المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآلـه الطاهـرين. واللعـنة على أعـدائهم أجمعـين، إلـى قيـام يـوم الدين.

وبعد..

فإن ما تشتمل عليه هذه الصفحات اليسيرة، هو أفكار طرحت في عدة جلسات، عقدت في شهري ربيع الأول والثاني من هذا العام لبعض الإخوة الراغبين. وقد يروق للبعض أن يطلق عليها عنوان (تفسير سورة الناس) المباركة، وقـد كانت في الأصل مسجلة على أشرطة تسجيل، فتصدى الأخ الكريم، والموفق، والصديق الحميم، وفيق سعد (أبو دانيال) لاستخراجها؛ والاهتمام بشأنها، فجزاه الله خير جزاء العاملين المخلصين.. ثم أجريت عليها تعديلات في عباراتها أدخلتها في سياق اللغة الفصحى.

وحين مراجعتها حاولت أن لا أضيف عليها شيئاً، إن لم أقل: إنني حذفت منها ما لا حاجة إليه، غير أنني لم أوفق إلى تجريدها عن التكرار، ولا صيانتها عن الضعف في بعض تراكيبها. لأننا أحببنا أن لا تغيب عنها بالكلية مسحة الخطاب العفوي للناس، على أننا لو أردنا ذلك، فسنحتاج إلى كتابتها بمنهجية جديدة تخضعها إلى الضوابط المعتمدة في التصنيف والتأليف.

ومهما يكن من أمر، فإن خير ما أطلبه من القارئ الكريم هو أن يغض الطرف عما يجده فيها من قصور أو تقصير، وأن يتحفني بما يراه أوفق بالسياق القرآني، وأقرب إلى الفكرة التي حملتها لنا لغة هذا الكتاب السماوي الخالد.

كما أن أغلى وأسمى ما أتمناه هو التوفيق، والتسديد، والرشاد لكل العاملين المخلصين، وجميع القراء وغيرهم من المهتمين بالمعارف القرآنية، وقضايا الإيمان.. وإلى القارئ الكريم أتقدم بعذري، وله خالص حبِّي وشكري، والحمد لله، وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين.

جعفر مرتضى العاملي