سُورَة القَلَم
مكيّة وعَدَدُ آيَاتِها إثنتان وخمسُون آية
"سورة القلم"
ملاحظة
بالرغم من أنّ بعض المفسّرين شكّك في كون السورة بأجمعها نزلت في مكّة، إلاّ أنّ نسق السورة ومحتوى آياتها ينسجم تماماً مع السور المكيّة، لأنّ المحور الأساسي فيها يدور حول مسألة نبوّة رسول الإسلام (ص) ومواجهة الأعداء الذين كانوا ينعتونه بالجنون وغيره، والتأكيد على الصبر والإستقامة وتحدّي الصعاب، وإنذار وتهديد المخالفين لهذه الدعوة المباركة بالعذاب الأليم.
وبشكل عامّ يمكن تلخيص مباحث هذه السورة بسبعة أقسام:
1 - في البداية تستعرض السورة بعض الصفات الخاصّة لرسول الإنسانية محمّد (ص) وخصوصاً أخلاقه البارّة السامية الرفيعة، ولتأكيد هذا الأمر يقسِمُ الباريء عزّوجلّ في هذا الصدد.
2 - ثمّ تتعرّض بعض الآيات الواردة في هذه السورة إلى قسم من الصفات السيّئة والأخلاق الذميمة لأعدائه.
3 - كما يبيّن قسم آخر من الآيات الشريفة قصّة (أصحاب الجنّة) والتي هي بمثابة توجيه إنذار وتهديد للسالكين طريق العناد من المشركين.
4 - وفي قسم آخر من السورة ذكرت عدّة اُمور حول القيامة والعذاب الأليم للكفّار في ذلك اليوم.
5 - كما جاء في آيات اُخرى جملة إنذارات وتهديدات للمشركين.
6 - ونلاحظ في آيات اُخرى من السورة الأمر الإلهي للرسول العظيم محمّد(ص) بأن يواجه الأعداء بصبر وإستقامة وقوّة وصلابة.
7 - وأخيراً تختتم السورة موضوعاتها بحديث حول عظمة القرآن الكريم، وطبيعة المؤامرات التي كان يحوكها الأعداء ضدّ الرّسول محمّد (ص).
إنتخاب (القلم) اسماً لهذه السورة المباركة، كان بلحاظ ما ورد في أوّل آية منها، وذكر البعض الآخر أنّ اسمها (ن).
ويستفاد من بعض الروايات التي وردت في فضيلة هذه السورة أنّ اسمها "ن والقلم".
فضيلة تلاوه سورة القلم:
نقل عن رسول الله (ص) في فضيلة تلاوة هذه السورة أنّه قال: "من قرأ (ن والقلم) أعطاه الله ثواب الذين حسن أخلاقهم"(173).
كما نقرأ في حديث عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "من قرأ سورة (ن والقلم) في فريضة أو نافلة، آمنه الله أن يصيبه في حياته فقر أبداً، وأعاذه إذا مات من ضمّة القبر، إن شاء الله"(174).
وهذا الأجر والجزاء يتناسب تناسباً خاصّاً مع محتوى السورة، والهدف من التأكيد على هذا النوع من الأجر من تلاوة السورة هو أن تكون التلاوة مقرونة بالوعي والمعرفة ومن ثمّ العمل بمحتواها.