من شر الوسواس، لا من شر الوسوسة

ثم إنه تعالى لم يقل: من شر الوسوسة، وإنما قال: من شر الوسواس، فنسب الشر للفاعل، وهو الشخص الذي وصفه بالوسواس، لأجل الإشعار بعلة الشر، وبمصدره، وفاعله في آن واحد، فمرة تقول: اقتل زيداً، أو عمرواً، أو بكراً. ومرة تقول: اقتلوا القاتل، فإن القتل، وإن كان يقع على نفس الشخص، لكن عندما تحدثت عنه بوصف كونه قاتلاً؛ فإنك تكون قد ألمحت إلى أن علة حكمك عليه بالقتل هو كونه قاتلاً. وكذلك الحال في قوله تعالى: السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما.