الآيـة 207

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿207﴾

اللغة:

الشراء من الأضداد يقال شرى إذا باع وشرى إذا اشترى وقوله ﴿وشروه بثمن بخس دراهم معدودة﴾ أي باعوه والرضا ضد السخط وقد تقدم معنى الرؤوف.

الإعراب:

ابتغاء نصب لأنه مفعول له كقول الشاعر:

وأغفر عوراء الكريم ادخاره

وأعرض عن قول اللئيم تكرما.

النزول:

روى السدي عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب حين هرب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن المشركين إلى الغار ونام علي (عليه السلام) على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ونزلت الآية بين مكة والمدينة وروي أنه لما نام على فراشه قام جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرائيل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة وقال عكرمة نزلت في أبي ذر الغفاري جندب بن السكن وصهيب بن سنان لأن أهل أبي ذر أخذوا أبا ذر فانفلت منهم فقدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فلما رجع مهاجرا أعرضوا عنه فانفلت حتى نزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأما صهيب فإنه أخذه المشركون من أهله فافتدى منهم بماله ثم خرج مهاجرا وروي عن علي وابن عباس أن المراد بالآية الرجل الذي يقتل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال قتادة نزلت في المهاجرين والأنصار وقال الحسن هي عامة في كل مجاهد في سبيل الله.

المعنى:

ثم عاد سبحانه إلى وصف المؤمن الآمر بالمعروف في قوله وإذا قيل له اتق الله لأن هذا القائل أمر بالخير والمعروف فقال ﴿ومن الناس من يشري﴾ أي يبيع نفسه ﴿ابتغاء مرضاة الله﴾ أي لابتغاء رضاء الله وإنما أطلق عليه اسم البيع لأنه إنما فعل ما فعل لطلب رضاء الله كما أن البائع يطلب الثمن بالبيع ﴿والله رءوف بالعباد﴾ أي واسع الرحمة بعبيده ينيلهم ما حاولوه من مرضاته وثوابه.