الهمزة
سورة الهمزة
مكية آياتها تسع (بسم الله الرحمن الرحيم ويل لكل همزة) قال: الذي يغمز الناس ويستحقر الفقراء وقوله (لمزة) الذي يلوي عنقه ورأسه ويغضب إذا رأى فقيرا أو سائلا (الذي جمع مالا وعدده) قال: أعده ووضعه (يحسب أن ماله أخلده) قال يحسب أن ماله يخلده ويبقيه ثم قال: (كلا لينبذن في الحطمة) والحطمة النار التي تحطم كل شئ ثم قال: (وما أدراك) يا محمد (ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على على الأفئدة) قال تلتهب على الفواد، قال أبو ذر رضي الله عنه بشر المتكبرين بكي في الصدور وسحب على الظهور (انها عليهم مؤصدة) قال مطبقة (في عمد (1) ممدة) قال إذا مدت العمد أكلت والله الجلود (كان والله الخلود ك×.
1- الذي جاء بالفيل ليهدم الكعبة هو أبرهة ملك اليمن من قبل النجاشي قال مقاتل بن سليمان السبب الذي جر أصحاب الفيل إلى مكة ان فئة من قريش خرجوا تجارا إلى ارض النجاشي فساروا حتى دنوا من ساحل البحر وفي حقف من أحقافها بيعة للنصارى تسميها قريش الهيكل ويسميها النجاشي وأهل ارضه " ماسر خشان " فنزل القوم فجمعوا حطبا ثم أججوا نارا واشتروا لحما فلما ارتحلوا تركوا النار كما هي في يوم عاصف فذهبت الرياح بالنار فاضطرم الهيكل نارا فغضب النجاشي لذلك فبعث أبرهة لهدم الكعبة، وكان معهم فيل واحد اسمه محمود وقيل ثمانية وقيل اثنا عشر فيلا وكان في العالم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وكانت الحجارة أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة، وقال عبد الله بن مسعود صاحت الطير فرمتهم بالحجارة فبعث الله ريحا فضربت الحجارة فزادتها شدة فما وقع منها حجر على رجل إلا خرج من الجانب الآخر فان وقع على رأسه خرج من دبره، وكان هذا من أعظم المعجزات القاهرات في ذلك الزمان أظهره الله ليدل على وجوب معرفته وفيه حجة قاصمة لظهور الفلاسفة الملحدين المنكرين للآيات الخارقة للعادات فإنه لا يمكن نسبة شئ مما ذكره الله تعالى من امر أصحاب الفيل إلى طبيعة كما نسبوا الصيحة والريح العقيم وغيرهما مما أهلك الله تعالى به الأمم، إذا لا يمكنهم ان يروا في اسرار الطبيعة إرسال جماعات من الطير معها أحجار لهلاك أقوام معينين قاصدات إياهم دون سواهم، ولا يشك من له مسكة من عقل ولب ان هذا لا يكون إلا من فعل الله مسبب الأسباب ومذلل الصعاب. وليس لاحد ان ينكر هذا لان نبينا صلى الله عليه وآله لما قرأ هذه السورة على أهل مكة لم ينكروا ذلك بل أقروا به وصدقوه مع شدة حرصهم على تكذيبه وكانوا قربي العهد بأصحاب الفيل فلو لم يكن لذلك عندهم حقيقة وأصل لأنكروه وجحدوه كيف وانهم قد أرخوا بذلك كما أرخوا ببناء الكعبة وقد أكثر الشعراء ذكر الفيل. (مجمع البيان) ج ز.