المقدمة

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على العالم بالقرآن ورسول الرحمان مولانا أبي القاسم محمّد بن عبد الله وعلى آله الكرام.

يعتبر القرآن الكريم المصدر الأوّل للشريعة الإسلاميّة الحقّة، وهو الكتاب الأوحد الّذي يعدّ قطعي السند، وواصل إلى الأمّة الإسلامية بالتواتر اللفظي، وما ذلك إلّا لشدّة عناية واهتمام المسلمين بكتابهم المقدّس. وقد برز شدّة الاهتمام بأن دأب علماء الأمّة على تفسير كلام الله سبحانه، فتعدّدت التفاسير، وتضافرت الاتجاهات، على مرّ القرون، فنلاحظ أطياف التفسير تختلف من قرن إلى قرن، ومن عالم إلى آخر، حتّى كاد الداخل المبتدئ في علم التفسير يضيع لكثرة اتجاهات ومناهج التفسير الموجودة، بينما يجد فيها العالِم الخبير أنساً ورونقاً وجمالاً وعزّاً لهذا الكتاب، فيجد فيها منهله، ويروي فيها عطشه.

من هنا كان هذا الكتاب "دراسات في مناهج التفسير" خطوة متقدّمة في مجال معارف الإسلام، يضعه مركز نون للتأليف والترجمة في جمعية المعارف الإسلاميّة الثقافيّة بين يدي روّاد المعرفة والحقيقة، حتّى يتسنّى لهم الدخول في علم التفسير بتؤودة ورفق، ويرشفوا من رحيق القرآن الكريم مختلفاً ألوانه، فإنّ ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفنى غرائبه، ولا تنقضي عجائبه، وعلى أمل أن يسدّ هذا السفر القيّم فراغاً في المكتبة العلميّة، ويملأ حاجة طلّاب المعرفة. وأن يتقبّل الله سبحانه منّا بأحسن القبول، ويعجّل فرج صاحب العصر والزمان، إنّه نعم المولى ونعم المأمول.

مركز نون للتأليف والترجمة