للمطالعة (شجرة تعبد يا إبليس؟!)
يروى أن رجلاً مرّ بشجرة تعبد من دون اللَّه تعالى، فأخذ فأسه وركب حماره، وتوجه نحو الشجرة ليقطعها، فلقيه إبليس في الطريق على صورة إنسان فقال: إلى أين؟
فقال الرجل: هناك شجرة تعبد من دون اللَّه تعالى فعاهدت اللَّه على أن أركب حماري واخذ بفأسي وأتوجه نحوها لأقطعها، فقال له إبليس: ما لك ولها، دعها، فلم يرجع فقال له إبليس: ارجع وأنا معطيك كل يوم أربعة دراهم فترفع طرف فراشك وتأخذها فقال له: أو تفعل ذلك؟
قال: نعم، ضمنت لك ذلك كل يوم، فرجع إلى منزله، فوجد ذلك المال تحت فراشه يومين أو ثلاثة، فلما أصبح بعد ذلك رفع طرف فراشه فلم ير شيئاً ثم جاء يوم اخر فلم ير شيئاً، فأخذ الفأس وركب الحمار، وتوجه نحو الشجرة، فلقيه إبليس على صورة إنسان فقال له: أين تريد؟
قال: شجرة تعبد من دون اللَّه تعالى أريد أن أقطعها، قال له إبليس: لا تطيق ذلك، أما أول مرة فكان خروجك من غضبك للَّه تعالى، فلو اجتمع أهل السماء والأرض ما ردّوك عنها، وأما الان فإنما خروجك من حيث لم تجد الدراهم، فإن قدمت لأدقّن عنقك(1).
1- الاداب والأخلاق، ص219.