النوع السادس والسبعون في مرسوم الخط وآداب كتابته

أفرده بالتصنيف خلائق من المتقدمين والمتأخرين منهم أبو عمروالداني وألف في توجيه ما خالف قواعد الخط منه أبو العباس المراكشي كتابًا سماه عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل بين فيه أن هذه الأحرف إنما اختلف حالها في الخط بحسب اختلاف أحوال معاني كلماتها وسأشير هنا إلى مقاصد ذلك إن شاء الله تعالى‏.

أخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف بسنده عن طعب الأحبار قال‏:‏ أو ل من وضع الكتاب العربي والسرياني والكتب كلها آدم عليه السلام قبل موته بثلاثمائة كتبها في الطين ثم طبخه فلما أصاب الأرض الغرق أصاب كل قوم كتابهم فكتبوه فكان إسماعيل بن إبراهيم أصاب كتاب العرب‏.

ثم أخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال أو ل من وضع الكتاب العربي إسماعيل وضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعله كتابًا واحدًا مثل الموصول حتى فرق بينه ولده‏:‏ يعني أنه وصل فيه جميع الكلمات ليس بين الحروف فرق هكذا بسم الله الرحمن الرحيم ثم فرقه من بنيه هميسع وقيذر‏.

ثم أخرج من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ أو ل كتاب أنزله الله من السماء أبوجاد‏.

وقال ابن فارس‏:‏ الذي نقوله أن الخط توقيفي لقوله تعالى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم وقال ن والقلم وما يسطرون وإن هذه الحروف داخلة في الأسماء التي علم الله آدم وقد ورد أمر أبي جاد ومبتدأ الكتابة أخبار كثيرة ليس هذا محلها وقد بسطتها في تأليف مفرد‏.

فصل:

القاعدة العربية أن اللفظ يكتب بحروف هجائية مع مراعاة الابتداء به والوقف عليه وقد مهد النحاة أصولًا وقواعد وقد خالفها في بعض الحروف خط المصحف الإمام‏.

وقال أشهب‏:‏ سئل مالك‏:‏ هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء فقال‏:‏ لا إلا على الكتبة الأولى‏.

رواه الداني في المقنع ثم قال‏:‏ ولا مخالف له من علماء الأمة‏.

وقال في موضع آخر‏:‏ سئل مالك عن الحروف في القرآن مثل الوأو والألف أترى أن يغير في المصحف إذا وجد فيه كذلك قال‏:‏ لا‏.

قال أبو عمرو‏:‏ يعني الوأو والألف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ نحو أو لوا وقال الإمام أحمد‏:‏ يحرم مخالفة خط مصحف عثمان في وأو أو ياء أو ألف أو غير ذلك‏.

وقال البيهقي في شعب الإيمان‏:‏ من يكتب مصحفًا فينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير مما كتبوه شيئًا فإنهم كانوا أكثر علمًا وأصدق قلبًا ولسانًا وأعظم أمانة منا فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكًا عليهم‏.

قلت‏:‏ وينحصر أمر الرسم في ستة قواعد‏:‏ الحذف والزيادة والهمز والبدل والوصل والفصل وما القاعدة الأولى‏:‏ في الحذف تحذف الألف من ياء النداء نحو‏:‏ يا أيها الناس ويا آدم يا رب يا عبادي‏.

وهاء التنبيه نحو‏:‏ هؤلاء ها أنتم‏.

ونا مع ضمير نحوأنجيناكم آتيناه ومن ذلك وأو لئك ولكن وتبارك‏.

وفروع الأربعة‏:‏ والله وإله كيف وقع والرحمن وسبحان كيف وقع إلا قل سبحان ربي‏.

وبعد لام نحو‏:‏ خلائف خلاف رسول الله سلام غلام إيلاف يلاقوا‏.

وبين لامين نحو‏:‏ الكلالة الضلالة خلال الديار للذي ببكة‏.

ومن كل علم زائد على ثلاثة‏:‏ كإبراهيم وصالح وميكال إلا جالوت وهامان ويأجوج ومأجوج ودأو د لحذف وأو ه وإسرائيل لحذف يائه‏.

واختلف في هاروت وماروت وقارون ومن كل مثنى اسم أو فعل إن لم يتطرف نحو‏:‏ رجلان يعلمان أضلانا إن هذان إلا بما قدمت يداك‏.

ومن كل جمع تصحيح لمذكر أو مؤنث نحو‏:‏ اللاعنون ملاقوا ربهم إلا طاغون في الذاريات والطور وكرامًا كاتبين وإلا روضات في شورى وآيات للسائلين ومكر في آياتنا وأياتنا بينات في يونس وإلا إن تلاها همزة نحو‏:‏ الصائمين والصائمات أو تشديد نحو‏:‏ الضالين والصافات فإن كان في الكلمة ألف ثانية حذفت أيضًا إلا سبع سموات من فضلت‏.

ومن كل جمع على مفاعل أو شبهة نحو‏:‏ المساجد ومساكن واليتامى والنصارى والمساكين والخبائث والملائكة والثانية من خطايا كيف وقع ومن كل عدد كثلات وثلاث وساحر إلا في آخر الذاريات فإن ثنى فألفاه والقيامة وشيطان وسلطان وتعالى واللاتي واللائي وخلاق وعالم وبقادر والأصحاب والأنهار والكتابة‏.

ومنكر الثلاثة إلا أربعة مواضع‏:‏ لكل أجل كتاب كتاب معلوم كتاب ربك في الكهف وكتاب مبين في النمل‏.

ومن البسملة بسم الله مجراها ومن أو ل الأمر من سأل‏.

ومن كل ما اجتمع فيه ألفان أو ثلاثة نحو‏:‏ آدم آخر أأشفقتم أأنذرتم غثاء‏.

‏ومن وراء كيف وقع إلا ما رأى ولقد رأى في النجم وإلا ناي والآن إلا فمن يستمع الآن والألفان من الأيكة إلا في الحجر وق‏.

وتحذف الياء من منقوص منون رفعًا وجرًا نحو‏:‏ باغ ولا عاد‏.

والمضاف لها إذا نودي إلا يا عبادي الذين أسرفوا يا عبادي الذين آمنوا في العنكبوت أو لم يناد ألا قل لعبادي أسر لعبادي في طه وحم فادخلي في عبادي وادخلي جنتي‏.

ومع مثلها نحو‏:‏ وليي والحواريين‏.

ومتكئين‏.

إلا عليين ويهيئ وهيء ومكر السيء وسيئة والسيئة أفعيينا ويحييمع ضمير لا مفردًا‏.

وحيث رقع أطيعون اتقون خافون ارهبون فارسلون واعبدون إلا في يس واخشون إلا في البقر وكيدون‏.

إلا فكيدوني جميعًا واتبعون إلا في أل عمران وطه ولا تنظرون ولا تستعجلون ولا تكفرون ولا تقربون ولا تحزون ولا تفضحون ويهدين وسيهدين وكذبون يقتلون إن يكذبون ووعيدي والجوار وبالوادي والمهتدي إلا في الأعراف‏.

وتحذف الوأو مع أخرى نحو‏:‏ لا يستوون فأو وا وإذا المؤودة يؤوسًا‏.

وتحذف اللام مدغمة في مثلها نحو‏:‏ الليل والذي إلا الله واللهم واللعنة وفروعه واللهو واللغو واللؤلؤ واللات واللمم واللهب واللطيف واللومة‏.

فرع في الحذف لم يدخل تحت القاعدة حذف الألف من مالك الملك ذرية ضعافًا مراغمًا خادعهم أكالون للسحت بالغ ليجادلوكم وباطل ما كانوا في الأعراف وهو د الميعاد في الأنفال ترابًا في الرعد والنمل وعم جذاذًا يسارعون آية المؤمنين آية الساحر آية الثقلان أم موسى فارغًا وهل يجازى من هوكاذب للقاسية في الزمر إثارة عاهد عليه الله ولا كذابًا‏.

وحذف الياء من إبراهيم في البقرة والداع إذا دعان ومن اتبعن وسوف يؤت الله وقد هدان ننج المؤمنين فلا تسئلن ما يوم يأت لا تكلم حتى تؤتون موثقًا تفندون المتعال متاب مآب عقاب في الرعد وغافر وفيها عذاب أشركتمون من قبل وتقبل دعاء لئن أخرتن إن يهدين إن ترن إن يؤتين إن تعلمن نبغ الخمسة في الكهف إن لا تتبعن في طه والباد وإن الله لهاد أن يحضرون رب ارجعون ولا تثلمون يسقين يشفين يحيين واد النمل أتمدونن فما آتان تشهدون بهاء العمى كالجواب إن يردن الرحمن لا ينقذون واسمعون لتردين صال الجحيم التلاق التناد ترجمون فاعتزلون يناد المنادى ليعبدون يطمعون تغن الداع مرتين في القمر يسر أكرمن ولي الدين وحذفت الوأو من‏:‏ ويدع الإنسان ويمح الله في شوري يوم يدع الداعي سندع الزبانية‏.

‏قال المراكشي‏:‏ والسر في حذفها من هذه الأربعة التنبيه على سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود وأما ويدع الإنسان فيدل على أنه سهل عليه ويسارع فيه كما يسارع في الخير بل إثبات الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير‏.

وأما ويمح الله الباطل فللإشارة إلى سرعة ذهابه واضمحلاله‏.

وأما يدع الداع فللإشارة إلى السرعة الدعاء وسرعة إجابة الداعين‏.

‏وأما الأخيرة فللإشارة إلى السرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش‏.

القاعدة الثانية‏:‏ في الزيادة زيدت ألف بعد الوأو وآخر اسم مجموع نحو‏:‏ بنوإسرائيل ملاقوا ربهم أو لوا الألباب بخلاف المفرد لذوعلم إلا البربا وإن امرؤ هلك وآخر فعل مفرد أو جمع مرفوع أو منصوب إلا جاءوا وباءوا حيث وقع وعتوا عتوًا فإن فاءوا والذين تبوءوا الدار عسى الله أن يعفوعنهم في النساء سعوا في آياتنا في سبأ وبعد الهمزة المرسومة وأو ا نحو‏:‏ تفتؤا وفي مائة ومائتين والظنونا والرسولا والسبيلا ولا تقولن لشيء ولأذبحنه ولأو ضعوا ولا إلى الله ولا إلى الجحيم ولا تيأسوا إنه لا ييأس أفلم ييأس‏.

وبين الياء والجيم في جاي في الزمر والفجر وكنبأ بالهمزة مطلقًا وزيدت ياء في نبأ المرسلين وملائه وملائهم ومن آناي الليل في طه من تلقاي نفسي من وراي حجاب في شورى وإيتاء ذي القربى في النحل ولقاي الآخرة في الروم بأيكم المفتون بنيناها باييدا أفائن مات أفائن مت‏.

‏وزيدت وأو في أو لوا وفروعه وسأريكم‏.

قال المراكشي‏:‏ وإنما زيدت هذه الأحرف في هذه الكلمات نحوجاي ويناي ونحوهما للتهويل والتفخيم والتهديد والوعيد كما زيدت في باييد تعظيم لقوة الله تعالى التب بنى بها السماء التي لا تشابهها قوة‏.

وقال الكرماني في العجائب‏:‏ كانت صورة الفتحة في الخطوط قبل الخط العربي ألفًا وصورة الضمة وأو ا وصورة الكسرة ياءً فكتبت لا أو ضعوا ونحوبالألف مكان الفتحة وإيتاي ذي القربى مكان الكسرة وأو لئك ونحوه بالوأو ومكان الضمة لقرب عهدهم بالخط الأول‏.

القاعدة الثالثة‏:‏ في الهمز يكتب الساكن بحرف حركة ما قبله أو لًا أ وسطًا أو آخرًا نحو‏:‏ إيذن وأو وتمن والباساء واقرأ وجيناك وهيي والموتون وتسووهم إلا فادارأتم ورءيا والرياء وشطئه فحذف فيها‏.

وكذا أو ل الأمر بعد فاء نحو‏:‏ فأتوا أو وأو نحو‏:‏ وأتمروا‏.

والمتحرك إن كان أو لًا أو اتصل به حرف زائد بالألف مطلقًا‏:‏ أي سواء كان فتحًا أو كسرًا نحو‏:‏ أيوب إذا أو لوا سأصرف فبأي سأنزل إلا مواضع أئنكم لتكفرون أئنا لمخرجون في النمل إئنا لتاركوا آلهتنا أئن لنا في الشعراء أئذا متنا أئن ذكرتم أئفكًا أئمة لئلا لئن يومئذ ح فيكتب فيها بالياء قل أؤنبئكم وهؤلاء فكتب بالوأو ‏.

وإن كان وسطًا فبحرف حركته نحو‏:‏ سأل سئل نقرؤه إلا جزاؤه الثلاثة في يوسف

ولأملأن وامتلأت واشمأزت واطمأنوا فحذف فيها‏.

وإلا إن فتح وكسر أو ضم ما قبله أو ضم وكسر ما قبله فبحرفه نحو‏:‏ الخاطئة فؤادك سنقرئك‏.

وإن كان ما قبله ساكنًا حذف هونحو‏:‏ يسئل لا تجئروا إلا النشأة وموئلًا في الكهف‏.

فإن كان ألفًا وهو مفتوح فقد سبق أنها تحذف لاجتماعها مع ألف مثلها إذا الهمز ح بصورتها نحوأبناءنا‏.

وحذف معها أيضًا في قرآنًا في يوسف والزخرف وإن ضم أو كسر فلا نحو‏:‏ آباؤكم آبائهم إلا قال أو لياؤهم إلى أو ليائهم في الأنعام إن أو لياؤه في الأنفال نحن أو لياؤكم في فصلت‏.

وإن كان بعده حرف يجانسه فقد سبق أيضًا يحذف نحو‏:‏ شنآن خاسئين يستهزئون‏.

وإن كان آخرًا فبحرف حركة ما قبله نحو‏:‏ سبأ شاطئ لؤلؤًا إلا مواضع تفتؤ تتفيؤا اتوكاؤا لا تظمؤا ما يعبؤا ينشؤا يذرؤا نبؤا قال الملؤا الأول في قد أفلح والثلاثة في النمل إلا في خمسة مواضع‏.

اثنان في المائدة وفي الزمر وشورى والحشر شركاؤا في الأنعام وشورى يأتيهم أنبؤا في الأنعام والشعراء علماؤا فيه من عباده العلماؤا والضعفاؤا في إبراهيم وغافر في أموالنا ما نشاؤا وما دعاؤا ف يغافر شفعلؤا في الروم إن هذا لهوالبلاء المبين في الدخان برآؤا منكم تكتب في الكل بالوأو ‏.

فإن سكن ما قبله حذف هونحو‏:‏ ملء الأرض دفء شيء الحبء ماء إلا لتنؤا وإن تبوؤا السوء كذا استثناه القراء‏.

قلت‏:‏ وعندي أن هذه الثلاثة لا تستثنى لأن الألف التي بعد الوأو ليست صورة الهمزة بل هي المزيدة بعد وأو الفعل‏.

القاعدة الرابعة‏:‏ في البدل تكتب بالوأو وللتفخيم ألف الصلاة والزكاة والحياة والربا غير مضافات والغداء ومشكاة والنجاة ومناة‏.

وبالياء كل ألف منقلبة عنها نحو‏:‏ ويتوفيكم في اسم أو فعل اتصل به ضمير أم لا لقي ساكنًا أم لا ومنه‏:‏ يا حسرتا يا أسفًا إلا تترًا وكلتا وهداني ومن عصاني والأقصى وأقصا المدينة وطغا الماء وسيماهم‏.

‏وإلا ما قبلها ياء كالدنيا والحوايا إلا يحيى واسمًا وفعلًا ويكتب بها إلى وعلى وأنى بمعنى كيف ومتى وبلى وحتى ولدى إلا لدا الباب‏.

ويكتب بالألف الثلاثي الوأو ي اسمًا أو فعلًا نحو‏:‏ الصفا وشفا وعفا الأضحى كيف وقع وما زكى منكم ودحاها وتلاها وطحاها وسجا‏.

وتكتب بالألف نون التوكيد الخفبفة وإذا وبالنون كائن وبالهاء هاء التأنيث‏.

‏إلا رحمت في البقرة والأعراف وهو د ومريم والروم والزخرف‏.

ونعمت في البقرة وآل عمران والمائدة وإبراهيم والنح ولقمان وفاطر والطور‏.

وسنت في الأنفال وفاطر وثاني غافر‏.

وامرأت مع زوجها وتمت كلمة ربك الحسنى فنجعل لعنت الله والخامسة أن لعنت الله‏.

ومعصيت في قد سمع إن شجرة الزقوم قرت عين وجنت نعيم بقيت الله ويا أبت واللات ومرضات وهيهات وذات وأنبت وفطرت‏.

القاعدة الخامسة‏:‏ في الوصل والفصل توصل إلا بالفتح إلا عشرة‏:‏ أن لا أقول أن لا تقولوا في الأعراف أن لا ملجأ وفي هود أن لا إله أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف أن لا تشرك في الحج أن لا تعبدوا في يس أن لا تعلوفي الدخان أن لا يشركن في الممتحنة أن لا يدخلنها في ن‏.

‏ومما إلا من ما ملكت في النساء والروم ومن ما رزقناكم في المنافقين‏.

وممن مطلقًا وعما إلا عن ما نهوا عنه‏.

وإما بالكسر إلا وإما نرينك في الرعد وإما بالفتح مطلقًا وعمن إلا ويصرفه عن ما يشاء في النور عن من تولى في النجم‏.

وأمن إلاأم من يكون في النساء أم من أسس أم من خلقنا في الصافات أم من يأتي آمنا‏.

وإلم بالكسر إلا فإن لم يستجيبوا لك في القصص‏.

وفيما إلا أحد عشر في ما فعلن الثاني في البقرة ليبلوكم في ما في المائدة والأنعام‏.

قل لا أجد في ما اشتهت في الأنبياء في ما أفضتم في ما ها هنا في الشعراء في ما رزقناكم في الروم في ما هم فيه في ما كانوا فيه كلاهما في الزمر وننشئكم في ما لا تعلمون‏.

‏وإنما إلا أن ما توعدون لآت في الأنعام‏.

‏وأنما بالفتح إلا أن ما يوعدون في الحج ولقمان‏.

وكلما إلا كل ما ردوا إلى الفتنة من كل ما سألتموه‏.

وبئسما إلا مع اللام‏.

ونعما ومهما وربما وكأنما ويكأن وتقطع حيثما وإن لم بالفتح وإن لن إلا في الكهف والقيامة‏.

وأين ما إلا فأينما تولوا أينما يوجهه‏.

واختلف في أينما تكونوا يدرككم أينما كنتم تعبدون في الشعراء أينما ثقفوا في الأحزاب‏.

ولكي لا إلا في عمران والحج والديد‏.

والثاني في الأحزاب ويوم هم ونحو‏:‏ فمال ولات حين وابن أم إلا في طه فكتبت الهمزة حينئذ وأو ا وحذفت همزة ابن فصارت هكذا يبنؤم‏.

‏القاعدة السادسة‏:‏ فيما فيه قراءتان فكتبت على إحداهما ومرادنا غير الشاذ من ذلك‏:‏ مالك يوم الدين يخادعون وواعدنا والصاعقة والرياح وتفادوهم وتظاهرون ولا تقاتلوهم ونحوها ولأو لا دفاع فرهان طائرًا في آل عمران والمائدة مضاعفة ونحوه‏:‏ عاقدت أيمانكم الأوليان لامستم قاسية قيامًا للناس خطئاتكم في الأعراف طائفة حاشا الله وسيعلم الكافر تزأو ر زاكية فلا تصاحبني لاتخذت مهادًا وحرام على قرية إن الله يدافع سكارى وما هم بسكارى المضغة عظامًا فكسونا العظام سراجًا بل أدراك ولا تصاعر ربنا باعد أسأو رة بلا ألف في الكل وقد قرئت بها وبحذفها‏.

وغيابت الجب وأنزل عليه آية في العنكبوت وثمرت ن أكمامها في فصلت وجمالات فهم على بينت وهم في الغرفات آمنون بالتاء وقد قرئت بالجمع والإفراد‏.

وتقية بالياء ولأهب بالألف ويقض الحق بلا ياء وآتوني زبر الحديد بألف فقط ننجي من نشاء ننج المؤمنين بنون واحدة والصراط كيف وقع وبصطة في الأعراف والمصيطرون ومصيطر بالصاد لا غير وقد تكتب صالحة للقراءتين نحوفكهون بلا ألف وهي قراءة وعلى قراءتها هي محذوفة رسمًا لأنه جمع تصحيح‏.

فرع فيما كتب موافقًا لقراءة شاذة من ذلك‏:‏ إن البقر تشابه علينا أو كلما عاهدوا ما بقي من الربو وقرئ بضم الباء وسكون الوأو وفلقاتلوكم إنما طائركم طائرة في عنقه تساقط سامر فرع وأما القراءات المختلفة المشهورة بزيادة لا يحتملها الرسم ونحوها نحو‏:‏ أو صى ووصى وتجري تحتها ومن تحتها وسيقولون الله ولله وما عملت أيديهم وما عملته فكتابته على نحوقراءته وكل ذلك وجد في مصاف الإمام‏.

فائدة كتبت فواتح السور على صورة الحروف أنفسها لا على صورة النطق بها اكتفاء بشهرتها‏.

وقطعت حم عسق دون المص وكهيعص طردًا للأولى بأخواتها الستة‏.

فصل في آداب كتابته:

يستحب كتابة المصحف وتحسين كتابته وتبيينها وإيضاحها وتحقيق الخط دون مشقة وتعليقه فيكره وكذا كتابته في الشيء الصغير‏.

أخرج أبوعبيد في فضائله عن عمر انه وجد مع رجل مصفحًا قد كتبه بقلم دقيق فكره ذلك وضربه وقال‏:‏ عظموا كتاب الله تعالى‏.

وكان عمر إذا رأى مصحفًا عظيمًا سر به‏.

وأخرج عبد الرزاق عن علي أنه كان يكره أن تتخذ المصاحف صغارًا‏.

‏وأخرج أبو عبيد عنه أنه كره أن يكتب القرآن في الشيء الصغير‏.

وأخرج هوو البيهقي في الشعب عن أبي حكيم العبدي قال‏:‏ مر بي عليّ وأنا أكتب مصحفًا فقال‏:‏ أجل قلمك فقضمت من قلمي قضمة ثم جعلت أكتب فقال‏:‏ نعم هكذا نوره كما نوره الله‏.

وأخرج البيهقي عن عليذ موقوفًا قال‏:‏ تنوق رجل في بسم الله الرحمن الرحيم فغفر له‏.

وأخرج أبو نعيم في تاريخ أصبهان وابن أشتة في المصاحف من طريق أبان عن أنس مرفوعًا من كتب بسم الله الرحمن الرحيم مجودة غفر الله له‏.

وأخرج ابن أشتة عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عماله‏:‏ إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن‏.

وأخرج عن زيد بن ثابت أنه كان يكره أن تكتب بسم الله الرحمن الرحيم ليس لها سين‏.

وأخرج عن يزيد بن أبي حبيب أن كاتب عمرو بن العاص كتب إلى عمر فكتب بسم الله ولم يكتب لها سينًا فضربه عمر فقيل له‏:‏ فيم ضربك أمير المؤمنين قال‏:‏ ضربني في سين‏.

وأخرج عن ابن سيرين أنه كان يكره أن تمد الباء إلى الميم حتى نكتب السين‏.

وأخرج ابن أبي دأود في المصاف عن ابن سيرين أنه كره أن يكتب المصحف مشقًا قيل‏:‏ لم قال‏:‏ لأن فيه نقصًا‏.

وتحرم كتابته بشيء نجس وأما بالذهب فهو حسن كما قاله الغزالي‏.

وأخرج أبو عبيد عن ابن عباس وأبي ذر وأبي الدرداء أنهم كرهوا ذلك‏.

وأخرج عن ابن مسعود أنه مر عليه بمصحف زين بالذهب فقال‏:‏ إن أحسن ما زين به المصحف تلأو ته بالحق‏.

قال أصحابنا‏:‏ وتكره كتابته على الحيطان والجدران وعلى السقوف أشد كراهة لأنه يوطأ‏.

وأخرج أبو عبيد عن عمر بن عبد العزيز قال‏:‏ لا تكتبوا القرآن حيث يوطا‏.

وهل تجوز كتابته بقلم غير العربي قال الزركشي‏:‏ لم أر فيه كلامًا لأحد من العلماء قال‏:‏ ويحتمل الجواز لأنه قد يحسنه من يقرؤه بالعربية والأقرب المنع كما تحرم قراءته بغير لسان العرب ولقولهم‏:‏ القلم أحد اللسانين والعرب لا تعرف قلمًا غير العربي وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏﴿‏بلسان عربي مبين‏﴾‏‏.

فائدة أخرج ابن أبي دأود عن إبراهيم التيمي قال‏:‏ قال عبد الله‏:‏ لا يكتب المصاحف إلا مضري‏.

قال ابن أبي دأود‏:‏ هذا من أجل اللغات‏.

مسئلة اختلف في نقط المصحف وشكله ويقال أو ل من فعل ذلك أبو الأسود الدؤلي بأمر عبد الملك ابن مروان وقيل الحسن البصري ويحيى بن يعمر وقيل نصر بن عاصم الليثي‏.

وأول من وضع الهمز والتشديد والروم والإشمام الخليل‏.

وقال قتادة‏:‏ بدءوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا‏.

وقال غيره‏:‏ أو ل ما أحدثوا النقط عند آخر الآي ثم الفواتح والخواتم‏.

‏وقال يحيى بن أبي كثير‏:‏ ما كانوا يعرفون شيئًا مما أحدث في المصاحف إلا النقط الثلاث على رؤوس الآي‏.

أخرجه ابن أبي دأود‏.

وقد أخرج أبو عبيد وغيره عن ابن مسعود قال‏:‏ جردوا القرآن ولا تخلطوه بشيء‏.

وأخرج عن النخعي أنه كره نقط المصاحف‏.

وعن ابن سيرين أنه كره النقط والفواتح والخواتم‏.

‏وعن ابن مسعود ومجاهد انهما كرها التعشير‏.

وأخرج ابن أبي دأود عن النخعي أنه كان يكره العواشر والفواتح وتصغير المصحف وأن يكتب فيه سورة كذا وكذا‏.

وأخرج عنه أنه أتى بمصحف مكتوب فيه سورة كذا وكذا آية فقال‏:‏ امح هذا فإن ابن مسعود كان يكرهه‏.

وأخرج عن أبي العالية أنه كان يكره الجمل في المصحف وفاتحة سورة كذا وخاتمة سورة كذا‏.

‏وقال مالك‏:‏ لا بأس بالنقط في المصاحف التي تتعلم فيها العلماء أما الأمهات فلا‏.

وقال الحليمي‏:‏ تكره كتابة الأعشار والأخماس وأسماء السور وعدد الآيات فيه لقوله‏:‏ جردوا القرآن‏.

‏وأما النقط فيجوز له لأنه ليس له صورة ما ليس بقرآن قرآنًا‏.

وإنما هي دلالات على هيئة المقروء فلا يضر إثباتها لمن يحتاج إليها‏.

وقال البيهقي‏:‏ من آداب القرآن أن يفخم فيكتب مفرجًا بأحسن خط فلا يصغر ولا يقرمط حروفه ولا يخلط به ما ليس منه كعدد الآيات والسجدات والعشرات والوقوف واختلاف القراءات ومعاني الآيات‏.

وقد أخرج ابن أبي دأو د عن الحسن وابن سيرين أنهما قالا‏:‏ لا بأس بنقط المصاحف‏.

وأخرج عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال‏:‏ لا بأس بشكله‏.

وقال النووي‏:‏ نقط المصحف وشكله مستحب لأنه صيانة له من اللحن والتحريف‏.

وقال ابن مجاهد‏:‏ ينبغي أن لا يشكل إلا ما يشكل‏.

‏وقال الداني‏:‏ لا أستجيز النقط بالسواد لما فيه من التغيير لصورة الرسم ولا أستجيز جمع قراءات شتى في مصحف واحد بألوان مختلفة لأنه من أعظم التخليط والتغيير للمرسوم وأرى أن يكون الحركات والتنوين والتشديد والسكون والمد بالحمرة والهمزات بالصفرة‏.

وقال فائدة كان الشكل في الصدر الأول نقطًا فالفتحة نقطة على أو ل الحرف والضمة على آخره والكسرة تحت أو له وعليه مشى الداني‏.

والذي اشتهر الآن بالضبط بالحركات المأخوذة من الحروف وهو الذي أخرجه الخليل وهو اكثر وأو ضح وعليه العمل‏.

فالفتح شكلة مستطيلة فوق الحرف والكسر كذلك تحته والضم وأو صغرى فوقه‏.

والتنوين زيادة مثلها فإن كان مظهرًا وذلك قبل حرف حلق ركبت فوقها وإلا جعلت بينهما‏.

وتكتب الألف المحذوفة والمبدل منها في محلها حمراء والهمزة المحذوفة تكتب همزة بلا حرف حمراء أيضًا وعلى النون والتنوين قبل الباء علامة الإقلاب حمراء وقبل الحلق سكون وتعرى عند الإدغام والإخفاء ويسكن كل مسكن ويعرى المدغم ويشدد ما بعده إلا الطاء قبل الثاء فيكتب عليه السكون نحو فرطت ومطة الممدود لا تجأوزه‏.

فائدة قال الحربي في غريب الحديث‏:‏ قول ابن مسعود‏:‏ جردوا القرآن يحتمل وجهين‏:‏ أحدهما جردوه في التلأوة ولا تخلطوا به غيره‏.

والثاني جردوه في الخط من النقط والتعشير‏.

وقال البيهقي‏:‏ الأبين أنه أراد‏:‏ لا تخلطوا به غيره من الكتب لأن ما خلا القرآن من كتب الله إنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وليسوا بمأمونين عليها‏.

فرع أخرج ابن أبي دأود في كتاب المصاحف عن ابن عباس انه كره أخذ الأجرة على كتابة المصحف وأخرج مثله عن أيوب السختياني‏.

واخرج عن عمر وابن مسعود أنهما كرها بيع المصاحف وشراءها‏.

واخرج عن محمد بن سيرين أنه كره بيع المصاحف وشراءها وأن يستأجر على كتابتها‏.

واخرج عن مجاهد وابن المسيب والحسن أنهم قالوا‏:‏ لا بأس بالثلاثة‏.

وأخرج عن سعيد بن جبير أنه سئل عن بيع المصاحف فقال‏:‏ لا بأس إنما يأخذون أجور أيديهم‏.

وأخرج عن ابن الحنفية أنه سئل عن بيع المصحف قال‏:‏ لا بأس إنما تبيع الورق‏.

وأخرج عن عبد الله بن شقيق قال‏:‏ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشددون في بيع المصاحف‏.

وأخرج عن النخعي قال‏:‏ المصحف لا يباع ولا يورث‏.

وأخرج عن ابن المسيب أنه كره بيع المصاحف‏.

وقال‏:‏ أعن أخاك بالكتاب أو هب له‏.

وأخرج عن عطاء عن ابن عباس قال‏:‏ اشتر المصاحف ولا تبعها‏.

وأخرج عن مجاهد أنه نهى عن بيع المصاحف ورخص في شرائها‏.

وقد حصل من ذلك ثلاثة أقوال للسلف‏.

‏ثالثها كراهة البيع دون الشراء وهو أصح الأوجه عندنا كما صححه في شرح المهذب ونقله في زوائد الروضة عن نص الشافعي‏.

قال الرافعي‏:‏ وقد قيل إن الثمن متوجه إلى الدفتين لأن كلام الله لا يباع‏.

وقيل إنه بدل من أجرة النسخ أه‏.

وقد تقدم إسناد القولين إلى ابن الحنفية وابن جبير‏.

وفيه قول ثالث أنه بدل منهما معًا‏.

أخرج ابن أبي دأود عن الشعبي قال‏:‏ لا بأس ببيع المصاحف إنما يبيع الورق وعمل يديه‏.

فرع قال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام في القواعد‏:‏ القيام للمصحف بدعة لم تعهد في الصدر الأول‏.

والصواب ما قاله النووي في التبيان من استحباب ذلك لما فيه من التعظيم وعدم التهأون به‏.

فرع يستحب تقبيل المصحف لأن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يفعله وبالقياس على تقبيل الحجر ذكره بعضهم ولأنه هدية من الله تعالى فشرع تقبيله كما يستحب تقبيل الولد الصغير‏.

وعن احمد ثلاث روايات‏:‏ الجواز والاستحباب والتوقف‏.

وإن كان فيه رفعة وإكرام لأنه لا يدخله قياس ولهذا قال عمر في الحجر‏:‏ لولا أني رأيت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك‏.

فرع يستحب تطييب المصحف وجعله على كرسي ويحرم توسده لأن فيه إذلالًا وامتهانًا‏.

‏قال الزركشي‏:‏ وكذا مد الرجلين إليه‏.

‏وأخرج ابن أبي دأود في المصاحف عن سفيان أنه كره أن تعلق المصاحف وأخرج عن الضحاك قال‏:‏ لا تتخذوا للحديث كراسي ككراسي المصاحف‏.

فرع يجوز تحليته بالفضة إكرامًا له على الصحيح‏.

أخرج البيهقي عن الوليد بن مسلم قال‏:‏ سألت مالكًا عن تفضيض المصاحف فأخرج إلينا مصحفًا فقال‏:‏ حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان وأنهم فضضوا المصاحف على هذا ونحوه‏.

وأما بالذهب فالأصح جوازه للمرأة دون الرجل وخص بعضهم الجواز بنفس المصحف دون غلافه المنفصل عنه والأظهر التسوية‏.

فرع إذا احتيج إلى تعطيل بعض أو راق المصحف لبلاء ونحوه فلا يجوز وضعها في شق أو غيره لأنه قد يسقط ويوطأ ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم وفي ذلك إزراء بالمكتوب كذا قاله الحليمي‏.

قال‏:‏ وله غسلها بالماء‏.

وإن أحرقها بالنار فلا بأس أحرق عثمان مصاحف كان فيها آيات وقراءات منسوخة ولم ينكر عليه‏.

وذكر غيره أن الإحراق أو لى من الغسل لأن الغسالة قد تقع على الأرض وجزم القاضي حسين في تعليقه بامتناع الإحراق لأنه خلاف الاحترام والنووي بالكراهة‏.

وفي بعض كتب الحنيفة أن المصحف إذا بلى لا يحرق بل يحفر له في الأرض ويدفن وفيه وقفة لتعرضه للوطء بالأقدام‏.

فرع روى ابن أبي دأو د عن ابن المسيب قال‏:‏ لا يقول أحدكم مصيحف ولا مسيجد ما كان الله تعالى فهوعظيم‏.

فرع مذهبنا ومذهب جمهور العلماء تحريم مس المصحف للمحدث سواء كان أصغر أم أكبر لقوله تعالى لا يمسه إلا المطهرون وحديث الترمذي وغيره لا يمس القرآن إلا طاهر‏.

خاتمة روى ابن ماجه وغيره عن أنس مرفوعًا سبع يجري للعبد أجرهن بعد موته وهو في قبره‏:‏ من علم علمًا أو أجرى نهرًا أو حفر بئرًا أو غرس نخلًا أو بنى مسجدًا أو ترك ولدًا يستغفر له من بعد موته أو ورث مصحفًا‏.