لا بد من الحذر

ولن يستطيع الإنسان التخلص من هذا الكيد الشيطاني إلا بالمبادرة إلى وضع الموانع والعراقيل، من خلال الإلتزام بالتعاليم الإلهية، وأعمال القرب لله من صلاة، وصوم، وتسبيح، ودعـاء، ومراقبة حتى لا يستطيع الشيطان الإقتراب منه.

ولأجل أن الإنسان لا يصل إلى درجة الأنبياء والأوصياء الذين لديهم سيطرة كاملة على نفوسهم، بحيث لا يستطيع الشيطان أن يقترب منهم.. ولوجود حصون قوية، وموانع صعبة تكونت من خلال معرفتهم بحقائق ما يدعوهم إليه؛ فكرهتها نفوسهم الصافية، وأرواحهم الطاهرة وعافتها، ورفضتها عقولهم ونبذتها. وكان البديل عنها حب الله سبحانه وتعالى، وحب الخير، وحب الآخرة، نعم -من أجل ذلك كله? يتحتم على هذا الإنسان أن يتأسى بالأنبياء والأولياء، وأن لا يتراخى في أمر التحصين والصيانة لنفسه، فإن الشيطان يقترب إليه بمجرد غفلته وبعده عن الله سبحانه وتعالى، وسيحاول باستمرار أن يواصل زحفه نحوه بصورة خادعة وماكرة إلى أن يصل إلى قلبه، فيلقي فيه الأوهام والأضاليل.. فيتخيل هذا الإنسان الضعيف أنها بنات أفكاره هو فيتبنّاها، ويحرص عليها، ويحضنها، حتى تصبح جزءاً من مشاعره، وإشتياقاته، وانفعالاته، وأهوائه. ولا يلتفت إلى أن الشيطان هو الذي ألقاها في خاطره، وهـذا الشيطان يبقى مـع الإنسان في حياته كلها إلى يوم القيامة إلى أن يورده النار. ثم يقول له: ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن أمرتكم فاستجبتم لي.