كويليام

كويليام(1)

"من الوجه العلمي، بصرف النظر عن انه كتاب موحى به، فالقرآن ابلغ كتاب في الشرق.. (وهو حافل بالمجازات السامية ملئ بالاستعارات الباهرة).."(2)

"احكام القرآن ليست مقتصرة على الفرائض الادبية والدينية.. انه القانون العام للعالم الاسلامي، وهو قانون شامل للقوانين المدنية والتجارية والحربية والقضائية والجزائية. ثم هو قانون ديني يدار على محوره كل امر من الامور الدينية الى امور الحياة الدنيوية، ومن حفظ النفس الى صحة الابدان، ومن حقوق الرعية الى حقوق كل فرد، ومن منفعة الانسان الذاتية الى منفعة الهيئة الاجتماعية، ومن الفضيلة الى الخطيئة، ومن القصاص في هذه الدنيا الى القصاص في الآخرة.. وعلى ذلك فالقران يختلف مادياً عن الكتب المسيحية المقدسة التي ليس فيها شئ من الاصول الدينية بل هي في الغالب مركبة من قصص وخرافات واختباط عظيم في الامور التعبدية.. وهي غير معقولة وعديمة التأثير"(3)

"لقد عثرت في (دائرة المعارف العامة) Popural Encycropedia : على نبذة نصها كما يأتي (إن لغة القرآن معتبرة بانها من افصح ما جاء في اللغة العربية فان ما فيه من محاسن الانشاء وجمال البراعة جعله باقياً بلا تقليد ودون مثيل. اما احكامه العقلية فانها نقية زكية اذا تأملها الانسان بعين البصيرة لعاش عيشة هنية).."(4)

"هذا القرآن الذي هو كتاب حكمة فمن اجال طرف اعتباره فيه وامعن النظر في بدائع اساليبه وما فيها من الاعجاز رآه وقد مر عليه من الزمان الف وثلاثمائة وعشرون سنة كانه مقول في هذا العصر اذ هو مع سهولته بليغ ممتنع ومع إيجاز مفيد للمرام بالتمام. وكما انه كان يرى مطابقاً للكلام في زمن ظهوره لهجة واسلوباً كذلك يرى موافقاً لاسلوب الكلام في كل زمن ولهجة، وكلما ترقّت صناعة الكتابة قدرت بلاغته وظهرت للعقول مزاياه. وبالجملة فان فصاحته وبلاغته قد اعجزت مصاقع البلغاء وحيرت فصحاء الاولين والآخرين. واذا اعطفنا النظر الى ما فيه من الاحكام وما اشتمل عليه من الحكم الجليلة نجده جامعاً لجميع ما يحتاجه البشر في حياته وكماله وتهذيب اخلاقه.. وكذا نراه ناهياً عما ثبت بالتجارب العديدة خسرانه وقبحه من الافعال ومساوئ الاخلاق.. وكم فيه ما عدا ذلك ايضاً ما يتعلق بسياسة المدن وعمارة الملك، وما يضمن للرعية الامن والدعة من الاحكام الجليلة التي ظهرت منافعها العظيمة بالفعل والتجربة فضلاً عن القول.."(5)

"ان من ضمن محاسن القرآن العديدة امرين واضحين جداً احدهما علامة الخشوع والوقار التي تشاهد دائماً على المسلمين عندما يتكلمون عن المولى ويشيرون اليه.. والثانى خلوّه من القصص والخرافات وذكر العيوب والسيآت والى آخره، والامر الذي يؤسف عليه كثيراً لوقوعه بكثرة فيما يسميه المسيحيون (العهد القديم).."(6)


(1)عبد الله كويليام Kwerem : مفكر انكليزي، ولد سنة 1856، واسلم سنة 1887، وتلقب باسم: (الشيخ عبد الله كويليام). من آثاره: (العقيدة الاسلامية)(1889)، و(احسن الاجوبة).

(2)العقيدة الاسلامية، ص 119 - 120.

(3)نفسه، ص 122 - 123.

(4)نفسه، ص 139 - 140.

(5)احسن الاجوبة، ص 23 - 26.

(6)العقيدة الاسلامية، ص 38.