وجوه البلاغة وعلم المعاني

الوجه الأول: رعاية الانسجام بين الآيات من الأمور الدخيلة في البلاغة رعاية الانسجام والسياق بين الآيات والحفاظ على الانتظام بين الموضوعات، فعلى هذا يتعين أن تكون هذه الآية من الأمور المربوطة بما سبق، فتكون معطوفة على قوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم)، وربكم الذي جعل لكم الأرض فراشا، وربكم الذي أقام البراهين على ما أرسل إليكم من الكتاب والرسالة، والذي خلق لكم ما في الأرض جميعا، ومن السماء سبعا، واذكروا والتفتوا إلى ربكم الذي قال للملائكة كذا، فشرعت الآية في كيفية خلق آبائكم والذين من قبلكم. أو تكون الآية تبيانا لكيفية خلق الذين من قبلكم، التي مرت الإشارة إليها فيما سلف، فبين الآيات - أو الموضوعات - نهاية الانسجام والانتظام.

الوجه الثاني: حول نسبة القول إليه تعالى قد مر حقيقة القول بحسب اللغة، وأما انتسابها إليه تعالى فهو من المجاز الجائز، ولا حاجة إلى الالتزام بالحقيقة، وإرجاع مادة القول إلى المعاني العامة، الشاملة لمطلق الإبراز التكويني والإظهار العيني، كما قد يصنع في كتب أهل الذوق (1)، وقد مر توضيح مقالتهم وفساد مرامهم، وإن كان الوالد المحقق - مد ظله - يوجهها بأمتن الوجوه الممكنة (2)، إلا أنها بعيدة عن الصواب في محيط العرف واللغة. وعلى هذا تكون النسبة من المجاز في الإسناد، دون المجاز في الكلمة، لأنه استعمل بحسب الإرادة الاستعمالية في معناها التصوري، إلا أنه أسند إليه ادعاء أن ما يخطر ببال الملائكة ويظهر لهم ويتجلي عندهم يكون خارجا عن إبراز الله وإظهاره، وهو قوله تعالى، والتفصيل في محله. وعلى كل لا بأس بكونه من المجاز في الكلمة فيكون في الإسناد أيضا مجاز. وأما تحقيق كيفية قوله تعالى للملائكة، فيأتي في البحوث الآتية إن شاء الله تعالى.

الوجه الثالث: حول الإتيان بكلمة " رب " غير خفي أن المقام يناسب الربوبية، وأنه تعالى بصدد كيفية التربية المعنوية العلمية والتعليم لخليفته في الأرض وحركتها الكمالية، فيناسب أن يقول: (وإذ قال ربك) لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الخليفة بالأصالة، وسائر الناس والنبيين وآدم خليفة بالتبع. وربما يوهم العبارة: أن الرب هنا هو الرب المقيد، وهو الاسم الخاص به (صلى الله عليه وآله وسلم) الجامع التام الكامل المتصدي لتربيته وإليه حركته الصعودية وإلا كان ينبغي أن يقال: " وإذ قلت للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة " فيكون الجاعل من شأنه المخاطبة والتفاهم مع الملائكة، ومن يجوز للملائكة أن تخاطبه بقولها (أتجعل فيها...) إلى آخره، وبذلك تندفع بعض المشاكل كما لا يخفى على أهله، فليتدبر جيدا.

الوجه الرابع: عدم عمومية الملائكة مقتضى الصناعة أن المراد من الملائكة ليس عمومهم، لأن الجمع المحلى بالألف واللام لا يفيد العموم وضعا عندنا، ويحتاج إلى مقدمات الحكمة، وهي هنا منتفية، لعدم كونها في مقام بيان العموم لو لم تكن في مقام بيان الإهمال والإجمال، لعدم لزوم اشتراك الكل في هذه المرحلة من الخلقة، وفي ترك الإتيان بالتنكير، بعد كون المتكلم عارفا بمصاديق النكرة، يلزم إفادة أن ملائكة خاصة، ليست مورد النظر في هذه المرحلة من البحث. فعلى هذا يسقط الخلاف الشديد - المحكي عن جمع من السلف - في المراد من هذه الملائكة (3)، وأنه هل هي العموم، كما هو مختار طائفة منهم، غفلة عن الصناعة العلمية كابن حيان (4) وأشباهه، أم خصوص ملائكة كما عن بعضهم، وهي ملائكة الأرض وسكانها بعد الجان (5)؟وهذا هو أمر غريب عن الأذهان، فإن الملائكة الساكنين في الأرض المجاورين فيها والمرتزقين منها محكومون بأحكامها من السفك والإفساد، وليس شأنهم التقديس والتسبيح، فهي طائفة من الملائكة المجردين عن المادة والمدة والخالين عن أحكام الدنيا والمزاحمات غير ساكنين ولا محدودين بحدودهما، نعم هي الملائكة المزاولون المتقدرون ذوو الكميات الخاصة والمحدودة وجودا، وهي الطائفة المتوسطة منهم المنتقلة في أجواء العالم والكرات الأرضية والسماوية، وهم بحسب الواقع في الخيال الكلي والنشأة البرزخية المشرفة على هذا العالم والعارفين بالحركات والسكنات والنقل والانتقالات، ويخطر ببالهم الأمور والأمثال والأسئلة والأنوار الخاصة، وسيمر عليك في محله أصنافهم وكيفية وجوداتهم في المحال المناسبة. وظهر مما مر: أن توهم كونهم الجان وإبليس (6) أيضا غير صحيح، وسيمر عليك ما ينفعك، ولقد أسمعناكم مرارا: أن حضرات المفسرين دخلوا في بحوث وغمروا في مسائل، خارجة عن فنونهم، وأجنبية عن الآيات، مثلا البحث عن وجود الملائكة وكيفيتهم وكميتهم ومراتبهم أجنبي عن الآية الشريفة، لعدم تعرض الآية لهذه المسألة. نعم لا بأس بالإشارة الإجمالية إلى المحتملات، لأجل فهم الآية، وإلا فيلزم كون قصيدة من شاعر موجبة لتأليف مجلدات وتصنيف أجزاء كثيرة غورا فيما يرتبط بالمفاهيم التصورية في القصيدة.

الوجه الخامس: حول التأكيد ب? " إن " في الآية في الإتيان بالجملة الاسمية المؤكدة ب? " إن " تبليغ لترغيم أنف الملائكة اللاتي ترون بحثهم، وكأنهم كانوا محاجين في ذلك من البلاغة نهايتها، حتى يتبين لهم أن الأمر قاطع لجاجهم، والجعل قطعي لا محيص عنه، فلا يصدر منهم ما لا يناسب الربوبية الإلهية العالمة بجميع الجهات، وتكون كافية وكافلة لأمهات المصالح والمفاسد. ولذلك كأنهم عدلوا عن العصيان والطغيان والاعتراض والإيراد إلى اغتنام الفرصة التي أباحت لهم المكالمة مع الرب الودود العالم بالخير والشر، والمناجاة مع إله العالم الخالق لكل شئ، بصورة السؤال وبشكل الاستفهام متذكرين، لما كان عندهم من الاطلاع، فإنه المتعارف بين العبيد والموالي، فإنه إذا كان أحد لا يحب الشريك في الشئ يشتهي منع وجوده بأي نحو أمكن، فيتوسل بأية وسيلة - ولو بإبراز ما هو الواضح عند الجاعل العالم - إلى الدفع والمنع بذكر مساوئه ولو كانت فيه المحاسن أيضا، وبذكر محاسنه ولو كانت فيه المساوئ والجهالات، فيقول: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك). وفي ذلك كمال إبراز العشق للرب ونهاية إظهار الحب في الله بالله، نظرا إلى أنه يلزم الأمر الفاسد في النظام المحبوب لهم، لأنه نظام الله وخلقة الله، ففي هذا الابراز والسؤال - مضافا إلى أنه ليس سوء أدب بحسب طينتهم وجبلتهم - نهاية التعشق لله العظيم والشغف بخلقه وفعاله المحمودة جدا، جاهلين عن الحوادث الآتية والمسائل المترقبة، والجهل عذر عقلي وعرفي وشرعي، فحفاظا على طهارة العالم عن الأدناس يسألون الله تعالى عن جعله. وأجيبوا: بأن من وراء هذه الدناسة والقذارة مصالح عالية وراء ما سيتخيلونه ويظنونه، فإن بعض الظن إثم.

الوجه السادس: المراد ب? " الأرض " في الإتيان بكلمة (في الأرض) مع أنه من المتعلقات الغير اللازم ذكرها - كما مر - إشعار بمحيط المجعول، وأنه الجانب السفلي. واختلفوا في أنه المطلق، أو أرض مكة. ولا وجه له ولا دليل عليه، ولا يساعد عليه بعض اللوامح التأريخية، ويحتمل كونه عالم الطبيعة. وليس المنظور أرضنا ولا آدمنا الذي هو أبونا، بل هو الوعاء المادي الجسماني. وهذا في حد ذاته وإن كان غير بعيد، إلا أنه غير ظاهر ولا شاهد عليه. ففي قوله تعالى: (في الأرض) بلاغة خاصة، لإمكان كونه موجبا لتوجه الملائكة إلى السؤال المذكور وأنهم التفتوا منه إلى أن الخليفة ولو كان عن الله، ولكنه لمكان كونه في الأرض يسفك الدماء ويفسد فيها، لأنه من لوازم الأرض والطبيعة المادية الأرضية. ومن هنا يظهر - احتمالا - وجه علمهم، من غير حاجة إلى سبق الخليفة في الأرض، من نوع آدم المنقرض أو نوع آخر من الجن أو غيرهم، ومن الغريب ما في تفاسيرنا (7) وتفاسيرهم من نقل القول: بأنها أرض مكة، مستدلا: بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " دحيت الأرض من مكة، ولذلك سميت بأم القرى " (8)، فإنه أجنبي عن كون هذه الأرض في الآية هي مكة. وبالجملة: ليس المنظور هنا قسمة خاصة من الأرض، بل النظر إلى ما يقابلها، وهو أن هذا المخلوق المجعول على خلاف سائر المجعولات والمخلوقات يسكن الأرض، ويستقر عليها ويمشي ويعيش فيها. فيعلم أن تلك الملائكة أجنبية عن الأرض وعن سكناها وأحكامها ولوازمها. ثم إن في بعض المأثورات عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أن هذه الأرض في هذه الآية هي أرض مكة (9). وعلى كل تقدير لا بأس به في حد ذاته إلا أنه خبر غير ثابت.

الوجه السابع: حول تنكير " خليفة " في تنكير " خليفة " بعد ظهور التنوين في أنه للتنكير، بخلاف قوله تعالى خطابا لداود (عليه السلام): (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) (10) فإن تنوينه للتمكن، لأن انطباق مفهوم الخليفة عليه قهري، بخلاف ما نحن فيه. وأما أنه خليفة عن الله تعالى، أو خليفة عن جماعة من السلف المنقرضين من جنس آدم، أو غير جنسه، احتمالات. ثم إنه أمر شخصي وواحد بالوحدة الشخصية العددية الفردية، أو هو النوع الخاص وطبيعة من الطبائع الكلية من غير نظر إلى شخص معين، فيكون كل إنسان خليفة في الأرض بحسب الجعل الأولي التكويني، وداود (عليه السلام) خليفته تعالى تكوينا وتشريعا كسائر الأنبياء والرسل، وجوه. وبالجملة: ما هو مقتضى صنعة الأدب أن المستخلف عنه حيث يكون مسكوتا عنه، تكون الآية ظاهرة في أنه الله تعالى، فإذا قال المسافر حين سفره أو السلطان حين أمر من الأمور: إني جاعل في المملكة خليفة، فإن المتفاهم منه أنه خليفة عنه في المسائل الراجعة إليه، والبحث عنه يأتي في الفنون الآتية إن شاء الله تعالى. كما أن الظاهر القوي أنه ليس موجودا شخصيا، لأنه لو كان شخص آدم (عليه السلام) نبيا لكان نسبة السفك والإفساد إليه باطلة غير جايزة. ومنه يعلم أن التنوين تنكير، وفي حكم الإهمال، وأن المقصود معنى كلي، وطبيعة في قبال سائر الطبائع، إلا أنها من الطبائع المستلزمة للفساد والإفساد في قبال طبيعة الملك، وهذا لا ينافيه الآيات الآتية المخصوصة - مثلا - بشخص خاص، لأنه أيضا من ذلك الطبع وتلك الطبيعة، فلابد من ملاحظة المصالح والمفاسد، وحدود اختلاف مراتبهما، واختيار الأصلح والأهم. فلوجود مثل آدم فيها جعلها خليفة، ولو كان بعضهم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء بغير حق. فتحصل إلى هنا: أن التنوين تنكير وإبهام، وتبين أيضا: أن المجعول أصل الإنسان وطبيعته لا الشخص الخاص الذي هو الإنسان الأول الذي يأتي بتفصيل في الآيات الآتية إن شاء الله تعالى.

الوجه الثامن: حول استشارته تعالى للملائكة ربما يخطر بالبال أن هنا ما يوهم خلاف البلاغة، لظهور الآية في أنه تعالى استشار تلك الزمرة من الملائكة، وأعلمهم بذلك حتى يكونوا مطلعين على الأمر، ويقولوا ما قالوه ويبرزوا ما برز عنهم. أو يخطر بالبال: أن هذا القول والإخبار غير مفيد بعد ما لم يكن فيه الخير للقائل ولا للمقول له ومجرد اطلاعهم على ذلك الخليفة وإبراز التبرم بخلقه لا يكفي لجواز إخبارهم بذلك، بل سيظهر أن فيه الشر لبروز سوء الأدب عنهم، بالاعتراض على هذا الجعل من ناحية فساد المجعول، وبالمناقشة في هذا الاختيار، بأنه من سوء الخيار والاصطفاء، وبإبراز لغويته، وإظهار أنه لا أثر له ولا ثمرة عليه إلا التخلف والإفساد وسفك الدماء، فتلك المذاكرة خلاف الموازين، فكيف يمكن تصديقها، كي يكون في الكتاب الإلهي ما لا يمكن الإذعان حسب الظاهر. أقول: هذه المشكلة والمعضلة، توجب انتقال الذهن إلى أن المذاكرة ما كانت قولية، ولا مثل سائر المذاكرات المنعقدة بين الوحدات الشخصية، فتكون على هذا مذاكرة تكوينية، وإلهامات غيبية، وخطورات نورانية من ناحية الرب، وحيث إن الملائكة مختلفة الأصناف، وربما تكون هي الاصطلاح الخاص لجميع القوى الموجودة في العالم، السرية المختفية عن الأسماع والأبصار الظاهرية، كما يأتي في محله تحقيقه وتفصيله، فلا بأس بأن تكون لها جنبة ظلمانية ونورانية، ظلمانية أرضية سفلية، ذات خطورات خاصة باطلة شيطانية، ونورانية سماوية ذات جنبة إلهية، تحصل لهم قوله تعالى وكلمته النورانية وحيا من وراء الحجرات والحجابات، فيكون بمنزلة قوله تعالى: (قال ربك للملائكة) وقوله تعالى: (قال إني أعلم ما لا تعلمون). ومن المحرر في محله: أن الموجودات المتقدرة بالمقادير المختلفة متكونة عن التراب والنار، بمعنى غلبة مادة التراب والنار على سائر المواد أحيانا، ويجوز أن تكون متكونة عن المياه والهواء، بمعنى غلبة هذه المادة، وربما تكون من الملائكة ما خلقت من الهواء، ولكونها لطيفة يكون الوليد منها قريبا من الملائكة المجردة عن المواد، مع أنها متقدرة بالمقادير المختلفة سعة وضيقا. وما هو الأقرب من أفق التحقيق: أن تلك الملائكة هي ملائكة مادية هوائية ذات جنبتين إلهية وظلمانية، إلا أن لفعلية تلك المادة، تكون أشغالهم التقديس والتسبيح التكوينيين، أي هم جنود الله في تنظيم الأمور في هذه الأرض وغيرها، فإن من الملائكة - حسب الأظهر - هي القوى المرموزة المصاحبة، كما ورد في بعض الأخبار منا ما يومي إلى هذه الجديرة اللائقة بالتصديق، وتسبيحهم وتنزيههم التكويني هو المشي على الصراط المرسوم لهم في العالم بإيصال الوسائط إلى الغايات. فإلى هنا تبين: كيفية قولهم وكيفية سؤالهم، ووجه حل المعضلة، وحقيقة الملائكة في الآية، وكيفية تسبيحهم وحقيقة شغلهم، والمقصود منهم بحمد الله تعالى.

الوجه التاسع: المناقضة المتوهمة في الآية قد يخطر بالبال أن في هذه الآية نوع مناقضة، لأن قضية قولهم: (أتجعل فيها) هو كونهم عالمين بما لا يكون موجودا مخلوقا، وبخصوصياته من الإفساد والسفك، فكيف هم لا يعلمون بعضا آخر من خصوصيات ذلك المفسد والسفاك، وهو تمكنه من تعلم المسائل الكثيرة والأسماء الإلهية والصفات الربانية، فيلزم الخروج عن البلاغة بوجه في الكلام كما لا يخفى. أقول: مقتضى ما عرفت منا - ولا يخطر ببال الآخرين - أن تلك الملائكة هي القوى النافذة في نظام العالم السفلي، الشاعرة بالشعور الخاص في إجراء الأمور المحمول عليها، فإذا كانت لطيفة العناصر مخفية عنا، شاعرة يخطر ببالها أن هذا الخلق الجديد يضر بالنظام، وينحسم عند وجوده الانتظام، ولا يتمكنون من المحافظة على أشغالهم الموظفة لهم فإن الإفساد وسفك الدماء على خلاف ما هو اللازم عليهم وفي قطرهم ومحيطهم، وهذا لا ينافي كونهم لأجل تلك المادة، محجوبين عن الجهات الاخر والمسائل الكثيرة، كما أشير إليه، وقد شهد بذلك نفس هذه الخطورات الظلمانية والأفكار والأوهام الشيطانية. فما كانوا عالمين بالقوى المودوعة في تلك الطبيعة العجينة، التي عجن ترابها أربعين صباحا بيدي الجمال والجلال، وخمرت طينتها على مبدأ ربما يصل في القوس الصعودي إلى الرب المتعال، وفي نهاية حركته وغاية تجوله الخروج عن جميع الحدود والقيود، والوصول إلى الإله الحق المعبود إن شاء الله تعالى. وسيمر عليك في بحوث الفنون الاخر ما ينفعك لحل هذه المسائل، فإن بناء راقم هذه السطور على عدم خلط البحوث، حفظا ورعاية على اختلاف الناس في الشعور، مع أن هذا الكتاب الإلهي الموجود عندنا، نسخة عن الكتاب الآفاقي والأنفسي، وهو نموذج عن الكتاب الإلهي، الذي هو مظهر كتاب الواحدية الجمعية، التي هي في الرتبة المتأخرة عن كتاب الأحدية الذاتية الغيبية التي هي اعتبار متأخر عن مقام العلماء. عنقا شكار كس نشود دام باز گير * كانجا هزار باد بدست است دام را (11).


1- راجع شرح فصوص الحكم، القيصري: 78.

2- راجع تعليقات على شرح فصوص الحكم، الإمام الخميني (قدس سره): 63 - 64.

3- راجع تفسير الطبري 1: 197 - 214.

4- راجع البحر المحيط 1: 139.

5- تفسير الطبري 1: 199، مجمع البيان 1: 74، التفسير الكبير 2: 165.

6- تفسير الطبري 1: 201، روح المعاني 1: 219.

7- راجع مجمع البيان 1: 74.

8- التفسير الكبير 2: 165، الجامع لأحكام القرآن 1: 263.

9- تفسير الطبري 1: 199، تفسير ابن كثير 1: 122، البحر المحيط 1: 140.

10- ص (38): 26.

11- البيت لحافظ الشيرازي، وقد مضى مطلعه في المجلدات السابقة.