سُورَة ق

مكّية وعَدَدُ آيَاتِها خَمس وأربعُون آية

محتوى السورة

إنّ محور بحوث هذه السورة هو موضوع "المعاد" وجميع هذه الآيات - تقريباً - تدور حول هذا المحور وبعض المسائل الاُخرى التي لها تعلّق به أيضاً.

ومن المسائل المرتبطة بالمعاد تمت الإشارة في هذه السورة إلى الاُمور التالية:

1 - إنكار الكافرين مسألة المعاد وتعجّبهم منها "المراد بالمعاد هنا هو المعاد الجسماني".

2 - الإستدلال على مسألة المعاد عن طريق الإلتفات إلى مطلق التكوين والخلق وخاصّة إحياء الأرض الميتة بنزول الغيث.

3 - الإستدلال على مسألة المعاد عن طريق الإلتفات إلى الخلق الأوّل.

4 - الإشارة إلى مسألة ثبت الأعمال والأقوال ليوم الحساب.

5 - المسائل المتعلّقة بالموت والإنتقال من هذه الدنيا إلى الدار الاُخرى.

6 - جانب من حوادث يوم القيامة وأوصاف الجنّة والنار.

7 - إشارة إلى حوادث نهاية هذا العالم المذهلة والمثيرة التي تعتبر بدورها بداية العالم الآخر!

وفي الأثناء إشارات (موجزة وذات تأثير بليغ) عن حال الاُمم الماضية وطغيانها وعاقبتها الوخيمة أمثال قوم فرعون وعاد وقوم لوط وقوم شعيب وقوم تبع وما ورد من تعليمات للنبي في التوجّه إلى الله تعالى ..

كما وردت في بداية السورة ونهايتها إشارة موجزة إلى عظمة القرآن!.

فضيلة تلاوة سورة "ق"

يستفاد من الرّوايات الإسلامية أنّ النّبي كان يهتمّ إهتماماً كبيراً بسورة "ق" حتّى أنّه كان يقرؤها في خطبة صلاة كلّ يوم جمعة(1).

كما ورد في حديث آخر أنّه كان يقرؤها في كلّ عيد وجمعة(2) وإنّما كان ذلك فلأنّ يومي الجمعة والعيد يومان يتيقّظ فيهما الناس وينتهبون، وفيهما تكون العودة إلى الفطرة الاُولى، والتوجّه إلى الله ويوم الحساب، وحيث أنّ آيات هذه السورة تتحدّث عن مسائل المعاد والموت وحوادث يوم القيامة وأنّ لاُسلوبها تأثيراً بالغاً في إيقاظ الناس من الغفلة وتربيتهم، لذلك كانت موضع إهتمام النّبي (ص).

وقد ورد في بعض أحاديث النّبي(ص) أنّه قال: "من قرأ سورة (ق) هوّن الله عليه تارات الموت وسكراته"(3).

كما ورد عن الباقر (ع) أنّه قال: "من أدمن في فرائضه ونوافله سورة (ق) وسّع الله في رزقه وأعطاه كتاباً بيمينه وحاسبه حساباً يسيراً".

ولا حاجة للتذكير بأنّ كلّ هذه الفضيلة والفخر لا يحصل بقراءة الألفاظ فحسب، بل القراءة هي بداية لتيقّظ الأفكار، وهي بدورها مقدّمة للعمل الصالح والإنسجام مع محتوى السورة هذه.


1- تفسير أبو الفتوح الرازي، وروح المعاني، وروح البيان، القرطبي، والدرّ المنثور، وتفسير المراغي، في نهاية الآيات مصدر البحث.

2- وتقدير الكلام هكذا "ق والقرآن المجيد إنّك لرسول الله" أو .. لتُبعثنّ أو أنّ البعث حقّ إلخ..

3- سورة ابراهيم، 10.