الآية- 55

وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿55﴾

القراءة:

قرأ أهل المدينة ﴿ولتستبين﴾ بالتاء سبيل بالنصب وقرأ أهل الكوفة غير حفص وليستبين بالياء ﴿سبيل﴾ بالرفع وقرأ زيد عن يعقوب وليستبين بالياء سبيل بالنصب وقرأ الباقون ﴿ولتستبين﴾ بالتاء ﴿سبيل﴾ بالرفع.

الحجة:

من قرأ ﴿لتستبين﴾ بالتاء ﴿سبيل﴾ رفعا جعل السبيل فاعلا وأنثه كما في قوله قل هذه سبيلي قال سيبويه استبان الشيء واستبنته ومن قرأ ﴿ولتستبين﴾ بالتاء سبيل نصبا ففي الفعل ضمير المخاطب وسبيل مفعوله وهو على قولك استبنت الشيء ومن قرأ بالياء ﴿سبيل﴾ رفعا فالفعل مسند إلى السبيل إلا أنه ذكر كما في قوله سبحانه يتخذوه سبيلا والمعنى وليستبين سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين فحذف لأن ذكر إحدى السبيلين يدل على الآخر ومثله سرابيل تقيكم الحر ولم يذكر البرد لدلالة الحر عليه ومن قرأ بالياء ونصب اللام فتقديره وليستبين السائل سبيل المجرمين.

الإعراب:

﴿كذلك﴾ الكاف في موضع نصب بأنه مفعول نفصل وذلك مجرور الموضع بإضافة الكاف إليه ويسأل ما المشبه وما المشبه به في قوله ﴿وكذلك﴾ وفيه جوابان (أحدهما) التفصيل الذي تقدم في صفة المهتدين وصفة الضالين شبه بتفصيل الدلائل على الحق من الباطل في صفة غيرهم من كل مخالف للحق (والثاني) أن المعنى كما فصلنا ما تقدم من الآيات لكم نفصله لغيركم.

المعنى:

ثم عطف سبحانه على الآيات التي احتج بها على مشركي مكة وغيرهم فقال ﴿وكذلك﴾ أي كما قدمناه من الدلالات على التوحيد والنبوة والقضاء ﴿نفصل الآيات﴾ وهي الحجج والدلالات أي نميزها ونبينها ونشرحها على صحة قولكم وبطلان ما يقوله هؤلاء الكفار ﴿ولتستبين سبيل المجرمين﴾ بالرفع أي ليظهر طريق من عاند بعد البيان إذا ذهب عن فهم ذلك بالإعراض عنه لمن أراد التفهم لذلك من المؤمنين ليجانبوها ويسلكوا غيرها وبالنصب ليعرف السامع أو السائل أو التعرف أنت يا محمد سبيلهم وسبيلهم يريد به ما هم عليه من الكفر والعناد والإقدام على المعاصي والجرائم المؤدية إلى النار وقيل إن المراد بسبيلهم ما عاجلهم الله به من الإذلال واللعن والبراءة منهم والأمر بالقتل والسبي ونحو ذلك والواو في ﴿ولتستبين﴾ للعطف على مضمر محذوف والتقدير لتفهموا ولتستبين سبيل المجرمين والمؤمنين وجاز الحذف لأن فيما أبقي دليلا على ما ألقى.