الربوبية والمحبة لا تحتم التدخل للحفظ

ولا يظنن أحد أن محبة الله سبحانه وتعالى لنا تعني لزوم التدخل منه تعالى للحفظ والرعاية تلقائياً، فإن سنّة الله سبحانه وتعالى قد جرت على تعريض عبده للابتلاء، ليكون أكثر صفاءً، وليجسّد فيه الاستحقاق للرعاية، ويدفعه للسعي نحو الكمال، ويرفع درجاته من خلال ذلك، وقد ابتليت آسية بنت مزاحم بفرعون، واختار الله مريم لهذه المهمة الصعبة والخطيرة. والأمثلة على ذلك كثيرة، والقول المأثور: إن اشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأوصياء، ثم الأمثل فالأمثل، معروف ومشهور.