الآيتان 56 - 57

﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بَالْمُهْتَدِينَ(56) وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً ءَامِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرتُ كُلِّ شَىْء رِّزْقاً مِّنْ لَّدُنَّا وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُم لاَ يَعْلَمُونَ(57) ﴾

التفسير

الهداية بيد الله وحده!..

بالرغم من أن بحوثاً كثيرة وروايات وردت في الآية الأُولى من هاتين الآيتين المتقدمتين وشأن نزولها، إلاّ أنّها - كما سنرى - روايات غير معتبرة ولا قيمة لها، حتى كأنّها رويت لأغراض ومقاصد خاصّة، ولذلك رأينا أن نفسّر الآية من القرآن نفسه ثمّ نعالج الرّوايات المشكوكة أو المجعولة.

ومع الإلتفات إلى أن الآيات السابقة كانت تتحدث عن طائفتين: طائفة من مشركي أهل مكّة المعاندين، كان رسول(ص) شديد الإصرار على هدايتهم، لكنّهم لم يهتدوا ولم يذعنوا لنور الإيمان.

وطائفة من أهل الكتاب والأفراد البعيدين عن مكّة، تلقوا هداية الله برحابة صدر وبعشق وضحوا في سبيل الإسلام، وآثرواعلى أنفسهم مصلحة الإسلام، ولم يكترثوا بعناد قومهم الجاهلين الأنانيين، ولم يستوحشوا من الضغوط والعزلة وما إلى ذلك!.

فمع الإلتفات إلى كل هذه الأُمور، نلاحظ أن الآية الأُولى من هاتين الآيتين تكشف الستار عن هذه الحقيقة فتقول: (إنّك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين).

فالله يعلم من هم الجديرون بالإيمان.. وأيّة قلوب تطلب الحقّ وهو يعرف العاشقين له.

أجل، هو يعرف هؤلاء ويوفقهم بلطفه ليسيروا نحو الإيمان.

أمّا الذين أظلمت قلوبهم وساءت سيرتهم وعادوا الحق في الخفاء ونهضوا بكل ماعندهم من قوة بوجه رسل الله، وقد تلوثت قلوبهم في حياتهم إلى درجة لم يكونوا جديرين بنور الإيمان فالله سبحانه لا يضع مصباح التوفيق في طريقهم أبداً.

إذن، وبناءً على ما تقدم، ليس المقصود من الهداية"إراءة الطريق"، لأنّ إراءة الطريق هي من وظيفة النّبي(ص)، وتشمل جميع الناس دون استثناء، بل المقصود من الهداية هنا هو "الإيصال للمطلوب والهدف"، والإيصال إلى المطلوب وإلى الهدف هو بيد الله وحده، الذي يغرس الإيمان في القلوب، وليس هذا العمل اعتباطاً ودون حساب، فهو تعالى ينظر إلى القلوب المهيأة والمستعده ليهبها نور السماء!

وعلى كل حال، فإنّ هذه الآية بمثابة التسلية والتثبيت لقلب النّبي ليطمئن إلى هذه الحقيقة، وهي إنّه لا إصرار المشركين وعنادهم وإن كانوا من أهل مكّة، ولا إيمان أهل الحبشة ونجران وغيرهما أمثال سلمان الفارسي وبحيرا الراهب من دون دليل وسبب.

فعليه أن لا يكترث لعدم إيمان الطائفة الأولى، فإن الله يقذف نوره فيالقلوب المهيأة للنور ويبسط عليها خيمته!.

ونظير هذا المضمون كثير في آيات القرآن!.

إذ نقرأ في الآية (272) من سورة البقرة قوله تعالى: (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء).

وفي الآية (37) من سورة النمل (أن تحرص على هداهم فإنّ الله لا يهدي من يُضلّ).

وفي الآية (43) من سورة يونس (أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون).

كما نقرأ أيضاً في الآية (رقم 4) من سورة إبراهيم ما هو بمثابة القانون العام (فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم).

فالآية الأخيرة تدلّ دلالة واضحة على أن المشيئة الإلهية في شأن هاتين الطائفتين "جماعة الهدى وجماعة الضلال" ليست دون حساب، بل هي طبقاً للجدارة واللياقة وسعي الأفراد أنفسهم... فالله يهب توفيقه على هذا الأساس، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ويسلب الهدى ممن يشاء فيضلون السبيل.

وفي الآية الثّانية - من الآيتين محل البحث - يتحدث القرآن الكريم عن طائفة اعترفوا بالإسلام في واقعهم وأيقنت به قلوبهم، إلاّ أنّهم لم يظهروا إيمانهم بسبب منافع شخصية وملاحظات ذاتية، حيث يقول: (وقالوا إن نتبع الهدى معك نُتخطف من أرضنا)(1).

ورد في كتب التّفسير أن الذي قال: (إن نتبع الهدى معك) الخ.. هو "الحارث بن نوفل"، حيث قال للنّبي(ص): إنّنا نعرف أن ما تقوله حق، لكن الذي يمنعنا من اتباعك والإيمان بك، خوفنا من هجوم العرب علينا ليطردونا من

أرضنا، ولا طاقة لنا على ردّهم(2).

هذا الكلام لا يقوله إلاّ من يستضعف قدرة الله ويرى أن قدرة حفنة من العرب الجاهليين عظيمة!! وهذا الكلام لا يصدر إلاّ من قلب لا يعرف عناية الله وحمايته، ولا يعرف كيف ينصر الله أولياءه ويخذل أعداءه، لذلك يقول القرآن ردّاً على مثل هذه المزاعم (أو لم نمكّن لهم حرماً آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء(3)ولكن أكثر هم لا يعلمون).

الله الذي جعل هذه الأرض المالحة والمليئة بالصخور والخالية من الأشجار والأنّهار، جعلها حرماً تهفوا إليه القلوب، ويؤتى إليه بالثمرات من مختلف نقاط العالم، كل ذلك بيد قدرته القاهرة.

فإنّ من له هذه القدرة على اقرار "الامن" وجبابة "النعم" إلى هذا المكان وهؤلاء يرون ذلك بأعينهم، كيف لا يكون قارداً على أن يحفظكم من هجوم حفنة من الجاهليين عبّاد الأوثان؟!

فقد كنتم في زمان الكفر مشمولين بنعمتي الله العظيمتين "الأمن والمواهب المعاشية" فكيف يمكن أن يحرمكم الله منهما بعد الإسلام؟!

لتكن قلوبكم قوية وآمنو بما اُنزل اليكم فإنّ ربّ الكعبة وربّ مكّة معكم.

هنا، ينقدح هذا السؤال، وهو: إن التأريخ يدل على أن حرم مكّة لم يكن آمنا للمسلمين للغاية، ألم تعذب طائفة من المسلمين في مكّة؟ ألم يرموا النّبي(ص)بالأحجار الكثيرة؟! ألم يقتل بعض المسلمين في مكّة؟! ألم يهاجر جماعة من المسلمين من مكّة مع جعفر بن أبي طالب(رضي الله عنه) وجماعة آخرون مع النّبي(ص) آخر الأمر لعدم الأمن في مكّة؟!

فنقول جواباً على ذلك:

أوّلا: مع جميع هذه الأُمور ما تزال مكّة أكثر أمناً من النقاط الأُخرى.. وكان العرب يحترمونها ويقدسونها، وبالرغم من أنّهم كانوا يقدمون على جرائم متعددة في أماكن أُخرى، إلاّ أنّهم كانوا يحجمون عن الإتيان بمثلها في مكّة.

والخلاصة: فمع عدم الأمن العام والكلي كانت مكّة تتمتع بالامن النسبي ولاسيما أن الأعراب خارجها كانوا يراعون أمنها وقداستها.

ثانياً: صحيح أن هذه الأرض التي جعلها الله حرماً آمناً أضحت لفترة وجيزة غير آمنة على أيدي جماعة... إلاّ أنّها سرعان ما تحولت إلى مركز كبير للأمن وتواتر النعم الكثيرة المتعددة، فعلى هذا لم يكن تحمل هذه الصعاب المؤقتة من أجل الوصول للنعم العظيمة، أمراً عسيراً ومعقداً.

وعلى كل حال، فإنّ كثيراً ممن يقلقون على منافعهم الشخصية، كالحارث بن نوفل، لا يسلكون سبيل الهداية والإيمان... في حين أنّ الإيمان بالله والتسليم لأمره، لايؤمن المنافع المعنوية لهم فحسب، بل يؤمن لهم المحيط الصحيح والمنافع المادية المشروعة وما إلى ذلك.

وعدم الأمن والغارات والحروب التي نجدها في عصر التمدن - كما يصطلح عليه - وفي الدنيا البعيدة عن الإيمان والهداية، كل هذه الأُمور شاهد حي على هذا المدّعى!.

ومن الضروري الإلتفات إلى هذه النقطة الأساسية، وهي أنّ الله سبحانه أوّل ما يذكر من نعمه نعمة الأمن، ثمّ يذكر جلب الثمرات والأرزاق وغير ذلك من جميع الأنحاء إلى مكّة، ويمكن أن يكون هذا التعبير مبيّناً هذا الواقع، وهو: طالما كان الأمن حاكماً في بلد كان اقتصاده جيداً، وإلاّ فلا، "قد بيّنا هذا الأمر في بحثنا للأية 35 سورة إبراهيم".

كما أنّ الجدير بالذكر أنّ "يجبى" جاءت على صيغة الفعل المضارع الذي يدل على الإستمرار في الحال والإستقبال، ونحن اليوم وبعد مرور أربعة عشرقرناً، نرى بأم أعيننا مفهوم هذا الكلام واستمرار جباية جميع أنواع المواهب إلى هذه الأرض المباركة، فالذين يحجّون مكّة ويزورون بيت الله الحرام، يرون بأعينهم هذه الأرض الجرداء الحارة التي لا تنبت شيئاً، كم فيها من النعم! فكأن مكّة غارقة بها، ولعل أية نقطة من العالم ليس فيها ما في مكّة من هذه النعم الوفيرة.

ملاحظة

إيمان أبي طالب والضجيج حوله:

هذا الموضوع يبدو عجيباً لمن كان من أهل البحث والمطالعة.. فكيف يصرّ جماعة من رواة الأخبار على أن يزعموا أنّ أبا طالب(ع) عم النّبي كان مشركاً وغير مؤمن وأنّه مات كافراً!! وهو بإجماع المسلمين كان من الذين بذلوا تضحيات منقطعة النظير، وحمى نبيّ الإسلام(ص) وضحّى من أجله؟!

ولم لا يكون هذا الإصرار بالنسبة للآخرين الذين لا حظّ لهم في تأريخ الإسلام؟!

هنا نعرف أنّ المسألة ليست مسألة عادية.. ثمّ بأقل ملاحظة وتدقيق نصل إلى هذه النتيجة، وهي أنّ وراء هذه البحوث التاريخية والروائية لعبة سياسيّة خطيرة من أعداء علي(ع) ومناوئيه! فقد كانوا يصرّون على سلب كل فضيلة له، حتى جعلوا أباه المضحّي والفادي للنبي والمؤثر له على نفسه يموت كافراً بزعمهم!!.

ومن المؤكّد أنّ بني أمية ومريديهم في عصرهم، وقبل أن يصلوا إلى دفة الحكومة، سعوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا لإثبات مدعاهم بالشواهد والحجج الواهية.

ونحن بقطع النظر عن هذه الأمواج السياسية المنحرفة والملوثة، التي هي بنفسها تستحق المطالعة من جهات متعددة... نبحث المسألة على أساس أنّها مسألة بنفسها تستحق المطالعة من جهات متعددة... نبحث المسألة على أساس أنّها مسألة تأريخية وتفسيرية بحتة، بشكل موجز ومضغوط (كما يقتضيه وضع الكتاب) ليتّضح أن ليس وراء هذا الضجيج أي سند معتبر، بل هناك شواهد حيّة ضده!.

1 - إن الآية محل البحث (إنّك لا تهدي من أحببت) ليس لها علاقة بأبي طالب كما بيّنا، وقلنا: إن الآيات التي جاءت قبلها تدل بصورة واضحة أنّها في شأن جماعة من أهل الكتاب المؤمنين، في مقابل مشركي مكّة.

الطريف أن الرازي الذي يزعم أن الآية نزلت في أبي طالب(ع) بإجماع المسلمين!! يصرّح بأن الآية ليس فيها أقل دلالة على كفر أبي طالب(4).

ولكن مع هذه الحال فلماذا يصرون فيها على أن يكون أبو طالب(ع)مشركاً؟ فهذه مسألة غريبة ومدعاة للدهشة!..

2 - وأهم دليل لديهم في هذا المجال أنّهم ادعوا إجماع المسلمين على أن أبا طالب مات مشركاً!.

في حين أن مثل هذا الإجماع كذب محض لا أساس له، وهو عار عن الصحة.

فالمفسّر المعروف "الآلوسي" - وهو من علماء السنة - صرح في تفسير روح المعاني أنّ هذه المسألة ليست إجماعية، وحكاية الإجماع من قبل المسلمين أو المفسّرين على أنّ الآية المتقدمة نزلت في أبي طالب تبدو غير صحيحة... لأنّ علماء الشيعة وجمع كثير من المفسّرين يعتقدون بإسلام أبي طالب، وادّعى أئمّة أهل البيت(ع) الإجماع على ذلك، إضافة إلى أن أكثر قصائد أبي طالب تشهد على إيمانه(5).

3 - التدقيق والبحث يدل على أن هذا الإجماع المزعوم هو من قبل أخبار الاحاد الذين لا اعتبار لهم، وفي سند هذه الروايات أفراد مشكوك فيهم كذابون.

ومن هذه الرّوايات ما نقله ابن "مردويه" بسنده عن ابن عباس أن آية (إنّك لا تهدي من أحببت) نزلت في شأن أبي طالب، وقدأصرّ النّبي(ص) عليه أن يؤمن فلم يؤمن(6).

في حين أنّ في سند هذه الرواية "أبو سهل السري" الذي عرف بين كبار أصحاب علم الرجال بأنّه من الكذابين الوضّاع السارقين للحديث.

كما أنّ في سند هذه الرّواية "عبد القدوس أبو سعيد الدمشقي" وهو من الكذابين أيضاً(7).

وظاهر تعبير الحديث يدل على أن ابن عباس ينقل هذا الحديث من غير واسطة وكان شاهداً على ذلك، في حين أنّنا نعرف أن ابن عباس ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات، فعلى هذا كان لا يزال رضيعاً عندما مات أبو طالب(ع)... ومن هنا نستنتج أنّ واضعي الحديث حتى في هذا العمل كانوا مبتدئين وناشئين!!.

وهناك حديث آخر في هذا المجال ينقله "أبو هريرة" إذ يقول: حين دنت وفاة أبي طالب قال له النّبي(ص): يا عم قل: لا إله إلاّ الله، لأشهد لك يوم القيامة عند الله بالتوحيد، فقال أبو طالب: لولا أن قريشاً تقول إن أبا طالب أظهر الإيمان حال الموت خوفاً، لكنت أشهد بالتوحيد وأقرّ عينيك، فنزل قوله تعالى: (إنّك لا تهدي من أحببت)(8).

ويبدو من ظاهر هذا الحديث أن أبا هريرة كان شاهداً على هذه القضية، في حين أنّنا نعرف أن أبا هريرة أسلم سنة فتح خيبر، بعد الهجرة بسبع سنين، فأين أبو هريرة من وفاة أبي طالب التي حدثت قبل الهجرة...؟!!

وإذا قيل أن ابن عباس وأبا هريرة لم يكونا شاهدين على هذه القضية، وسمعا هذه القصّة من شخص آخر فإننا نسأل من هو هذا الشخص؟! فالذي نقل هذا الحديث لهذين الشخصين - إذاً - مجهول، ومثل هذا الحديث يعرف عند أهل الحديث بالمرسل، والجميع يعلمون بأن لا اعتبار للمراسيل!

ومن المؤسف أنّ جماعة من رواة الأخبار والمفسّرين نقلوا هذا الحديث بعضهم عن بعض دون تدقيق في كتبهم، وشيئاً فشيئاً كوّنوا إجماعاً لهذا الحديث! ولكن أيّ إجماع هذا؟ أم أي حديث معتبر!؟!

4 - وبعد هذا كلّه، فإنّ متن هذه الأحاديث الموضوعة يدل على أن أبا طالب(ع) كان مؤمناً بحقانية النّبي، غاية ما في الأمر لم يجر ذلك على لسانه لملاحظات خاصة... ونحن نعرف أن الإيمان هو بالقلب، وأمّا اللسان فهو طريق القلب، وفي بعض الأحاديث الإسلامية شبه أبو طالب بأصحاب الكهف الذين كانوا مؤمنين وإن لم يقدروا على إظهار الإيمان على ألسنتهم(9).

5 - ثمّ هل يمكن القناعة برواية مرسلة عن أبي هريرة أو ابن عباس في مثل هذه المسألة المهمة، فلم لا يؤخذ بإجماع أئمة أهل البيت(ع) وإجماع علماء الشيعة، وهم أعرف بحال أُسرة النّبي وأهله!!

إنّنا اليوم نحتفظ بأشعار كثيرة لأبي طالب توضح إيمانه بالإسلام ورسالة النّبي (محمّد)(ص)، وقد نقل هذه الأشعار طائفة من العلماء والأفاضل في كتبهم (وقد نقلنا طائفة منها في ذيل الآية 26 من سورة الأنعام من مصادر سنية معروفة)!.

6 - ومع غض النظر عن جميع ما تقدم، فإنّ تأريخ حياة أبي طالب وتضحياته العظيمة للنّبي(ص) وعلاقة النّبي(ص) والمسلمين الشديدة به إلى درجة أنّ النّبي سمى عام وفاته بـ "عام الحزن" كل ذلك يدل على أنّه كان يعشق الإسلام، ولم يكن دفاعه عن النّبي على أنّه أحد أرحامه، بل دفاع رجل مؤمن مخلص وعاشق نظيف وجندي مضحٍّ عن قائده وإمامه.. فمع هذه الحالة، كم يبلغ الجهل والغفلة والظلم وعدم الشكر بطائفة أن تصرّ على أنّ هذا الرجل المخلص المؤمن الموحّد مات مشركاً(10).


1- المصدر السابق.

2- "وصّلنا" مأخوذ من مادة "وصل" أي ربط، وحيث أنّها جاءت من باب التفعيل، فهي تدل على الكثرة، ويستفاد منها التأكيد أيضاً..

3- تفسير القمي، ج 2، ص 142.

4- كلمة "معك" في الآية الآنفة متعلقة بـ "نتبع"، ويحتمل أن تكون كلمة "معك"متعلقة بـ "الهدى" ويكون التفاوت في المعنى يسيراً..

5- مجمع البيان - ذيل الآية محل البحث...

6- "يجبى" مشتق من مادة "جباية" "ونمكن" في الآية بمعنى نجعل والجبابة معناها الجمع، لذلك يطلق على الحوض الذي يجمع فيه الماء جابية...ونصبُ كلمة "حرم" على أنّها مفعول لنمكن.

7- التّفسير الكبير للفخر الرازي، ج 25، ص 3.

8- روح المعاني، ج 2، ص 84 ذيل الآية محل البحث.

9- الدر المنثور، ج 5، ص 133.

10- الغدير، ج 8، ص 20.