن يكون أكثر النسخ " إسرائيل "، ومن اكتفى بتلك النسخة رمز النقطتين تحت الياء، إلا أنه خلاف الأصل في كتابة الهمزة الأولى، كما لا يخفى. ثم إنك قد عرفت أن كتابة " الصلاة " بالواو غير موجهة بعد إلا باعتبار أن جمعها " الصلوات "، وحيث إن الجمع يرد الشئ إلى أصله، فيكتب على هذا بالواو، مع أن الواو ليس أصلا، وقد مر تفصيله. وقد تعارف في عصرنا كتابتها بدونه، وهكذا كلمة " الزكاة "، ولعل اختيار الواو للاحتراز عن الاشتباه بالتذكية، أو لجواز قلب الياء واوا، كما في بعض المواقع، أو لعدول المعنى إلى المعنى المصطلح، فلتكن اللفظة كذلك.

تنبيه

قد تعارف كتابة الألف بعد واو الجمع من الأفعال والأسماء، فيكتب هكذا: " آمنوا "، " ولا تكونوا "، " وتكتموا "، " وملاقوا ربهم "، وهذا بلا وجه، لعدم الالتباس بشئ، ولا سيما في الأخير المضاف إلى " ربهم "، ولعل وجه سقوطه في بعض المصاحف الموجودة عندي ما أشير إليه. وهذا أمر رائج حتى في سائر الكتابات العادية، ولعل ما هو السر هو التحفظ على أن لا يقع القارئ في اشتباه الواو المذكور بالواو العاطف الوارد على المفرد، مثلا في مورد النهي المفرد: لا تشتروا آياتي فيما بينكم، وفي مورد النهي جمعا: لا تشتروا آياتي فيما بينكم، فإنه يقع في الالتباس، وقد ورد النهي (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق) فافهم واغتنم.