سُورَة الدُّخان

مكيّة وَعَدَدُ آياتِها تسعٌ وَخَمسُونَ آية

"سورة الدخان"

محتوى سورة الدّخان:

هذه السورة هي خامس الحواميم السبعة، ولما كانت من السور المكية، فإنّها تتضمن الأبحاث العامة لتلك السور، أي البحث حول المبدأ والمعاد والقرآن بصورة تامّة.

وقد نُسجت آياتها ونظمت في هذا الباب تنظيماً تنزل معه ضرباتها الحاسمة المفزعة على القلوب الغافلة الذاهلة عن ربها، وتدعوها إلى الإِيمان والتقوى، والحق والعدالة.

ويمكن تلخيص فصول هذه السورة في سبعة:

1 - بداية السورة بالحروف المتقطعة، ثمّ بيان عظمة القرآن، مع تبيان نزوله في ليلة القدر أوّل مرة.

2 - وتتحدث في الفصل الثّاني عن التوحيد ووحدانية الله سبحانه، وبيان بعض مظاهر عظمته في عالم الوجود.

3 - ويتحدث قسم مهم منها عن مصير الكفار وعاقبتهم، وأنواع العقوبات الأليمة التي نزلت وستنزل بهم.

4 - وتتحدث السورة في فصل آخر عن قصة موسى (ع) وبني إسرائيل مع قوم فرعون، وهزيمة قوم فرعون وهلاكهم وفنائهم، من أجل إيقاظ هؤلاء الغافلين.

5 - وتشكل مسألة القيامة وأنواع العذاب الأليم الذي سينال أصحاب الجحيم، والمثوبات العظيمة التي تسر الروح، والتي سينالها المتقون، فصلا آخر من آيات هذه السورة.

6 - ومن المواضيع الأُخرى التي طرحت في هذه السورة موضوع الغاية من الخلق، وعدم كون خلق السماء والأرض عبثاً.

7 - وأخيراً تنتهي السورة ببيان عظمة القرآن الكريم كما بدأت بذلك.

ولما كان الكلام في الآية العاشرة من هذه السورة عن "الدخان المبين"، فقد سميت بسورة الدخان.

فضل تلاوة هذه السورة

جاء في حديث عن نبيّ الإِسلام (ص): "من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة ويوم الجمعة بنى الله له بيتاً في الجنّة" (1)

و روي عنه (ص) أنّه قال: "من قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك" (2).

وفي حديث آخر عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام الباقر (ع): "من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونوافله بعثه الله من الآمنين يوم القيامة، وأظله تحت ظل عرشه، وحاسبه حساباً يسيراً، وأُعطي كتابه بيمينه" (3).


1- مجمع البيان، المجلد 9، بداية سورة الدخان.

2- المصدر السابق.

3- المصدر السابق.