- من هم الدَّهريَّة؟

من هم الدَّهريَّة؟

المسألة:

من هم الدَّهريَّة وما هي آراؤهم؟

الجواب:

الدّهريَّة هم من أشار إليهم وإلى عقيدتهم القرآن الكريم بقوله ﴿...مَا هِيَ إلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ...﴾(1).

وقد روى الشَّيخ الكليني في الكافي بسنده إلى أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (ع) قال قلت له أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عزَّ وجلّ؟ فقال (ع) الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه...، إلى أن قال (ع) فأمَّا كفر الجحود فهو الجحود بالرُّبوبيَّة، وهو قول مَن يقول لا ربّ ولا جنَّة ولا نار، وهو قول صنفين من الزَّنادقة يُقال لهم الدَّهريَّة وهمَّ الذين يقولون ﴿وَمَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ﴾ وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان على غير تثَبُّت ولا تحقيق(2).

معتقدات الدَّهريَّة ومنشأ التسمية:

ومنشأ تسميتهم بالدَّهريَّة هو دعواهم أنَّ الدهر هو المدبِّر للأمور وأنَّ الجالب للحوادث هو الدَّهر، وقد أشارت الآية لذلك ﴿وَمَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ﴾(3).

وقيل إنَّ منشأ تسميتهم بذلك هو دعواهم بقاء الدَّهر وأزليَّته وأنَّ الدهر دائرٌ لا أول له ولا آخر(4).

ومن أبرز اعتقاداتهم كما أفاد ذلك اليعقوبي في تاريخه أنَّه لا دين ولا ربَّ ولا رسول ولا كتاب ولا معاد ولا جزاء بخيرٍ ولا بِشرٍ، ولا ابتداء لشيء ولا انقضاء ولا حدوث ولا عطب، وإنَّما حدوث ما سُمّي حدثا تركيبهُ بعد الافتراق وعطبهُ تفريقه بعد الاجتماع(5).

ويقولون أنَّ كلّ ما في الكون هو بفعل الدَّهر، وأنَّه ما من خالق ومدبِّرٍ لهذا الكون سوى الدهر، وعليه فكلُّ مَن يعتقد بأنَّ نظام الكون وظواهره وقوانينه هي بفعل الطَّبيعة وليس ثّمَّة من إلهٍ خالق ومدبِّر لهذا الكون وواضعٍ لقوانينه فهو ممَّن تصحّ نسبته للدَّهريَّة.


1- سورة الجاثية آية رقم 24.

2- الكافي- الشيخ الكليني- ج2 ص389.

3- سورة الجاثية آية رقم 24.

4- الاحتجاج- الشيخ الطبرسي- ج1 ص20،16، بحار الأنوار- العلامة المجلسي- ج54 ص69، تاريخ اليعقوبي- اليعقوبي- ج1 ص149.

5- تاريخ اليعقوبي- اليعقوبي- ج1 ص149.