إبليس وجنوده

إن لإبليس جنوداً يرسلهم على الناس، لإضلالهم وصدِّهم عن سبيل الله. وهو يستبدُّ بهم حتى يصل الأمر به إلى درجة الإحتناك لهم والجامهم ليقودهم حيث يشاء، قال تعالى: ﴿لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً﴾ (الإسراء/62) لكن لا بصورة جبرية، بل هي قيادة من موقع التزيين، والإيحاء، والخداع، الذي هو أول سقوط هذا الإنسان عن مراتب الكمال. حيث تستمر محاولات الشيطان حتى يصبح عقل الإنسان، وملكات الخير فيه ملجومة وغير قادرة على الحركة والتصرف. بل ربما يصل الأمر إلى درجة أن يجعله من جنوده، وما أكثرهم.

وخلاصة الأمر: إن الشيطان لا يوصل الشر والنقص إلى الإنسان بشكل مباشر، لكنه يحدث خاطراً في النفس ويجعل الأمر السيئ في دائرة خواطره ومشاعره، وذلك بصورة ذكية وخفية، حتى يخيّل إليه أنها من بنات أفكاره على طريقة أحلام اليقظة -إن صح التعبير- حتى إذا إستدرجه إلى فعل هذا الشر أنزله عن مراتب الكمال، فالشيطان لا يجبر الإنسان على السوء، وإنما يطرح له الفكرة ويزينها.