الآيات 69-76

وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴿69﴾ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ﴿70﴾ قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ ﴿71﴾ قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ ﴿72﴾ قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴿73﴾ قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ ﴿74﴾ قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿75﴾ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴿76﴾

القراءة:

في الشواذ قراءة أبي رجاء صواع الملك بفتح الصاد وقراءة أبي عبد الله بن عوف صوع بضم الصاد بغير ألف وقراءة يحيى بن يعمر صوغ بفتح الصاد والغين معجمة وقراءة أبي هريرة ومجاهد بخلاف صاع الملك والقراءة المشهورة ﴿صواع الملك﴾ وقراءة الحسن من وعاء أخيه بضم الواو وقراءة سعيد بن جبير إعاء أخيه بالهمزة وقرأ يعقوب وسهل يرفع ويشاء بالياء والباقون بالنون وقرأ أهل الكوفة درجات بالتنوين والباقون بغير تنوين وفي الشواذ قراءة ابن مسعود فوق كل ذي عالم عليم.

الحجة:

الصواع والصاع والصوع واحد وهو مكيال وأما الصوع فمصدر وضع موضع اسم المفعول أي المصوع وهو مثل الخلق والصيد بمعنى المخلوق والمصيد ومن قرأ إعاء فأصله وعاء أبدلت الواو المكسورة همزة كما قالوا في وسادة إسادة وفي وجاح للستر أجاح ومن قرأ وعاء بالضم فإنه يكون لغة والهمزة فيه أقيس كما قالوا أعد في وعدوا وجوه في وجوه ومن قرأ ﴿درجات﴾ بالتنوين فإن من يكون في موضع نصب على معنى نرفع من نشاء درجات ومن قرأها بغير تنوين فإن من يكون في موضع جر بالإضافة وقال ابن جني إن قراءة من قرأ وفوق كل ذي عالم عليم يحتمل ثلاثة أوجه أحدها أن يكون من باب إضافة المسمى إلى الاسم أي وفوق كل شخص يسمى عالما أو يقال له عالم عليم مثل قول الكميت:

إليكم ذوي آل النبي تطلعت

نوازع من قلبي ظماء وألبب أي إليكم يا آل النبي أي يا أصحاب هذا الاسم الذي هو آل النبي وعليه قول الأعشى:

فكذبوها بما قالت فصبحهم

ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا

أي صبحهم الجيش الذي يقال له آل حسان والوجه الثاني أن يكون عالم مصدرا كالباطل وغيره والثالث أن يكون على مذهب من اعتقد زيادة ذي فكأنه قال وفوق كل عالم عليم.

اللغة:

يقال أوى إلى منزله يأوي أويا إذا صار إليه وآويته أنا إيواء والابتئاس الاغتمام واجتلاب البؤس والحزن والسقاية الإناء التي يسقى منها وهو من السقي وقيل السقاية والصواع واحد والأذان والتأذين واحد وهو النداء يسمع بالأذن ويقال أذنته بالشيء أي أعلمته وأذنته أكثرت إعلامه والعير القافلة من الحمير وقيل هو القافلة التي فيها الأجمال والأصل للحمير ثم كثر فسمي كل قافلة عيرا وقيل العير الإبل السائرة المركوبة والجمع عيران والحمل بالكسر لما انفصل وبالفتح لما اتصل وجمعه أحمال وحمول والزعيم والكفيل والضمين نظائر والزعيم أيضا القائم بأمر القوم وهو الرئيس قالت ليلى الأخيلية:

حتى إذا رفع اللواء رأيته

تحت اللواء على الخميس زعيما

الإعراب:

﴿تالله﴾ معناه والله إلا أن التاء تختص باسم الله لا يجوز تالرحمن وتربي وهو بدل من الواو كما أبدل من الواو في تراث وتجاه وتخمة ﴿قالوا جزاؤه من وجد في رحله﴾ ذكر في إعرابه وجهان (أحدهما) أن يكون ﴿جزاؤه﴾ مبتدأ و﴿من وجد في رحله﴾ الخبر ويكون المعنى جزاء السرق الإنسان الموجود في رحله السرق ويكون قوله ﴿فهو جزاؤه﴾ جملة أخرى ذكرت زيادة في الإبانة كما يقال جزاء السارق القطع فهو جزاؤه زيادة في البيان وعلى هذا تكون من موصولة ويكون تقديره استرقاق الذي وجد في رحله السرق فحذف المضاف (والآخر) أن يكون جزاؤه مبتدأ و﴿من وجد في رحله فهو جزاؤه﴾ جملة شرطية في موضع الخبر والعائد على المبتدأ الأول من الجملة الأولى ﴿جزاؤه﴾ من قوله ﴿فهو جزاؤه﴾ فكأنه قال فهو هو أي فهو الجزاء والإظهار هاهنا أحسن لئلا يقع في الكلام لبس قال الزجاج إن العرب إذا فخمت أمر الشيء جعلت العائدة إليه إعادة اللفظ بعينه وأنشد:

لا أرى الموت يسبق الموت شيء

نغص الموت ذا الغنى والفقيرا

وعلى هذا فيكون المعنى قالوا جزاء السرق إن وجد في رحل رجل منا فالموجود في رحله السرق جزاؤه استرقاق وقال صاحب الكشف تقديره جزاء المسروق من وجد في رحله أي إنسان وجد الصاع في رحله فمن نكرة وهو مبتدأ ثان وقوله ﴿وجد في رحله﴾ صفة لمن وقوله ﴿فهو جزاؤه﴾ خبر لمن والجملة خبر قوله ﴿جزاؤه﴾ والتقدير جزاؤه إنسان وجد في رحله الصاع فهو هو إلا أنه وضع الظاهر موضع المضمر قال وليس في التنزيل من نكرة إلا في هذا الموضع وموضع الكاف من ﴿كذلك كدنا﴾ نصب بأنه صفة مصدر محذوف وموضع ﴿أن يشاء الله﴾ نصب لما سقطت الباء أفضى الفعل إليها فنصب والتقدير إلا بمشيئة الله.

المعنى:

ثم أخبر سبحانه عن دخولهم عليه فقال ﴿ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه﴾ أي لما دخل أولاد يعقوب على يوسف ضم إليه أخاه من أبيه وأمه ابن يامين وأنزله معه عن الحسن وقتادة وقيل أنهم لما دخلوا عليه قالوا هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به فقال أحسنتم ثم أنزلهم وأكرمهم ثم أضافهم وقال ليجلس كل بني أم على مائدة فجلسوا فبقي ابن يامين قائما فردا فقال له يوسف ما لك لا تجلس قال إنك قلت ليجلس كل بني أم على مائدة وليس لي فيهم ابن أم فقال يوسف أ فما كان لك ابن أم قال بلى قال يوسف فما فعل قال زعم هؤلاء أن الذئب أكله قال فلما بلغ من حزنك عليه قال ولد لي أحد عشر ابنا كلهم اشتققت له اسما من اسمه فقال له يوسف أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده قال ابن يامين إن لي أبا صالحا وقد قال لي تزوج لعل الله يخرج منك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فقال له يوسف تعال فاجلس معي على مائدتي فقال إخوة يوسف لقد فضل الله يوسف وأخاه حتى أن الملك قد أجلسه معه على مائدته روي ذلك عن الصادق (عليه السلام) ﴿قال إني أنا أخوك﴾ أي أطلعه على أنه أخوه وقيل أنه قال أنا أخوك مكان أخيك الهالك ولم يعترف له بالنسبة ولم يطلعه على أنه أخوه ولكنه أراد أن يطيب نفسه ﴿فلا تبتئس بما كانوا يعملون﴾ أي فلا تسكن ولا تحزن لشيء سلف من إخوتك إليك عن وهب والسدي ﴿فلما جهزهم بجهازهم﴾ أي فلما أعطاهم ما جاءوا لطلبه من الميرة وكال لهم الطعام الذي جاءوا لأجله وجعل لكل منهم حمل بعير ويسمى حمل التاجر جهازا ﴿جعل السقاية في رحل أخيه﴾ معناه أمر حتى جعل الصاع في متاع أخيه وإنما أضاف الله تعالى ذلك إليه لوقوعه بأمره وقيل إن السقاية هي المشربة التي كان يشرب منها الملك ثم جعل صاعا في السنين الشداد القحاط يكال به الطعام وقيل كان من ذهب عن ابن زيد وروي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) وقيل كان من فضة وذهب عن ابن عباس والحسن وقيل كان من فضة مرصعة بالجواهر عن عكرمة ثم ارتحلوا وانطلقوا ﴿ثم أذن مؤذن﴾ أي نادى مناد مسمعا معلما ﴿أيتها العير﴾ أي القافلة والتقدير يا أهل العير وقيل كانت القافلة من الحمير عن مجاهد ﴿إنكم لسارقون﴾ قيل إنما قال ذلك بعض من فقد الصاع من قوم يوسف من غير أمره ولم يعلم بما أمر به يوسف من جعل الصاع في رحالهم عن الجبائي وقيل إن يوسف أمر المنادي بأن ينادي به ولم يرد به سرقة الصاع وإنما عنى به إنكم سرقتم يوسف عن أبيه وألقيتموه في الجب عن أبي مسلم وقيل إن الكلام يجوز أن يكون خارجا مخرج الاستفهام كأنه قال أ إنكم لسارقون فأسقط همزة الاستفهام كما في قول الشاعر:

كذبتك عينك أم رأيت بواسط

غلس الظلام من الرباب خيالا.

ويؤيده ما روى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال ما سرقوا ولا كذب ومتى قيل كيف جاز ليوسف (عليه السلام) أن يحزن والده وإخوته بهذا الصنيع ويجعلهم متهمين بالسرقة فالجواب إن الغرض فيه التسبب إلى احتباس أخيه عنده ويجوز أن يكون ذلك بأمر الله تعالى وروي أنه أعلم أخاه بذلك ليجعله طريقا إلى التمسك به وإذا كان إدخال هذا الحزن سببا مؤديا إلى إزالة غموم كثيرة عن الجميع ولا شك أنه يتعلق به المصلحة فقد ثبت جوازه فأما التعريض للتهمة بالسرقة فغير صحيح لأن وجود السقاية في رحله يحتمل أمورا كثيرة غير السرقة فعلى هذا من حمله على السرقة مع علمه بأنهم أولاد الأنبياء توجهت اللائمة عليه ﴿قالوا﴾ أي قال أصحاب العير ﴿وأقبلوا عليهم﴾ أي على أصحاب يوسف ﴿ما ذا تفقدون﴾ أي ما الذي فقدتموه من متاعكم ﴿قالوا نفقد صواع الملك﴾ أي صاعه وسقايته ﴿ولمن جاء به حمل بعير﴾ أي وقال المنادي من جاء بالصاع فله حمل بعير من الطعام ﴿وأنا به زعيم﴾ أي كفيل ضامن ﴿قالوا﴾ أي قال إخوة يوسف ﴿تالله لقد علمتم﴾ أيها القوم ﴿ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين﴾ قط وإنما أضافوا العلم إليهم بذلك مع أنهم لم يعلموه لأن معنى هذا القول إنكم قد ظهر لكم من حسن سيرتنا ومعاملتنا معكم مرة بعد أخرى ما تعلمون به أنه ليس من شأننا السرقة وقيل إنهم قالوا ذلك لأنهم ردوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم مخافة أن يكون قد وضع ذلك بغير إذن يوسف أي فإذا كنا تحرجنا عن هذا فقد علمتم أنا لا نسرق لأن من رد ما وجد لا يكون سارقا عن الكلبي وقيل إنهم لما دخلوا مصر وجدوهم قد شدوا أفواه دوابهم كي لا تتناول الحرث والزرع وفي هذا دلالة على أن ما فعله إخوة يوسف به إنما كان في حال الصغر وعدم كمال العقل لنفيهم عن أنفسهم الفساد الذي هو ضد الصلاح ﴿قالوا فما جزاؤه﴾ أي قال الذين نادوهم فما جزاء السرق ﴿إن كنتم كاذبين﴾ في قولكم إنا لم نسرق وظهرت السرقة وقيل معناه فما جزاء من سرق ﴿قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه﴾ أي قال إخوة يوسف جزاء السرق السارق وهو الإنسان الذي وجد المسروق في رحله وقد بينا تقديره فيما قبل ومعناه إن السنة في بني إسرائيل وعند الملك كان استرقاق السارق عن الحسن والسدي وابن إسحاق والجبائي وكان يسترق سنة وقيل كان حكم السارق في آل يعقوب أن يستخدم ويسترق على قدر سرقته وفي دين الملك الضرب والضمان عن الضحاك وقيل إن يوسف سألهم ما جزاء السارق عندكم فقالوا أن يؤخذ بسرقته ﴿كذلك نجزي الظالمين﴾ أي مثل ما ذكرنا من الجزاء نجزي السارقين يعني إذا سرق واسترق وقيل إن ذلك جواب يوسف (عليه السلام) لقول إخوته إن جزاء السارق استرقاقه ﴿فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه﴾ أي بدأ يوسف في التفتيش بأوعيتهم لإزالة التهمة ﴿ثم استخرجها﴾ يعني السقاية ﴿من وعاء أخيه﴾ وإنما بدأ بأوعيتهم لأنه لو بدأ بوعاء أخيه لعلموا أنه هو الذي جعلها فيه وإنما قال استخرجها لأنه أراد به السقاية وحيث قال ولمن جاء به أراد به الصاع وقيل إن الصاع يذكر ويؤنث قالوا فأقبلوا على ابن يامين وقالوا له فضحتنا وسودت وجوهنا متى أخذت هذا الصاع فقال وضع هذا الصاع في رحلي الذي وضع الدراهم في رحالكم ﴿كذلك كدنا ليوسف﴾ أي مثل ذلك الكيد أمرنا يوسف ليكيد بما يتهيأ له أن يحبس أخاه ليكون ذلك سببا لوصول خبره إلى أبيه أي ألهمنا يوسف هذا الكيد والحيلة فجازيناهم على كيدهم بيوسف أي كما فعلوا في الابتداء فعلنا بهم وقيل إن معنى كدنا صنعنا ليوسف عن ابن عباس وقيل ألهمنا عن الربيع وقيل دبرنا ليوسف بدلالة قوله ﴿وفوق كل ذي علم عليم﴾ على أنه سبحانه علم من صلاح هذا التدبير ما لم يعلمه غيره عن القتيبي ﴿ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله﴾ أي ما كان يمكنه أن يأخذ أخاه في حكم الملك وقضائه وأن يحبسه إذ لم يكن ذلك من حكم ملك مصر وأهله عن قتادة وقيل في دين الملك في سلطانه عن ابن عباس وقيل في عادته في جزاء من سرق أن يستعبد وقيل إنه كان عادلا ولو لا هذه الحيلة لما كان يمكنه من أخذ أخيه إلا أن يشاء الله أن يجعل ليوسف عذرا فيما فعل وقيل إلا أن يشاء الله أن يأمره بذلك لأنه كان لا يمكنه أن يقول هذا أخي وكان لا يمكنه حبسه من غير حيلة لأنه كان يكون فعله ظلما وكان من سنة آل يعقوب أن يسترق وفي حكم الملك وأهل مصر أن يضرب ويعزم وحبسه يوسف على قولهم والتزم حكمهم الذي جرى على لسانهم مبالغة في نفي السرقة عن أنفسهم وكان ذلك مراده وقد شاء الله لأنه بأمره عن الحسن وإنما سماه كيدا لأنه لو لا هذا السبب لم يتهيأ له أخذه والكيد ما يفعله فاعله ليوصل به إلى غيره ضررا من حيث لا يعلمه أو لينال منه شيئا من غير أن يعلمه ﴿نرفع درجات من نشاء﴾ بالعلم والنبوة كما رفعنا درجة يوسف على إخوته وقيل بالتقوى والتوفيق والعصمة والألطاف الجميلة ﴿وفوق كل ذي علم عليم﴾ يعني أن كل عالم فإن فوقه عالما أعلم منه حتى ينتهي إلى الله تعالى العالم بجميع المعلومات لذاته فيقف عليه ولا يتعداه وفي هذا دلالة على بطلان قول من يقول إن الله سبحانه عالم بعلم قديم لأنه لو كان كذلك لكان فوقه عليم على ما يقتضيه الظاهر.