للمطالعة (قد أجيبت الدعوة!)
نقل أن رجلاً رأى رسول اللَّه (ص) في منامه وهو يقول امضِ إلى فلان المجوسي وقل له: قد أجيبت الدعوة، فامتنع الرجل من تبليغ الرسالة لئلا يظن المجوسي أنه يتعرض له وكان الرجل في دنيا واسعة، فرأى الرجل رسول اللَّه (ص) ثانياً وثالثاً فأصبح فأتى المجوسي وقال له في خلوة من الناس: أتى رسول رسول اللَّه (ص) إليك وهو يقول لك: قد أجيبت الدعوة، فقال له: أتعرفني؟ قال: نعم. قال: فإني أنكر دين الإسلام ونبوة محمد (ص)، فقال: أنا أعرف هذا وهو الذي أرسلني إليك مرة ومرة ومرة.
فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه (ص) ودعا أهله وأصحابه... ثم قال لي: أتدري ما الدعوة؟ فقلت: لا واللَّه وإني أريد أن أسألك الساعة. فقال: لما زوجت ابنتي صنعت طعاماً ودعوت الناس فأجابوا وكان إلى جانبنا قوم أشراف فقراء لا مال لهم، فأمرت غلماني أن يبسطوا لي حصيراً في وسط الدار، فسمعت صبيةً لهم تقول لأمها: يا أماه لقد اذانا هذا المجوسي برائحة طعامه. قال: فأرسلت إليهن بطعام كثير، وكسوة ودنانير للجميع فلما نظروا إلى ذلك قالت الصبية للباقيات: واللّه ما نأكل حتى ندعو له فرفعن أيديهن وقلن: حشرك اللَّه مع جدنا رسول اللَّه (ص) وأمّن بعضهن، فتلك الدعوة التي أجيبت(1).
1- المواعظ العددية.