الآيات 7 - 9

﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ( 7 ) رَبَّنَا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّـتِ عَدْن الَّتِى وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ ءَابَآئِهِمْ وَأَزْوَجِهِمْ وَذُرِّيَّـتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ( 8 ) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( 9 )﴾

التّفسير

دعاء حملة المستمر للمؤمنين:

يتضح من أسلوب الآيات السابقة أنّها نزلت في فترة كان فيها المسلمون قلّة محرومة، بينما كان الأعداء في أوج قوتهم، يتمتعون بالإمكانات الكبيرة ويسيطرون على السلطة.

بعد ذلك نزلت الآيات التي نحن بصددها لتكون بشرى للمؤمنين الحقيقيين والصابرين، بأنّكم لستم وحدكم، فلا تشعروا بالغربة أبداً، فحملة العرش الإلهي والمقربون منه، وكبار الملائكة معكم يؤيدونكم، إنّهم في دعاء دائم لكم، ويطلبون لكم من الله النصر في الدنيا وحسن الثواب في الآخرة... وهذا هو أفضل أُسلوب للتعاطف مع المؤمنين في ذاك اليوم، وهذا اليوم، وغداً.

فالقرآن يقول: (الذي يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا).

أمّا قولهم ودعاؤهم فهو: (ربّنا وسعت كلّ شيءرحمة وعلماً) فأنت عالم بذنوب عبادك المؤمنين ورحيم بهم (فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم).

يوضح هذا الكلام للمؤمنين بأنّكم لستم وحدكم الذين تعبدون الله وتسبحونه وتحمدونه، فقبلكم الملائكة المقرّبون وحملة العرش ومن يطوف حوله، يسبحون الخالق جلّ وعلا ويحمدونه.

وهي من جانب آخر تحذر الكفّار وتقول لهم: إنّ إيمانكم أو عدمه ليس مهمّاً، فالله غني عن العباد لا يحتاج إلى إيمان أحد، وهناك الملائكة يسبحون بحمده ويحمدونه وهم من الكثرة بحيث لا يمكن تصوّرهم بالرغم من أنّه غير محتاج إلى حمد هؤلاء وتسبيحهم.

ومن جانب ثالث، في الآية إخبار للمؤمنين بأنّكم لستم وحدكم في هذا العالم - بالرغم من أنّكم أقلية في محيطكم - فأعظم قوّة غيبية في العالم وحملة العرش هم معكم ويساندونكم ويدعون لكم، وهم في نفس الوقت يسألون الله أن يشملكم بعفوه ورحمته الواسعة، وأن يتجاوز عن ذنوبكم وينجيكم من عذاب الجحيم.

وفي هذه الآية تواجهنا مرة اُخرى كلمة (العرش) حيث ورد كلام عن حملته والملائكة الذين يحيطون به، وبالرغم من أنّنا تحدثنا عن هذا الموضوع في تفسير بعض السور، فإنّنا سنقف عليه مرّة اُخرى في باب البحوث إن شاء الله(1).

في الآية التي تليها استمرار دعاء حملة العرش للمؤمنين، يقول تعالى: (ربّنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم).

وأيضاً: (ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم)(2).

لماذا؟ لـ (إنك أنت العزيز الحكيم).

هذه الآية التي تبدأ بكلمة (ربّنا) التي يطلب حملة العرش والملائكة المقرّبون بها من خالقهم - بإصرارـ أن يتلطف بعباده المؤمنين، ويركزّون في هذا الطلب على مقام ربوبيته تعالى، وهؤلاء لا يريدون من خالقهم انقاذ المؤمنين من عذاب القيامة وحسب، بل إدخالهم في جنات خالدة، ليس وحدهم وإنّما مع آبائهم وأزواجهنم وأبنائهم السائرين على خطّهم في الإستقامة والإيمان... إنّهم يطلبون الدعم من عزّته وقدرته، أمّا الوعد الإلهي الذي أشارت إليه الآية فهو نفس الوعد الذي ورد مراراً على لسان الأنبياء لعامة الناس.

أمّا تقسيم المؤمنين إلى مجموعتين، فهو في الواقع يكشف عن حقيقة أنّ هناك مجموعة تأتي بالدرجة الأولى، وهي تحاول أن تتبع الأوامر الإلهية بشكل كامل.

أمّا المجموعة الأُخرى فهي ليست بدرجة المجموعة الأولى ولا في مقامها، وإنّما بسبب انتسابها إلى المجموعة الأولى ومحاولتها النسبية في اتباعها سيشملها دعاء الملائكة .

بعد ذلك تذكر الآية الفقرة الرّابعة من دعاء الملائكة للمؤمنين:(وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته).

ثم ينتهي الدعاء بهذه الجملة ذات المعنى الكبير:(وذلك هوالفوز العظيم).

هل هناك فوز أعظم من أن تغفر ذنوب الإنسان، ويبتعد عنه العذاب لتشمله الرحمة الإلهية ويدخل الجنّة الخالدة، وثم يلتحق به أقرباؤه الذين يودّهم؟

بحوث

أوّلا: الأدعية الأربعة لحملة العرش

قد يطرح هنا هذا السؤال: ما هو التفاوت الموجود بين الأدعية الأربعة؟ أليس بعضها مكرراً؟

عند التأمل والتدقيق يتبيّن أنّ كلّ واحد منها يشير إلى موضوع مختلف. ففي البداية يطلب الملائكة غسل المؤمنين وتطهيرهم من آثار الذنوب، وهذا الأمر إضافة لكونه مطلوباً بذاته، فهو يعتبر مقدمة للوصول إلى أي نعمة كبيرة. وإلاّ فهل هناك موهبة أعلى من أن يشعر الإنسان بأنّه أصبح طاهراً مطهراً، وأنّ خالقه جلّوعلا راض عنه، وهو أيضاً راض عن خالقه الكريم؟

إنّ هذا الإحساس - بغض النظر عن قضية الجنّة والنّار يعتبر أمراً عظيماً وفخراً كبيراً بالنسبة للعباد.

في مرحلة ثانية يطلب حملة العرش والملائكة إبعاد المؤمنين وإنقاذهم من عذاب جهنّم. وهذا الأمر بحد ذاته يعتبر من أهم وسائل تحقيق الراحة والرضا النفسيّين .

المرحلة الثّالثة تنطوي على دعاء الملائكة وحملة العرش للمؤمنين في طلب الجنّة لهم ولأقربائهم أيضاً، حيث يعتبر هؤلاء الإقرباء الصالحون عاملا من عوامل الراحة والإستقرار النفسي.

وبسبب وجود (مؤذيات) اُخرى مهمّة في يوم القيامة غير نار جهنّم، كهول المطّلع والمحشر، والفضيحة أمام الخلائق، وطول الوقفة للحساب وأمثال ذلك، لذا طلبت الملائكة وحملة العرش في أدعيتهم الأُخرى أن يحفظ الله المؤمنين ويقيهم من أي سوء أو مكروه في ذلك اليوم، كي يدخلوا جنّة الخلد براحة بال واطمئنان واحترام كامل.

ثانياً: آداب الدعاء

في هذه الآيات يعلّم حملة العرش والملائكة المؤمنين أُسلوب الدعاء.

ففي البداية ينبغي يالتمسك بكلمة "ربّنا".

ثمّ مناداته تعالى بصفات الجلال والجمال، وطلب العون من مقام رحمته المطلقة وعلمه غير المتناهي: (وسعت كلّ شيء رحمة وعلماً).

وأخيراً الدعاء وطلب الحاجة بحسب أهميتها وبشروط توفّر الأرضية للإستجابة: (فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك).

ثم ينتهي الدعاء بذكر صفاته تعالى الجمالية والجلالية، والتوسّل برحمته تعالى مرّة اُخرى.

والطّريف في الأمر أنّ حملة العرش الإلهي يعتمدون على خمسة أوصاف إلهية مهمّة في دعائهم وهي: الربوبية، والرحمة، والقدرة، والعلم، والحكمة.

ثالثاً: لماذا تبدأ الأدعية بكلمة "ربّنا"؟

عند قراءة آيات القرآن الكريم نرى أنّ أولياء الله - سواء منهم الأنبياء أو الملائكة أو الصالحون - كانوا يبدأون كلامهم بـ "ربّنا" أو "ربّي" عند الدعاء...

فآدم(ع) يقول: (ربّنا ظلمنا أنفسنا).

ونوح(ع) يقول: (ربّ اغفرلي ولوالدي)

و إبراهيم(ع) يقول:(ربّ اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).

أما يوسف(ع) فيقول: (ربّ قد آتيتني من الملك).

وموسى الكليم(ع) يقول: (ربّ بما أنعمت علىّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين).

أما سليمان(ع) فيقول: (ربّ هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي).

أما عيسى المسيح(ع) فيقول: (ربّنا أنزل علينا مائدة من السماء)(3).

والرّسول الأعظم(ص) يقول: (ربّ أعوذ بك من همزات الشياطن)(4).

وعلى لسان المؤمنين نقرأ في أماكن متعدّدة كلمة "ربّنا" في فاتحة الدعاء، ففي آخر سورة "آل عمران" نرى دعائهم: (ربّنا ماخلقت هذا باطلا).

من خلال هذه النماذج والمواقف نستنتج أنّ أفضل الدعاء هو مايبدأ بالربوبية صحيح أنّ الاسم المبارك "الله" هو أكثر شمولية لأسماء الخالق، ولكن لارتباط الحاجات بمقام الرّبوبية، هذا المقام الذي يرتبط به الإنسان منذ اللحظة الأولى من وجوده وحتى آخر عمره، وتستمر بعد ذلك صفة الإرتباط بـ "الربوبية" التي تغرق الإنسان بالألطاف الإلهية، لذا فإنّ ذكر هذه الكلمة في بداية الأدعية يعتبر أكثر تناسباً من باقي الأسماء الأُخرى(5).

رابعاً: ما هو العرش الإلهي؟

لقد أشرنا مراراً إلى أن ألفاظنا - الموضوعة أصلا لتوضيح مشخصات الحياة المحدودة - لا تستطيع أن توضّح عظمة الخالق، أو حتى أن تحيط بعظمة مخلوقاته جلّ وعلا، لهذا السبب فليس أمامنا سوى استخدام ألفاظ ومعاني للكناية عن تلك العظمة.

وفي طليعة الألفاظ التي يشملها هذا الوضع كلمة (العرش) التي تعني لغوياً (السقف) أو (السرير ذا المسند المرتفع) في قبال (الكرسي) الذي هو (سرير ذو مسند منخفض). ثمّ استخدمت هذه الكلمة لتشمل (عرش) القدرة الإلهية.

وللمفسّرين والفلاسفة والمناطقة كلام كثير حول المقصود بالعرش، وما ينطوي عليه من معنى كنائي.

فأحياناً فسّروا العرش بمعنى (العلم اللامتناهي لله تبارك وتعالى).

واُخرى قالوا بأن المعنى هو (المالكية والحاكمية الإلهية).

وفسّروا العرش أيضاً بأنّه إشارة إلى أي واحدة من الصفات الكمالية والجلالية لله تبارك وتعالى، لأنّ كلّ واحدة من هذه الصفات توضح عظمة منزلته جلّ وعلا، كما أنّ عرش السلطان (والأمثال تضرب ولا تقاس) يوضح عظمته.

فالخالق جلّ وعلا يملك عرش العلم، وعرش القدرة، وعرش الرحمانية، وعرش الرحيمية.

وطبقاً للتفاسير والآراء الثلاثة هذه، فإنّ مفهوم (العرش) يعود إلى صفات الخالق جل وعلا، ولا يعني وجود خارجي آخر له.

وفي بعض الرّوايات الواردة عن أهل البيت(ع)، ما يشير إلى هذا المعنى، ففي رواية عن الإمام الصادق(ع) أنّه أجاب عندما سئل عن معنى قوله تعالى: (وسع كرسيه السماوات و الأرض) أنّ المقصود بذلك علمه تعالى شأنه(6).

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق(ع) أيضاًه أنّه فسّر (العرش) بأنّه "العلم" الذي كشفه وعلّمه الله للأنبياء عليهم السلام، بينما (الكرسي) هو "العلم" الذي لم يعلمه لأحد ولم يطلع عليه أحد(7).

وبين أيدينا تفاسير اُخرى استندت إلى روايات إسلامية، ففسّرت العرش والكرسي بأنّهما موجودات عظيمة من مخلوقات الله تبارك وتعالى.

قالوا - مثلا- إنّ المقصود بالعرش هو مجموع عالم الوجود.

وقالوا أيضاً: هو مجموع الأرض والسماء المتجسدة ضمن هذا الكرسي; بل إنّ السماء والأرض كالخاتم في الصحراء الواسعة مقايسة بينهما وبين (الكرسي) ثم قالوا: إنّ "الكرسي" في مقابل العرش كالخاتم في الصحراء الواسعة.

وفي تفاسير اُخرى تستند بدورها إلى روايات إسلامية، أطلقوا كلمة (العرش) للكناية عن قلوب الأنبياء والأوصياء والمؤمنين التامين الكاملين، كما جاء ذلك في الحديث: "إنّ قلب المؤمن عرش الرحمن"(8).

وفي حديث قدسي نقرأ قوله تعالى: "لم يسعني سمائي ولا أرضي، ووسعني قلب عبدي المؤمن"(9).

أما أفضل الطرق لإدراك معنى العرش - بمقدار ما تسمح به قابلية الإنسان واستيعابه - فهو أن نبحث موارد استعمال هذه الكلمة في القرآن الكريم، و نتفحص مدلولاتها بشكل متأن.

في آيات كثيرة من كتاب الله نلتقي مع هذا التعبير، كما في قوله تعالى: (ثمّ استوى على العرش)(10). ثمّ يرد تعبر (يدبّر الأمر) في بعض الآيات التي تأتي بعد مفاد الآية أعلاه (آية العرش) أو ترد جمل اُخرى تعبّر عن علم الله ودراية الخالق جلّ وعلا.

في آية اُخرى من القرآن الكريم يوصف العرش بالعظمة: (وهو ربّ العرش العظيم)(11).

وأحياناً تتحدث الآية عن حملة العرش، كما في الآية التي نحن بصددها.

ومن الآيات ما تتحدث عن الملائكة المحيطة بالعرش، كما في قوله تعالى: (وترى الملائكة حافين من حول العرش)(12) وفي آية اُخرى نقرأ قوله تعالى: (وكان عرشه على الماء).

من خلال مجموع هذه الموارد، والتعابير الأُخرى الواردة في الأحاديث والروايات الإسلامية، نستنتج بشكل واضح أنّ كلمة (العرش) تطلق على معاني مختلفة بالرغم من أنّها تشترك في أساس واحد.

فأحد معاني العرش هو مقام (الحكومة والمالكية وخلق عالم الوجود) إذ تلاحظ أنّ الإستخدام الشائع للعرش يدلل - من خلال الكناية - على سيطرة الحاكم على أُمور دولته، فنقول مثلا: "فلان شلّ عرشه" والتعبير كناية عن انهيار قدرته وحكومته.

والمعنى الآخر من معاني العرش هو، "مجموع عالم الوجود" لأنّ كلّ الوجود هو دليل على العظمة.

وأحياناً يستخدم العرش بمعنى "العالم الأعلى" والكرسي بمعنى "العالم الأدنى".

ويستخدم العرش أحياناً بمعنى (عالم ما وراءالطبيعة) والكرسي بمعنى (مجموع عالم المادة) بما في ذلك الأرض والسماء، كما جاء في آية الكرسي: (وسع كرسيه السموات والأرض).

ولأنّ علم الخالق لا ينفصل عن ذاته المنزهة، لذا فانّ كلمة (عرش) تطلق أحياناً على "علم الله".

وإذا أطلق وصف (عرش الرحمن) على القلوب الطاهرة لعباد الله المؤمنين، فذلك يعود إلى أنّ هذا المكان هو محل معرفة الذات الإلهية المنزهة، وهو بحدّ ذاته أحد أدلة عظمته وقدرته جلّ وعلا.

من كلّ ذلك يتضح أنّ كافة معاني العرش - التي وردت آنفاًـ توضح عظمة الخالق جلّ وعلا.

وفي الآية التي نحن بصدد بحثها يمكن أن يكون المقصود من العرش هو نفس حكومة الله تعالى وتدبيره لعالم الوجود، وحملة العرش يقومون بتنفيذ إرادة الله الحاكمة في الخلق.

ويمكن أن يكون المعنى هو مجموع عالم الوجود أو عالم ما وراء الطبيعة. أمّا حملة العرش الإلهي فهم الملائكة الذين تقع عليهم مسؤولية تدبير أمر هذا العالم بأمر الله تعالى.


1- المائدة، الآية 114.

2- المؤمنين، الآية 97.

3- التّفسير الكبير، الفخر الرازي في نهاية الآية مورد البحث.

4- بحار الأنوار، المجلد 58، صفحة 28، الحديث رقم 46، 47.

5- المصدر السابق.

6- بحار الأنوار، المجلد 58، صفحة 39.

7- ـ بحار الأنوار، المجلد 58، صفحة 39.

8- الأعراف، الآية 54.

9- التوبة، الآية 129.

10- الزمر، الآية 75.

11- فرقان، الآية 27.

12- نبأ، الآية 40.