سُورَة القَمَر
مكّية وعَدَدُ آيَاتِها خَمس وخمسُون آية
محتوى السورة
تحوي هذه السّورة خصوصيات السور المكيّة التي تتناول الأبحاث الأساسيّة حول المبدأ والمعاد، وخصوصاً العقوبات التي نزلت بالاُمم السالفة، وذلك نتيجة عنادهم ولجاجتهم في طريق الكفر والظلم والفساد.. ممّا أدّى بها الواحدة تلو الاُخرى إلى الإبتلاء بالعذاب الإلهي الشديد، وسبّب لهم الدمار العظيم.
ونلاحظ في هذه السورة تكرار قوله تعالى: (ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر) وذلك بعد كلّ مشهد من مشاهد العذاب الذي يحلّ بالاُمم لكي يكون درساً وعظة للمسلمين والكفّار.
ويمكن تلخيص أبحاث هذه السورة في عدّة أقسام هي:
1 - تبدأ السورة بالحديث عن قرب وقوع يوم القيامة، وموضوع شقّ القمر، وإصرار وعناد المخالفين في إنكار الآيات الإلهيّة.
2 - والقسم الثاني يبحث بتركيز وإختصار عن أوّل قوم تمرّدوا على الأوامر الإلهية، وهم قوم نوح، وكيفيّة نزول البلاء عليهم.
3 - أمّا القسم الثالث فإنّه يتعرّض إلى قصّة قوم "عاد" وأليم العذاب الذي حلّ بهم.
4 - وفي القسم الرابع تتحدّث الآيات عن قوم "ثمود" ومعارضتهم لنبيّهم صالح (ع) وبيان معجزة الناقة، وأخيراً إبتلاؤهم بالصيحة السماوية.
5 - تتطرّق الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن قوم "لوط" ضمن بيان واف لإنحرافهم الأخلاقي ... ثمّ عن السخط الإلهي عليهم وإبتلائهم بالعقاب الربّاني.
6 - وفي القسم السادس تركّز الآيات الكريمة - بصورة موجزة - الحديث عن آل فرعون، وما نزل بهم من العذاب الأليم جزاء كفرهم وضلالهم.
7 - وفي القسم الأخير تعرض مقارنة بين هذه الاُمم ومشركي مكّة ومخالفي الرّسول الأعظم (ص) والمستقبل الخطير الذي ينتظر مشركي مكّة فيما إذا استمرّوا على عنادهم وإصرارهم في رفض الدعوة الإلهيّة.
وتنتهي السورة ببيان صور ومشاهد من معاقبة المشركين، وجزاء وأجر المؤمنين والمتّقين.
وسورة القمر تتميّز آياتها بالقصر والقوّة والحركية.
وقد سمّيت هذه السورة بـ (سورة القمر) لأنّ الآية الاُولى منها تتحدّث عن شقّ القمر.
فضيلة تلاوة سورة القمر
ورد عن رسول الله (ص) أنّه قال:
"من قرأ سورة إقتربت الساعة في كلّ غبّ بُعِثَ يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر، ومن قرأها كلّ ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق"(1).
ومن الطبيعي أن تكون النورانية التي تتّسم بها هذه الوجوه تعبيراً عن الحالة الإيمانية الراسخة في قلوبهم نتيجة التأمّل والتفكّر في آيات هذه السورة المباركة والعمل بها بعيداً عن التلاوة السطحية الفارغة من التدبّر في آيات الله.
1- بحار الأنوار، ج17، ص354 حديث (8).