للمطالعة (ما تكلمت إلا بالقرآن)
للمطالعة
ما تكلّمَتْ إلّا بالقرآن
قال بعضهم: انقطعت في البادية عن القافلة فوجدت امرأة، فقلت لها: من أنت؟ فقالت ﴿وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾(1) فسلّمت عليها، فقلت: ما تصنعين ههنا؟ قالت: ﴿وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ﴾(2) فقلت: أمن الجنّ أنت أم من الإنس؟ قالت:﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ﴾(3) فقلت: من أين أقبلت؟ قالت: ﴿يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾(4) فقلت: أين تقصدين؟ قالت: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ﴾(5) فقلت: متى انقطعت؟ قالت: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾(6) فقلت: أتشتهين طعاماً؟ فقالت: ﴿وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ﴾(7). فأطعمتها، ثم قلت: هرولي ولا تعجلي، قالت: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾(8). فقلت: أردفك؟ فقالت: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾(9). فنزلت فأركبتها، فقالت: ﴿سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا﴾(10). فلما أدركنا القافلة قلت: ألك أحد فيها؟ قالت: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ﴾(11). ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ﴾(12). ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ﴾(13).
﴿يَا موسى إني أَنَا رَبُّكَ﴾(14). فصحت بهذه الأسماء، فإذا أنا بأربعة شباب متوجّهين نحوها، فقلت: من هؤلاء منك؟ قالت: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾(15). فلم أتوها قالت: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾(16). فكافوني بأشياء فقالت: ﴿وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء﴾(17). فزادوا عليّ، فسألتهم عنها.
فقالوا: هذه أمّنا فضّة جارية الزهراء عليها السلام ما تكلّمت منذ عشرين سنة إلّا بالقرآن(18).
1- سورة الزخرف، الآية: 89.
2- سورة الزمر، الآية: 37.
3- سورة الأعراف، الآية: 31.
4- سورة فصّلت، الآية: 44.
5- سورة آل عمران، الآية:97.
6- سورة ق، الآية: 38.
7- سورة الأنبياء، الآية: 8.
8- سورة البقرة، الآية: 286.
9- سورة الأنبياء، الآية: 22.
10- سورة الزخرف، الآية: 13.
11- سورة ص، الآية: 26.
12- سورة آل عمران، الآية: 144.
13- سورة مريم، الآية: 12.
14- سورة طه، الآيات: 11 ـ 13.
15- سورة الكهف، الآية: 46.
16- سورة القصص، الآية: 26.
17- سورة البقرة، الآية: 261.
18- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 43، ص 86 ? 87.