الآيـة 13

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ ﴿13﴾

القراءة:

﴿السفهاء﴾ إلا أهل الكوفة وابن عامر حققوا الهمزتين وأهل الحجاز وأبو عمرو همزوا الأولى ولينوا الثانية وكذا كل همزتين مختلفتين من كلمتين وقد ذكرنا الوجه فيها حيث ذكرنا اجتماع الهمزتين في كلمة واحدة وهو قوله : ﴿أنذرتهم﴾.

اللغة:

السفهاء جمع سفيه والسفيه الضعيف الرأي الجاهل القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار ولذلك سمى الله الصبيان والنساء سفهاء بقوله ﴿ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما﴾ وقال قطرب السفيه العجول الظلوم القائل خلاف الحق و قال مؤرج السفيه الكذاب البهات المتعمد بخلاف ما يعلم وقيل السفه خفة الحلم وكثرة الجهل يقال ثوب سفيه إذا كان رقيقا باليا وسفهته الرياح أي طيرته وقد جاء في الأخبار أن شارب الخمر سفيه والألف واللام في الناس وفي السفهاء للعهد لا للجنس والمراد بهم المؤمنون من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وإنما سموا الناس لأن الغلبة كانت لهم.

الإعراب:

قوله ﴿كما آمن﴾ الكاف في موضع نصب بكونه صفة لمصدر محذوف وما مع صلته بمعنى المصدر أي آمنوا إيمانا مثل إيمان الناس فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه والهمزة في أنؤمن للإنكار وأصلها الاستفهام ومثله أنطعم من لو يشاء الله أطعمه وإذا ظرف لقوله ﴿قالوا أ نؤمن﴾ وقد مضى الكلام فيه.

المعنى:

المراد بالآية وإذا قيل للمنافقين صدقوا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وما أنزل عليه كما صدقه أصحابه وقيل كما صدق عبد الله بن سلام ومن آمن معه من اليهود قالوا أ نصدق كما صدق الجهال ثم كذبهم الله تعالى وحكم عليهم بأنهم هم الجهال في الحقيقة لأن الجاهل إنما يسمى سفيها لأنه يضيع من حيث يرى أنه يحفظ فكذلك المنافق يعصي ربه من حيث يظن أنه يطيعه ويكفر به من حيث يظن أنه يؤمن به.