للمطالعة (التطبيق)
إنّ من أراد أن يأخذ من القرآن الشريف الحظّ الوافر لا بدّ له من أن يطبّق كلّ آية شريفة على حالات نفسه حتّى يستفيد استفادة كاملة، مثلاً يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾(1).
فلا بدّ للسالك أن يلاحظ هذه الأوصاف الثلاثة؛ هل هي منطبقة عليه، وهل قلبه يخشع ويخاف إذا ذكر الله؟ وإذا تليت عليه الآيات الشريفة هل يزداد إيماناً في قلبه؟ وهل اعتماده وتوكّله على الله تعالى؟ أو أنّه محروم من ذلك؟
فإذا كان محروماً فليسعَ لتحصيل هذه الصفات، وهكذا كلّ آية يمرّ عليها يطبّقها خارجاً، فالقرآن كتاب تطبيق لا كتاب ترتيل فحسب.
فكما أنّ خلق الرسول كان القرآن، فينبغي عليك أن يكون خلقك القرآن.
1- سورة الأنفال، الآية: 2.