قوله تعالى : ﴿بِرَبِّ النَّاسِ﴾

ثم إن الملاحظ هنا: أن أول ما ذكره الله تعالى من المعاني، والصفات، والحالات التي يلزم التوجه إليها، هو صفة الربوبية، فإن كلمة: (رب) تعني الجهة التي تهتم وتعتني بحفظ هذا الإنسان، وتحرص على أن يتنامى في صراط الكمال، فلا يعاني من عجز أو نقص، لا في معرفة، ولا في قدرة، ولا في أي أمر يوجب له الوهن والسقوط عن درجة التوازن والصلاح؛ لأن من يربيه إنما يهتم بما يصلحه ويرفع عنه عجزه وجهله وضعفه ونقصه، في مجالات الأخلاق والسلوك، والمميزات، وغيرها. وهو يقوم بعملية الرقابة، ويعمل على أن يسدّ الثغرات، وأن يدفع النقائص، ويستبدلها بالكمالات، ويبعد عن طريقه الأشواك، ويمنع عنه الإلتواءات والجفاف والأمراض. ولذا فإن أول كلمة جاء بها لتتعلق بها الاستعاذة هي كلمة "الرب.