الآيـة 107

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴿107﴾

اللغة:

الولي هو القائم بالأمر ومنه ولي عهد المسلمين ودون الله سوى الله قال أمية بن أبي الصلت:

يا نفس ما لك دون الله من واق

وما على حدثان الدهر من باق والنصير الناصر وهو المؤيد والمقوي.

الإعراب والمعنى:

﴿ألم تعلم﴾ استفهام تقرير وتثبيت ويؤول في المعنى إلى الإيجاب فكأنه يقول قد علمت حقيقة كما قال جرير:

ألستم خير من ركب المطايا

وأندى العالمين بطون راح فلهذا خاطب به النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقيل إن الآية وإن كانت خطابا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فالمراد به أمته كقوله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ومثله قول الكميت في مدح النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم):

لج بتفضيلك اللسان ولو

أكثر فيك الضجاج واللجب

وقيل أفرطت بل قصدت ولو

عنفني القائلون أو ثلبوا

أنت المصفى المهذب المحض

في النسبة إن نص قومك النسب فأخرج كلامه مخرج الخطاب للنبي (صلى الله علي هوآله وسلّم) وأراد به أهل بيته لأن أحدا من المسلمين لا يعنف مادح النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولا يكثر الضجاج واللجب في إطناب القول فيه فكأنه قال أ لم تعلم أيها الإنسان ﴿أن الله له ملك السماوات والأرض﴾ لأنه خلقهما وما فيهما وقوله ﴿وما لكم من﴾ قال إن الآية خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال أتي بضمير الجمع في الخطاب تفخيما لأمره وتعظيما لقدره ومن قال هي خطاب له وللمؤمنين أو لهم خاصة فالمعنى ألم تعلموا ما لكم أيها الناس ﴿من دون الله﴾ أي سوى الله ﴿من ولي﴾ يقوم بأمركم ﴿و لا نصير﴾ ناصر ينصركم.