للمطالعة

الأشدّ عبادة:

عن سليمان بن معلّى بن خنيس، عن أبيه، قال: سأل أبو عبد اللَّه (ع) عن رجلٍ وأنا عنده فقيل له: أصابته الحاجة.

قال: فما يصنع اليوم؟

قيل: في البيت، يعبد ربّه.

قال: فمن أين قوته؟

قيل: من عند بعض إخوانه؟

فقال أبو عبد اللَّه (ع):

"واللَّه لَلَّذي يقوته أشدُّ عبادة منه"(1).

الرسول وثعلبة:

إنّ "ثعلبة بن خاطب" كان من الأنصار قال للنبي (ص): ادعُ اللّه أن يرزقني مالاً. فقال (ص):

"يا ثعلبة، قليل تؤدّي شكره خير من كثير لا تطيقه، أما لك في رسول اللّه أسوة حسنة؟ والذي نفسي بيده، لو أردتُ أن تسيرَ الجبال معي ذهباً وفضّةً لسارت".

ثم أتاه بعد ذلك، فقال: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يرزقني مالاً، والذي بعثك بالحق، لئن رزقني اللّه مالاً لأعطينَ كلّ ذي حقٍ حقّه.

فقال (ص):

"اللّهم ارزق ثعلبة مالاً".

قال: فاتّخذ غنماً، فنمت كما ينمو الدود. فضاقت عليه المدينة. فتنحّى عنها، فنزل وادياً من أوديتها، ثم كثرت نمواً حتى تباعدَ عن المدينة، فاشتغل بذلك عن الجمعة والجماعة، وبعث رسول اللَّه (ص) إليه المصدّق ليأخذ الصدقة، فأبى وبخل، وقال: ما هذه إلاّ أُخت الجزية، فقال رسول اللَّه (ص):

"يا ويح ثعلبة، يا ويح ثعلبة"(2).

العقل:

أثنى قوم بحضرة الرسول الأقدس (ص) على رجلٍ حتى ذكروا جميع خصال الخير.

فقال رسول اللَّه (ص):

"كيف عقل الرجل"؟

فقالوا: يا رسول اللَّه! نخبرك عنه باجتهاده في العبادة وأصناف الخير تسألنا عن عقله؟

فقال (ص):

"إنّ الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر وإنّما يرتفع العباد غداً في الدرجات وينالون الزُّلفى من ربهم على قدر عقولهم"(3).


1- الكافي، ج‏5، ص‏78.

2- مجمع البيان، ج‏5، ص‏53.

3- تحف العقول، ص‏66.