الفصل الثاني العقل في نظر القرآن

تكلمنا في الفصل السابق باختصار على لغة القرآن، وذكرنا إن القرآن يستعين بلغتين في إبلاغ رسالته، وهما لغة الاستدلال المنطقي، ولغة الإحساس. ولكل من هاتين اللغتين مخاطبوها المختصون.فالاولى تخاطب العقل. والثانية تخاطب القلب. في هذا الفصل سوف نتناول بالبحث وجهة نظر القرآن في العقل.

علينا أن نعرف إن كان القرآن يعتبر العقل سندا، أو، كما يقول علماء الفقه والاصول، هل العقل حجة؟ أى إذا كان المكتشف حقا من مكتشفات العقل الصحيحة.

فهل ينبغي على البشر أن يحترموه وأن يعملوا بموجبه أم لا؟ فاذا عمل به وارتكب في ذلك أحيانا خطأ ما، فهل سيعذره الله على ذلك أم سيعاقبه؟ وإذا لم يعمل به، فهل سيعاقبه الله على عدم العمل به مع إن عقله قد حكم بذلك، أم لا؟