للمطالعة
-وفد أعرابيّ المدينة فسأل عن أكرم الناس بها، فَدُلَّ على الحسين (ع)، فدخل المسجد فوجده مصلياً فوقف بأزائه وأنشأ:
لم يخب الآن من رجاك *** ومن حرّك من دون بابك الحلقة
أنت جواد وأنت معتمد *** أبوك قد كان قاتل الفسقة
لولا الّذي كان من أوائلكم *** كانت علينا الجحيم منطبقة
قال: فسلّم الحسين (ع) وقال: "يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شيء"؟
قال: نعم، أربعة آلاف دينار.
فقال (ع): "هاتها قد جاء من هو أحقّ بها منّا"، ثمّ نزع برديه ولفّ الدنانير فيها وأخرج يده من شقّ الباب حياء من الأعرابيّ، وأنشأ:
خذها فإنّي إليك معتذر *** واعلم بأنّي عليك ذو شفقة
لو كان في سيرنا الغداة عصا *** أمست سماناً عليك مندفقة
لكنّ ريب الزمان ذو غير *** والكفّ منّي قليلة النفقة.
قال: فأخذها الأعرابيّ وبكى فقال (ع) له: "لعلّك استقللت ما أعطيناك".
قال: لا، ولكن كيف يأكل التراب جودك(1).
1- كلمات الإمام الحسين (ع)، الشيخ الشريفي، ص623.