سُورَة الأعلى
مَكيَّة
وَعَدَدُ آيَآتِهَا تِسع عَشرَة آية
"سورة الأعلى"
محتوى السّورة
تحتوي السّورة على قسمين من المواضيع:
القسم الأوّل: يحوي خطاباً إلى النبيّ (ص)، يأمره الباري سبحانه فيه بالتسبيح وأداء الرسالة، ثمّ ذكر سبعاً من صفات اللّه عزّوجلّ، لها صلة ربط بالأمر الرّباني إلى النبيّ الأكرم (ص).
القسم الثّاني: يتحدث عن المؤمنين الخاشعين، والكافرين الأشقياء، ويتناول باختصار العوامل التي تؤدي إلى كل من السعادة والشقاء الحقّ.
وفي آخر السّورة، يأتي التأكيد على أنّ ما جاء في هذه السّورة ليس هو حديث القرآن الكريم فقط، بل وتناولته كتب وصحف الأولين أيضاً، كصحف إبراهيم وموسى (عليهما السلام).
فضيلة السّورة:
روي عن النبيّ الأكرم (ص)، أنّه قال: "مَن قرأها أعطاه اللّه عشر حسنات بعدد كلّ حرف أنزل اللّه على إبراهيم وموسى ومحمّد (ع) " (1).
وروي عن الإمام الصادق (ع) أيضاً، أنّه قال: "مَن قرأ (سبح اسم ربّك الأعلى) في فرائضه أو نوافله قيل له يوم القيامة اُدخل الجنّة من أيّ أبواب الجنّة شئت إن شاء اللّه" (2).
وورد في روايات عديدة: إنّ النبيّ (ص) أو أئمّة أهل البيت (ع)، كانوا إذا قرأوا (سبح اسم ربّك الأعلى)، قالوا: "سبحان ربّي الأعلى" (3).
وروي عن أحد أصحاب أمير المؤمنين (ع)، إنّه قال: صليت خلفه عشرين ليلة، وليس يقرأ إلاّ (سبح اسم ربّك الأعلى)، وقال: "لو تعلمون ما فيها لقرأها الرجل كلّ يوم عشرين مرّة، وأنّ مَن قرأها فكأنّما قرأ صحف موسى وإبراهيم الذي وفى" (4).
وخلاصة القول:
فيبدو أنّ السّورة من الأهمية بحيث: "كان رسول اللّه (ص) يحب هذه السّورة: (سبح اسم ربّك الأعلى) " كما روي عن الإمام علي (ع) (5).
وقد اختلف في مكان نزول الآية، فمع أنّ المشهور، نزولها في مكّة، لكنّ ثمّة من يقول بنزولها في المدينة.
ويرجح العلاّمة الطباطبائي (قدس سره) أن يكون قسمها الأوّل مكّيّاً والآخر مدنياً، فيقول: وسياق الآيات في صدر السّورة سياق مكّي، وأمّا ذيلها، أعني قوله: (قد أفلح مَن تزكّى) الخ فقد ورد في طرق أئمّة أهل البيت (ع)، وأنّ المراد به "زكاة الفطرة" و"صلاة العيد"، ومن المعلوم أنّ الصوم وما يتبعه من زكاة الفطرة وصلاة العيد إنّما شرّعت بالمدينة بعد الهجرة (6).
ويحتمل أيضاً أنّ الأمر بالصلاة العيد والزكاة الواردين في آخر السّورة، هما أمران عامان، وما صلاة وزكاة الفطرة إلاّ مصداقان لهما، والتّفسير بالمصداق كثير في روايات أهل البيت (ع).
وعليه... فلا يبعد أن تكون السّورة كلّها مكّية كما هو المشهور، بقرينة انسجام مقاطع الآيات الاُولى منها والأخيرة أيضاً.
ويصعب اعتبار كون بعضها مكّي والآخر مدني، خصوصاً وأنّ الرّوايات تذكر، بأنّ كلّ مجموعة من المسلمين حينما يصلون المدينة، كانوا يقرأون هذه السّورة لأهل المدينة (7).
فمن المستبعد أن يقرأ صدر السّورة في مكّة، ومن ثمّ ينزل ذيلها في المدينة.
1- نور الثقلين، ج5، ص553.
2- المصدر السابق.
3- نور الثقلين، ج5، ص 544.
4- المصدر السابق.
5- مجمع البيان، ج10، ص 472.
6- تفسير الميزان، ج20، ص386.
7- للتفصيل - راجع الدر المنثور، ج6، ص337.