قوله تعالى: ﴿أَعُوذُ﴾

أن يعوذ الإنسان من شيء هو أن يكون ثمة شيء يخاف منه، وهو عاجز عنه، فيعوذ بمن يدفع عنه غائلة ما يخاف منه، ويتقوى به على ما يعجز عنه.. إذن فمن يستعيذ له خصوصيتان: إحداهما : انـه عاجز، لا يملك القوة، وأنه يحتاج إلى غيره، والأخرى: أنه من وجهة نظر نفسية ليس على مستوى الكمال، بل هو يعاني من الخوف والوجل، والترقب. وذلك يعني انه يجهل بما تؤول إليه الأمور. ولولا ذلك لم يكن ثمة داع للخوف، هذا في غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أما الأنبياء أنفسهم فإن الإستعاذة تحقق مزيداً من الحصانة ومزيداً من القوة والرسوخ لهم في العصمة. ولا تستبطن نقصاً عن مستوى الكمال فيهم.