المقدمة
لاشك أن القرآن نزل نجوماً وعلى التدريج، وأن آياته تتابعت طبق المناسبات والظروف التي كانت تمر بها رسالة الله في مسيرها الجهادي الظافر تحت قيادة الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله)، وقد لمحت إلى هذا النزول التدريجي للقرآن الآية الكريمة:
﴿وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً﴾(الأسراء106).
وقوله تعالى ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ (الفرقان32-33).
ومع ذلك فإن هناك نصوصاً قرآنية تشير إلى دفعيّة النّزول القرآني على ما يفهم من ظاهرها وذلك كما في الآيات المباركة التالية:
قال تعالى ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة185).
وقال تعالى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾(الدخان3).
وقال تعالى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾(القدر1).