الآيـة 110

وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿110﴾

الإعراب:

ما اسم للشرط في موضع رفع بالابتداء وتقدموا شرط ﴿من خير﴾ من مزيدة والجار والمجرور مفعول تقدموا وتجدوه مجزوم لأنه جزاء وعلامة الجزم في الشرط والجزاء سقوط النون ومعنى حرف الشرط الذي تضمنه ما مع الشرط والجزاء في محل الرفع لأنه خبر المبتدأ وما في قوله ﴿بما تعملون﴾ اسم موصول أو حرف موصول والموصول والصلة في موضع جر بالباء والباء متعلق ببصير الذي هو خبر إن.

المعنى:

لما أمر الله سبحانه المؤمنين بالصفح عن الكفار والتجاوز علم أنه يشق عليهم ذلك مع شدة عداوة اليهود وغيرهم لهم فأمرهم بالاستعانة على ذلك بالصلاة والزكاة فإن في ذلك معونة لهم على الصبر مع ما يحوزون بهما من الثواب والأجر كما قال في موضع آخر واستعينوا بالصبر والصلوة وقوله ﴿وما تقدموا لأنفسكم من خير﴾ أي من طاعة وإحسان وعمل صالح ﴿تجدوه عند الله﴾ أي تجدوا ثوابه معدا لكم عند الله وقيل معناه تجدوه مكتوبا محفوظا عند الله ليجازيكم به وفي هذه الآية دلالة على أن ثواب الخيرات والطاعات لا يضيع ولا يبطل ولا يحبط لأنه إذا أحبط لا تجدونه وقوله ﴿إن الله بما تعملون بصير﴾ أي لا يخفى عليه شيء من أعمالكم سيجازيكم على الإحسان بما تستحقونه من الثواب وعلى الإساءة بما تستحقونه من العقاب فاعملوا عمل من يستيقن أنه يجازيه على ذلك من لا يخفى عليه شيء من عمله وفي هذا دلالة على الوعد والوعيد والأمر والزجر وإن كان خبرا عن غير ذلك في اللفظ.