للمطالعة (علماؤنا أسوتنا)

يُنقل أنّه كان قد طرق سمع (ناصر الدين شاه) كلمات إطراء حول مؤلّف كتاب (المنظومة) في المنطق والحكمة، الحاج هادي السبزواريّ، فأحبّ أن يراه عن كثب، ولذلك عزم على السفر إلى خراسان - سفراً غير رسميّ - حتّى يتوفّق لرؤيته.

فلمّا وصل في طريقه إلى نيشابور، زاره فيها العلماء وشخصيّات البلد، ولم يكن فيما بينهم الحاج هادي السبزواريّ، فاضطرّ أن يذهب وحده إلى سبزوار علّه يحظى هناك بزيارته.

ولمّا وصلها توجّه إلى داره ودخل عليه بلا خبر مسبق، فرآه جالساً على حصير عاديّ في بيت متواضع، خالٍ من كلّ زخارف الحياة ومباهجها، فتعجّب من ذلك.

لكن زاد تعجّبه لمّا صار وقت تناول طعام الغداء، حيث جاء إليه خادمه بطبق فيه قرصان يابسان من الشعير، وقليل من الملح الجريش، ومقدار من اللبن الحامض، وملعقتان من خشب، ووضعه أمامهما.

عندها توجّه السبزواريّ إلى الملك وقال: تفضّل على اسم الله.