للمطالعة

إفشاء السر: وإذاعته، وهو أعم من كشف العيب، إذ السر قد يكون عيباً وقد لا يكون بعيب، ولكن في إفشائه إيذاء وإهانة بحق الأصدقاء أو غيرهم من المسلمين، وهو من رذائل قوة الغضب إن كان منشأه العداوة، ومن رذائل قوة الشهوة إن كان منشأه تصور نفع مالي، أو مجرد اهتزاز النفس بذلك لخباثتها، وهو مذموم منهي عنه قال رسول الله (ص): "إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت، فهي أمانة" وقال (ص): "الحديث بينكم أمانة". وورد: "إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك". وقال عبد الله بن سنان للصادق (ع): " عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ فقال: نعم ! قلت: يعني سفلته؟ قال: ليس حيث تذهب، إنما هو إذاعة سره ".

كتمان السر: ضد إفشاء السر كتمانه، وهو من الأفعال المحمودة، وقد أمر به في الأخبار. قال رسول الله (ص): "طوبى لعبد نومة، عرفه الله ولم يعرفه الناس، أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم تتجلى عنهم كل فتنة مظلمة ليسوا بالمذاييع البذر، ولا الجفاة المرائين". وقال أمير المؤمنين (ع): "قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله، ولا تكونوا عجلاً مذاييع. فإن خياركم الذين إذا نظر إليهم ذكر الله، وشراركم المشاؤن بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، المبتغون للبراء المعايب"(1).


1- ميزان الحكمة محمد الريشهري ج 2 ص 1283.