لماذا الحديث عن الأفراد

بالنسبة للنقطة الأولى نقول: "الجنة": جمع جن. وهذا يعني أنه تعالى لم يتحدث عن الجنس، وإنما تحدث عن الأفراد، باعتبار أن الوسوسة هي فعل اختياري لأفراد من الجن، وأفراد من الناس، تهدف إلى إضلال المهتدين. أو هي فعل يهدف لإيصال الشر إليهم. فيكون الضلال أحد أفراده، فالكلام إذن ليس عن جنس الجن وجنس الإنس، وإنما الكلام عن أفراد منهم يختارون طريق الضلال والإضلال للآخرين، عن سابق قصد وتخطيط لذلك، وبمبادرة منهم.

وليس الإضلال والخناسية والوسوسة من طبيعة الإنس ولا من طبيعة الجن، ولا توجد هذه الخصوصية في جنس الجن و جنس الإنس بصورة ذاتية، بل تنشأ الوسواسية والخناسية من سوء اختيار أفراد من هؤلاء، وأفراد من أولئك.