سُورَة الطُّور
مكّية وعَدَدُ آيَاتِها تسع وأربعُون آية
محتوى السورة
تتركز بحوث هذه السورة - أيضاً - على مسألة المعاد وعاقبة الصالحين والمتّقين من جهة، والمجرمين والمفسدين في ذلك اليوم العظيم من جهة اُخرى رغم أنّ فيها مواضيع اُخر في مجالات مختلفة من الاُمور العقائدية أيضاً - .
ويمكن على الإجمال - أن يقسّم محتوى هذه السورة إلى ستّة أقسام.
1 - الآيات الاُولى من السورة التي تبدأ بالقَسَم تلو القَسَم، وهي تبحث في عذاب الله.
ودلائل القيامة وعلاماتها - وعن النار وعقاب الكافرين من الآية 1 إلى 16.
2 - القسم الآخر من هذه السورة يذكر بتفصيل نعم الجنّة ومواهب الله في القيامة وما اُعدّ للمتّقين، وينبّه على ذلك على نحو متتابع! .. وفي الحقيقة أنّ في هذه السورة إشارةً إلى أغلب نعم الجنّة من الآية 17 - 28.
3 - وفي القسم الثّالث من هذه السورة يقع الكلام عن نبوّة محمّد (ص) وما وجّه إليه الأعداء من التّهم، ويردّ عليها بنحو موجز من الآية 29 إلى 34.
4 - وفي القسم الرّابع بحث عن التوحيد بإستدلالات واضحة من الآية 35 - 43.
5 - وفي القسم الخامس من هذه السورة عود على مسألة المعاد وبعض أوصاف يوم القيامة من الآية 44 - 47.
6 - وأخيراً فإنّ القسم الأخير من هذه السورة الذي لا يتجاوز الآيتين يختتم الاُمور المذكورة آنفاً بأمر نبي الإسلام بالصبر والإستقامة والتسبيح والحمد لله .. ووعده بأنّ الله حاميه وناصره.
وهكذا تتشكّل السورة من مجموعة منسجمة منطقية وعاطفية تنشدّ إليها قلوب السامعين.
وتسمية هذه السورة بـ "الطو" تناسباً لما ورد في الآية الاُولى من ذكر كلمة الطور فيها.
فضيلة تلاوة هذه السورة
ورد عن النّبي (ص) أنّه قال: "من قرأ سورة الطور كان حقّاً على الله أن يؤمنه من عذابه وأن ينعّمه في جنّته"(1).
وورد في حديث آخر عن الإمام الباقر (ع) أنّه قال: "من قرأ سورة الطور جمع الله له خير الدنيا والآخرة"(2)!
وواضح أنّ كلّ هذا الأجر والثواب العظيم في الدنيا والآخرة هو لاُولئك الذين يجعلون هذه التلاوة وسيلة للتفكّر والتفكّر بدوره وسيلة للعمل.
1- ورد في بحار الأنوار أكثر من عشر روايات في هذا المجال، ج58، ص55 وما بعدها.
2- نهج البلاغة، الخطبة 224.