تقديم الجنة على الناس

وعن تقديم كلمة: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ﴾ -وهي جمع الجن- على كلمة : ﴿النَّاسِ﴾ نقول: لعل ذلك بملاحظة أن الخناسية والوسواسية تتناسب مع الخفاء والاستتار، الذي يتمثل في الجن بصورة أظهر منه في الإنس، فإن الجن لا يحتاج إلى تكلف التخفي بحسب طبيعته، لأنه هو الذي أجن نفسه وأخفاها، فهو خفي بالنسبة للإنسان، والجنين يقال له: جنين؛ لأنه مخفي في داخل الرحم، وأجنّه أي أخفاه، فالذي يناسب الوسواسية والخناسية هو هذا المخلوق الذي له حالة الخفاء عن هذا الذي يريد أن يطغيه، أو أن يضلّه، أو أن يوسوس له بصورة عامة.