للمطالعة

قال تعالى: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا﴾(1).

ورد في سبب نزول الآية أن النبي (ص) نزل مع عدد من المسلمين أرض الحديبية وهم في طريقهم إلى مكة فسمعت قريش بذلك فبعثت بخالد بن الوليد على رأس زمرة من مئتي شخص لاعتراض طريق النبي (ص) والمسلمين الذين معه ومنعهم من الوصول إلى مكة، فاستقر خالد والذين رافقوه في الجبال القريبة من مكة. ولما كان موعد صلاة الظهر، أذن بلال، فصلى النبي (ص) بالمسلمين جماعة، فشاهد خالد بن الوليد صلاة المسلمين ففكر في خطة للهجوم على المسلمين، وأخبر جماعته أن يغتنموا فرصة أداء المسلمين لصلاة العصر التي يعتبرونها أعز عليهم من أعينهم، فيباغتونهم بهجوم خاطف وهم في الصلاة ويقضون عليهم. وفي هذه الأثناء نزلت الآية بحكم صلاة الخوف التي تصون المسلمين من كل هجوم خاطف. وهذه الآية إحدى معاجز القرآن الكريم حيث أخبرت عن وقوع هجوم قبل قيام العدو بتنفيذه وبذلك أفشلت خطة العدو(2).


1- النساء:102.

2- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ج 3 ص 424-425.