للمطالعة (دور القرآن في الحياة)

لا يقتصر دور القرآن الكريم على هداية الإنسان إلى طريق النجاة في الآخرة، بل دوره يرتبط بكافّة جوانب حياة الإنسان، فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع): "إنّ هذا القرآن هو الناصح الّذي لا يغشّ، والهادي الّذي لا يضلّ، والمحدّث الّذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى ونقصان من عمى، واعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على بلوائكم، فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والعمى والضلال.

اسألوا الله به وتوجّهوا إليه بحبّه، ولا تسألوا به خلقه؛ إنّه ما توجّه العباد إلى الله بمثله. واعلموا أنّه شافع مشفّع، وقائل مصدّق وأنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شُفّع فيه، ومن مَحِلَ به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فإنّه ينادي مناد يوم القيامة ألا إنّ كلّ حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله، غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته وأتباعه، واستدلّوه على ربّكم، واستنصحوه على أنفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه أهواءكم"(1).


1- نهج البلاغة، ج2، ص92.