للمطالعة
ورد في كتاب بحار الأنوار:
(اعلم أن المتكبر عليه هو الله أو رسله أو ساير الخلق، فهو بهذه الجهة ثلاثة أقسام الأول التكبر على الله، وهو أفحش أنواعه ولا مثار له إلا الجهل المحض والطغيان، مثل ما كان لنمرود وفرعون. الثاني التكبر على الرسل والأوصياء(عليهم السلام) كقولهم: "أنؤمن لبشرين مثلنا" "ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون" "وقالوا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً" وهذا قريب من التكبر على الله عز وجل، وإن كان دونه، ولكنه تكبر عن قبول أمر الله. الثالث التكبر على العباد، وذلك بأن يستعظم نفسه، ويستحقر غيره فتأبى نفسه عن الانقياد لهم، وتدعوه إلى الترفع عليهم، فيزدريهم ويستصغرهم ويأنف عن مساواتهم، وهذا وإن كان دون الأول والثاني فهو أيضاًً عظيم من وجهين: أحدهما أن الكبر (والعزة والعظمة لا يليق إلا بالمالك القادر فأما العبد الضعيف الذليل المملوك العاجز الذي لا يقدر على شيء، فمن أين يليق به الكبر) فمهما تكبر العبد فقد نازع الله تعالى في صفة لا تليق إلا بجلاله، وإلى هذا المعنى الإشارة بقوله تعالى " العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمته " اي أنه خاص صفتي ولا يليق إلا بي، والمنازع فيه منازع في صفة من صفاتي، فإذا كان التكبر على عباده لا يليق إلا به، فمن تكبر على عباده فقد جنى عليه، والوجه الثاني أنه يدعو إلى مخالفة الله تعالى في أوامره، لأنَّ المتكبر إذا سمع الحق من عبد من عباد الله، استنكف عن قبوله... وذلك من أخلاق الكافرين والمنافقين، إذ وصفهم الله تعالى فقال: "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" وكذلك يحمل ذلك على الأنفة من قبول الوعظ كما قال تعالى: "وإذا قيلَ لهُ اتقِ الله أخذته العزة بالإثم"(1).
1- بحار الأنوار العلامة المجلسي ج 70 ص 194-196.