المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على أشرف أنبيائه المرسلين محمّد بن عبد الله وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين، والتابعين لهم من المؤمنين، الّذين جعلوا القرآن لهم منارة هدى ومحجّة صلاح وتربية، ومسلكاً ومنهاجاً، يقول تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾(1).

وانطلاقاً من قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ﴾(2).

فقد دأب مركز نون للتأليف والترجمة، وطوال مسيرته التأليفيّة الهادفة، إلى اعتماد القرآن الكريم مستنداً أساساً في كلّ فكرة أو طرح يقدّمه، وقد كانت هذه السلسلة الثقافيّة الفصليّة باكورة هذه التآليف الهادفة، المنطلقة من القرآن والمتمسّكة بأهل البيت عليهم السلام كمرجع وعِدْل للقرآن لا ينفصل عنه.

وبعد كتاب "وموعظة للمتّقين" أردنا متابعة المسيرة التربويّة الّتي تعالج مواضيعَ هي محلّ ابتلاء في المجتمع، نجد أنفسنا في قبالها مكلّفين ببذل ما أمكن لمواجهتها وتصويب مسار الأفراد نحو البيئة الخُلُقيّة الصافية. ومن يراجع العناوين المطروحة في هذا الكتاب يجد فيها أموراً أمست اليوم حديث كلّ مؤمن اهتمّ بصلاح نفسه وعائلته ومجتمعه وبرضا ربّه, من العفّة والحياء إلى الحياة الزوجية، فالتربية للأبناء إلى التهجّد في الليل والإنفاق وغير ذلك.

ونحن حاولنا بما أمكن لهذا الكتاب أن يحويه، معالجة هذه الأمور الهامّة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا وجميع المؤمنين لما فيه الخير والصلاح والعافية، إنّه سميع مجيب.

مركز نون للتأليف والترجمة


1- سورة المائدة، الآية: 48.

2- سورة الاسراء، الآية: 89.