من سورة ص

﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾(28).

488- 1- قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا: عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ قال: نزلت هذه الآية في ثلاثة من المسلمين فهم المتقون الذين آمنوا وعملوا الصالحات وفي ثلاثة من المشركين فهم ر: هم المفسدون في الارض، فأما الثلاثة من المسلمين فعلي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة، وأما الثلاثة من المشركين فعتبة بن ربيعة وشيبة أخو عتبة. ب والوليد بن عتبة وهم الذين تبارزوا يوم بدر فقتل علي الوليد وقتل حمزة عتبة بن ربيعة وقتل عبيدة شيبة(1).

﴿وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ * إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴾(62 - 63 ? 64).

489- 2- فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى. ر. أ: قول الله عز ذكره: ﴿مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ﴾ قال: إياكم والله عنى ر: عنوا يا معشر الشيعة.

490- 3- فرات قال: حدثنا جعفر بن أحمد ب: محمد الاودي معنعنا: عن سماعة بن مهران قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام.أ ما حالكم عند الناس؟ قال: قلت: ما أحد أ: أجد أسوء حالا منا عندهم، نحن عندهم. أ، ب أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.

قال: لا والله لا يرى في النار منكم اثنان لا والله لا واحد وانكم الذين نزلت فيهم هذه الآية: ﴿وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ﴾(2).

491- 4- فرات قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا: عن سليمان الديلمي قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد أخذه النفس فلما أن أخذ مجلسه قال له أبوعبدالله عليه السلام. أ: يا أبا محمد ما هذا النفس العالي؟ قال: جعلت فداك يا ابن رسول الله كبرت! سني ورق ب: دق عظمي واقترب أجلي ولست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي.

فقال أبوعبدالله. أ، ب يا أبا محمد إنك لتقول هذا !؟ فقال: جعلت فداك وكيف لا أقول هذا فذكر كلاما ثم قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه.أ، ب إذ حكى قول عدوكم في النار. ر، خ: ﴿مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ * إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴾ والله ما أ: لا عنا بهذا ولا أراد غيركم إذ صرتم عند هذا العالم شرار الناس فأنتم والله في الجنة تحبرون وهم في النار يصلون(3).


1- 488.وأخرجه الحسكاني في الشواهد عن أبي عبدالله الشيرازي عن أبي بكر الجرجرائي عن أبي أحمد البصري عن محمد بن زكريا عن أيوب بن سليمان عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح...وهم المفسدون الفجار.

والباقي واحد تقريبا.

وأخرجه أيضا بسند آخر ومع بعض اختصار عن الحسن بن محمد بن عثمان عن يعقوب بن سفيان عن قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس.

وأخرج في معناه وباختصار عن ابن عباس ابن شهر آشوب في المناقب والحسكاني في الشواهد بأسانيد والحبري في مانزل ومحمد بن العباس في تأويل الآيات وابن عساكر كما في الدر المنثور.

وفي الباب روايات عن علي والصادق عليهما السلام.

في ر: فهم المتقين.

وفي ب: فهم المفسدين.

2- 490.وأخرج ثقة السلام الكليني في روضة الكافي ح 32 عن علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبدالله عن عثمان بن عيسى عن ميسر قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال: كيف أصحابك؟ فقلت: جعلت فداك نحن عندهم أشر من اليهود والنصاري والمجوس والذين أشركوا.

فقال: أما والله لا يدخل النار منكم اثنان لا والله ولا واحد، والله انكم الذين قال الله عزوجل: (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم..) ثم قال: طلبوكم والله في النار فما وجدوا منكم أحدا.أيضا: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن منصور بن يونس عن عيينة عن أبي عبدالله (ع) قال: إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا فيقول بعضهم لبعض: (مالنا...الابصار) قال: وذلك قول الله عزوجل (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا.

وأخرجه الشيخ الطوسي في أماليه عن الفحام باسناده قال: دخل سماعة بن مهران على الصادق (ع) فقال له: يا سماعة من شر الناس؟ قال: نحن يا ابن رسول الله.

فغضب حتى احمرت وجنتاه ثم استوى جالسا وكان متكئا فقال له: يا سماعة من شر الناس عند الناس؟ فقلت: والله ما كذبتك يا ابن رسول الله نحن شر الناس عند الناس لانهم سمونا كفارا ورافضة.

فنظر إلي ثم قال: كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة وسيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون: (مالنا..الاشرار) يا سماعة إن من أساء منكم إساء‌ة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفع، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات واكمدوا عدوكم بالورع، والله ما عنى ولا أراد غيركم، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وانتم والله في الجنة تحبرون وفي النار تطلبون.

وفي المناقب لابي جعفر القاضي و 165 عن احمد بن عبدان عن سهل بن سقير قال: كنت عند جعفر بن محمد جالسا وعنده عدة من أصحابه فقال: والله لا يرى في النار منكم ثلاثة لا والله ولا اثنين لا والله ولا واحد، ولقد طلبوكم في النار فما أصابوكم وذلك قول الله في كتابه (مالنا لا نرى رجالا..النار).

3- 491. تقدم في هامش الآية 69 / النساء ما يرتبط بهذا الحديث سندا ومتنا فراجع.

وفي الكافي وغيره وفي النار تطلبون.

وفي أفي نهاية الرواية التي هي نهاية السورة: صدق الله وصدق رسوله وصدق أولاده وفي ر: صدق الله.