الدرس العاشر: جنّة الخُلد
يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ﴾(1).
تمهيد
إذا أردنا أن نتكلّم عن الجنّة لا بُدَّ أن يكون الكلام على صعيدين:
الأوّل: الكلام عن ضوابط وقواعد عامّة ثابتة ترتبط بمعنى السعادة الحقيقية.
الثاني: الكلام عن أوصاف تفصيلية لنِعَم أهل الجنّة الّتي ترجع إلى هذه الكليّات الّتي يُقتصر طبعاً فيها على النقل الّذي ورد في الكتاب العزيز وكلام الأنبياء النورانيّ وعلى رأسهم خاتمهم نبيّنا محمّد (ص) وآل بيته الأبرار عليهم السلام.
ولنتكلّم الآن في المبحث الأوّل، ونفرد للبحث الثاني كلاماً مستقلّاً فيما سيأتي إن شاء الله.
بيان معنى السعادة الحقيقية
-لا بُدَّ أوّلاً من ذكر مقدّمة مهمّة فطريّة، وهي من الحقائق الّتي ينبغي لكلِّ مؤمن أن يُدركها مع أنّه يستشعرها ويُصدّقها بمجرد تصوّرها، وهي:
إنّ كلّ إنسان يبحث في قرارة نفسه عن السعادة الحقيقية، ولكنّه قد يخطئها فيتوهّم بادئ الأمر أنّها في المحسوسات، وذلك لأنّه يبدأ بالإحساس باللذّة بوسيلة المحسوسات، ولكن بعد أن يُدرك ويقوم بسير باطنيّ عقليّ في طريق طلبه للحقيقة فإنّه سيشعر بأنّ اللذّات المحسوسة ليست هي السعادة الحقيقية بل هي لذّات عابرة منقطعة وربّما تركت بعد حصولها اكتئاباً وإحباطاً في نفس الشخص، ويذعن بأنّ السعادة الحقيقية تنبع من النفس ولا بُدَّ لها من مقوّمات يجمعها: الكمال المطلق وعدم النقصان في أيّ حاجة، والدوام من غير انقطاع ولا فقدان، والطمأنينة والأمن وعدم الخوف من أيّ شيء بما فيه خوف التصرُّم للنعم والانقطاع في زمن ما.
وإذا نظرت إلى الدنيا عرفت أنّ هذه المقوّمات للسعادة الحقيقية لا تتحقّق فيها، وبما أنّ الإنسان يطلبها فطريّاً فلا بُدَّ أن تكون "أي السعادة الحقيقية" متحقِّقة في صقعٍ آخر وعالم مختلف عن عالمنا الّذي نعيش فيه وهو الجنّة في الدار الآخرة.
فاللذّات في الجنّة تختلف عن لذّات الدنيا من حيثيات متعدِّدة، إذا التفتنا إليها وضممنا بعضها إلى بعض سيتولّد عندنا نعيم الجنّة الّذي لا يُمكن أن يكون في الدنيا لأنّه مخالف لمقتضى خلقتها ومدى قابليّتها له، حيث إنّها إذا اشتملت عليها انقلبت من حياة دنيوية إلى سنخٍ آخر من الحياة، وهو عكس الفرض.
فمنغِّصات الدنيا ترجع إلى فقدان الكمال في الأشياء:
فالجسد إذا فَقَدَ صحّته وكماله صار مريضاً.
والإنسان إذا افتقد ما يحتاجه في شؤونه كان فقيراً.
وإذا افتقد العلم كان جاهلاً.
وإذا افتقد نعمة "من ولدٍ أو مقام أو أيّ كمال وجوديّ" صار محبطاً متحسّراً حزيناً كئيباً.
وإذا كان في النعمة خاف فقدانها و زوالها، وخوف الفقدان بنفسه هو ألم يُباين السعادة.
وإذا نظر إلى نعمة الحياة وجد عمره فيها متصرّماً معدوداً منتقصاً يوماً بعد يومٍ وساعةً بعد ساعة.
فعلى افتراض أنّ الأمور اتّسقت له كلّها وهو فرض شبه محال فإنّ فكرة الموت والفناء ومفارقة النعيم الدنيويّ عندما تراوده تسلبه رقاده وتنغّص عليه معيشته.
فإذا أردّت أن تتصوّر الجنّة، إذاً فعليك أن تتصوّر حياة لا نقص فيها، ولا ألم، ولا خوف من الفقدان، ولا موت، ولا مرض، ولا فقر، ولا خوف على النفس من عدوٍّ أو خصمٍ، ولا حزن، ولا انقطاع، ولا كلل، ولا ملل، بل خلود في النعيم واللذّة الّتي لا
مقايسة بينها وبين لذّات الدنيا، بلا انقطاع، ولا اضمحلال، ولا نوع من أنواع النقص بأيّ نحو من الأنحاء، بل يتجدّد بحسب طلب الفرد وما يُريد ويشتهي، وزيادة دائمة "لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد".
وهذا بخلاف ما نجده في الدنيا: فإنّ الشخص فيها لا يجمع كلّ ما يُريد من كمالات، فهذا الفقدان يُحدث له الألم والبؤس والشقاء وفقدان السكن والاطمئنان.
والكمالات الّتي يستجمعها هي:
إمّا مشوبة بالمنغِّصات.
وإمّا في حدِّ ذاتها تتضمّن تقبُّل الاكتمال أكثر، فيكون النظر إلى الأرقى فيها تقليلاً من لذّتها.
وإن كانت مكتملة فإنّه يبقى يساوره قلق المحافظة عليها، والخوف من زوالها.
ولو فرض عدم وجود الخوف من زوالها، فإنّ الخوف من مفارقتها بالموت يكون هاجس المفكِّر العاقل..
وهذا ينطبق على المال.
وعلى الجاه والمقام.
وعلى نعمة الأولاد.
وعلى الصحة.
وعلى العمر.
بل على كلّ لذّة ونعمة.... بلا استثناء.
هذا غير فقدان الأمن على النفس من الكائدين والمنافرين والخصوم والأعداء...
فكيف يهنأ الإنسان بعد عيش هذه خواصّه وهذه صفاته، بالله عليك؟
بينما الحياة الهنيئة واللذّة الحقيقية غير المشوبة بأيّ ضرب من ضروب النقص، وخوف الزوال والانقطاع والفقدان، هي الحياة الحقيقية واللذّة الواقعية وهي لا تكون إلا في جنّة الله تعالى في الآخرة، يقول تعالى:﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون﴾(2)، والحيوان هي الحياة الحقيقية.
وأضف إلى ذلك أنّ كيفية وكمّية اللذّات في الجنان تختلف بما لا يُمكن إدراكه، عن الكمّ والكيف للذّات الدنيا، وهذا ما عبّر عنه النبيّ (ص): "بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.."
هذه الضوابط والكليات الّتي ينبغي أن تهتمّ بها أفكارنا في تكوين نظرتنا إلى الجنّة
وطبعاً ضمن هذه الكليات تجد الكثير من الروايات الشريفة تُبيّن مصاديق ونماذج معيّنة بما يتلاءم مع الفهم الضيّق للبشر في الحياة الدنيا، وغالباً ما تكون قاصرة عن التعبير الحقيقيّ، للقصور في القابل عن الفهم للعالم الآخر ما دمنا في هذا العالم الضيّق عالَم الطبيعة الّذي هو أضيق العوالم.
ولكن كلّ ما أشكل فهمه علينا نردّه إلى هذه الضوابط والأصول فينحلّ ما أبهم منه ولو بالتصوّر الإجماليّ.
وقد بيّن سيّدنا أمير المؤمنين (ع) هذه الضوابط بخطبةٍ له بليغة تبلغ المقاصد وتبيّن المطالب بأبلغ ما يصل إليه راغب ويطلبه طالب.
فتعالوا إلى هذا الكلام النورانيّ من الحضرة العلوّية الّذي يُبيّن فيه كلّيات السعادة الحقيقية الّتي موطنها الفارد الجنّة لا غير، قال (ع) في وصفه للجنّة:
"الجنّة الّتي أعدّها الله تعالى للمؤمنين خطّافة لأبصار الناظرين فيها درجات متفاضلات، ومنازل متعاليات، لا يبيد نعيمها ولا يضمحلّ حبورها ولا ينقطع سرورها ولا يظعن مقيمها ولا يهرم خالدها ولا يبؤس ساكنها، آمن سكّانها من الموت فلا يخافون، صفا لهم العيش، ودامت لهم النعمة في أنهارٍ من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه وأنهار من خمر لذّة للشاربين وأنهار من عسل مصفّى ولهم فيها من كلّ الثمرات ومغفرة من ربّهم. على فرش موزونة وأزواج مطهّرة وحور عين كأنّهن اللؤلؤ المكنون، وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة والملائكة يدخلون عليهم من كلّ باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار"(3).
من صفات الجنّة
-لا يبيد نعيمها، ولا يضمحّل حبورها، ولا ينقطع سرورها
الأمر الأوّل الّذي يُنغِّص على الإنسان سعادته في الدنيا الإبادة والاضمحلال والفقدان والانقطاع للنعيم. وهذا من أكبر المنغِّصات للسعادة، فالإنسان مهما كان وبأيّ نعيم حلّ ولو جمع كلّ لذّات الدنيا ماذا يفعل عندما يأتي أجله، وميعاد مفارقتها، كما ورد في الرواية "كان أشدّ لحسرته عند فراقها"، لذلك عبّر عن الموت "بهادم اللذّات".
وهذا في الجنّة لا وجود له فإنّ النعيم والحبور والسرور لا تصرّم لها ولا زوال ولا اضمحلال.
-ولا يظعن مقيمها
فالإنسان إذا كان مقيماً في قصر منيف عدّة أيّام فإنّه يكون في لذّة ولكن حينما يتذكّر أنّه سيتركه بعد أيّام فإنّه ستتنغّص لذّته، وعندما يأتي وقت إخراجه منه يكون يوم تأسّف وألم يذهب باللذّة الّتي حصّلها في الأيّام الخالية.
بينما في الجنّة لا يظعن المقيم أي لا يرتحل ولا يُفارق أبداً بل إقامته خالدة.
-ولا يهرم خالدها
والإنسان إذا بقي بقاءً طويلاً في الدنيا فإنّ هَرَمَه سينغّص عليه عمرَه ويُسئمُه الحياة كما عبّر بعضهم:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش *** ثمانين حولاً لا أب لك يسأم
والهرم بلوازمه يُفقد الحياة رونقها، والشهوات لذّتها..
وفي الجنّة بقاء وخلود بلا هرم وهذا من مقوِّمات السعادة الحقيقية.
- ولا يبؤس ساكنها وفي البحار/ج8/162 "لا ييأس ساكنها"
فلا بؤس ولا يأس في الجنّة، فإنّ البؤس وهو الشقاء يُباين اللذّة، وكذلك اليأس أو الملل يُخالف اللذّة والسعادة.
ونحن نجد أنّ في الدنيا ما من لذّة إلا ويشوبها البؤس واليأس والملل، ولذلك لا مقايسة للذّات الدنيا مع لذّات الآخرة في الجنّة.
-أمن سكّانها من الموت فلا يخافون
فالإنسان كما ذكرنا لو نال ما نال في الدنيا من نِعَم وكمالات بشتّى المجالات الّتي يتمنّاها فإنّ فكرة الموت بمجرّد أن تنتابه فإنّها ستسيطر على لبّه وتغلب على كيانه وتُفقده الأمن والسكينة والطمأنينة في حياته. وهذا الخوف؛ خوف فقدان النِّعَم، سيفقده السعادة..
هذا في الدنيا وأمّا في الآخرة في الجنّة فإنّ ساكنها سيكون آمناً من الموت ولا قلق عنده بل سكينة مطلقة وهذه، هي السعادة الحقيقية.
﴿وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ﴾(4).
ففي الجنّة سلام، والسلام من الملائكة، ومن ربٍّ كريم، وتحيّتهم في الجنّة سلام، وكلّ شيء فيها سلام، والسلام يقابل الشعور بعدم الأمن والقلق والخوف.
-قال ابن أبي الدنيا: حدّثني الحارث بن محمّد التميميّ عن شيخٍ، قال:
"مرّ الإسكندر بمدينةٍ قد ملكها أملاك سبعة وبادوا، فقال: هل بقي من نسل الأملاك الّذين ملكوا هذه الدنيا أحد؟ قالوا: نعم، رجل يكون في المقابر، فدعا به، فقال: ما دعاك إلى لزوم المقابر؟ قال: أردت أن أعزل عظام الملوك من عظام عبيدهم فوجدت عظامهم وعظام عبيدهم سواء. فقال له: فهل لك أن تتّبعني فأورثك شرف آبائك إن كانت لك همّة؟ قال: إنّ همّتي لعظيمة إن كانت بغيتي عندك، قال: وما بغيتك؟ قال: حياة لا موت فيها وشباب لا هرم معه وغنى لا فقر فيه وسرور بغير مكروه.
قال: لا، قال: فامضِ لشأنك ودعني أطلب ذلك ممّن هو عنده -عزّ وجلّ- ويملكه. قال الإسكندر: وهذا أحكم منّا"(5).
أبلغ البيان في وصف جنّة الرحمن
أروع ما يُمكن أن تسمع في وصف الجنّة بعد كلام الخالق تعالى هو من أمير المؤمنين (ع)، يقول (ع) كما في نهج البلاغة:
"فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدنيا من شهواتها ولذّاتها وزخارف مناظرها، ولذهلت بالفكر في اصطفاق أشجار غيّبت عروقها في كثبان المسك على سواحل أنهارها، وفي تعليق كبائس اللؤلؤ الرطب في عساليجها وأفنانها، وطلوع تلك الثمار مختلفة في غلف أكمامها. تحنى من غير تكلّف فتأتي على منية مجتنيها، ويطاف على نزّالها في أفنية قصورها بالأعسال المصفقة، والخمور المروقة. قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتّى حلّوا دار القرار، وأمنوا نقلة الاسفار. فلو شغلت قلبك أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة لزهقت نفسك شوقاً إليها، ولتحمّلت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالاً بها. جعلنا الله وإياكم ممّن سعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته"(6).
فما أروع وما أبلغ وأبدع هذا الوصف على اختصاره، فلو دقّقت بمضمونه وخاصّة في الفقرة الأخيرة، فإنّ الإمام (ع) يقول لو كان عندك يقين بالفعل ووجّهت قلبك وشغلته بهمِّ الوصول إلى ما أعدّ لك فيها لزهقت نفسك أي قضيت وخرجت روحك من بدنك شوقاً إلى نعيمها، ولاخترت مجاورة أهل القبور استعجالاً في نيلها والوصول إليها.
"فلو شغلت قلبك أيُّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة لزهقت نفسك شوقاً إليها، ولتحمّلت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالاً بها"ولزهدت نفسك في كلّ لذّات الدنيا ونعيمها.
"فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدنيا من شهواتها ولذّاتها وزخارف مناظرها"
هل نستطيع أن نتصوّر أنّ أنساناً ممكن أن يموت شوقاً للجنّة؟
نعم مع اليقين وشدّة الشوق قد يصل إنسان لذلك، كما روي عن همّام.
على أيّ حال هذا يحتاج إلى دعاء لاستنارة القلب بالبصيرة وإشراقات اليقين. وقد دعا الإمام (ع) ونحن ندعو بدعائه:
"جعلنا الله وإيّاكم ممّن سعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته".
ما السبب في زهد أهل الدنيا بالجنّة؟!
الإمام أمير المؤمنين (ع) يتعجّب من الإنسان الّذي يزهد بجنّة قد جعلها ربٌّ كريم ويُقبل على دنيا هي بمثابة جيفة.
تُرى ما السبب في ذلك؟!
يُبيّن (ع) أنّ السبب في ذلك هو العشق للدنيا، فإنّه الداء الوبيل الّذي إذا حلّ في قلب العبد جعل بصره سقيماً وسمعه سقيماً والشهوات فيها خرقت عقله ومزّقت إدراكاته السليمة الصائبة، وأماتت قلبه. والنتيجة: أنّه سوف لا يتّعظ بموعظة ولا ينزجر بزاجر بل سيكون عبداً للدنيا الّتي عشقها ولا يرى شيئاً ولا يسمع إلا منها وعنها ولا يُقدِّر إلا من يمتلك شيئاً من فتاتها. اسمع لكلامه النوراني (ع):
"سبحانك خالقاً ومعبوداً بحسن بلائك عند خلقك. خلقت داراً وجعلت فيها مأدبة مشرباً ومطعماً وأزواجاً وخدماً وقصوراً وأنهاراً وزروعاً وثماراً. ثمّ أرسلت داعياً يدعو إليها. فلا الداعي أجابوا، ولا فيما رغّبت رغبوا، ولا إلى ما شوّقت إليه اشتاقوا. أقبلوا على جيفة افتضحوا بأكلها، واصطلحوا على حبِّها، ومن عشق شيئاً أعشى بصره، وأمرض قلبه. فهو ينظر بعينٍ غير صحيحة، ويسمع بأذنٍ غير سميعة. قد خرقت الشهوات عقله، وأماتت الدنيا قلبه، وولهت عليها نفسه. فهو عبد لها، ولمن في يده شيء منها. حيثما زالت زال إليها وحيثما أقبلت أقبل عليها. ولا يزدجر من الله بزاجر، ولا يتّعظ منه بواعظ"..(7)
1- سورة النحل، الآية: 31.
2- سورة العنكبوت، الآية: 64.
3- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 75، ص 30.
4- سورة الرعد، الآيتان: 23ـ 24.
5- تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج 71، ص 355.
6- نهج البلاغة، خطب الإمام علي (ع)، ج 2، ص 75.
7- نهج البلاغة، خطب الإمام علي (ع)، ج 1، ص 211.